أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
لواء ناحال الصهيوني يغادر غزة 4.9% ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة مذكرة تفاهم لرعاية الطفولة المبكرة وكبار السن وتمكين المرأة الصين: نرفض أي تهجير قسري للفلسطينيين أمين عام البيئة يلتقي وفدا نيجيريا وفد مجلس الشورى القطري يطلع على متحف الحياة البرلمانية الاردني "الأخوة البرلمانية الأردنية القطرية" تبحث ووفدا قطريا تعزيز العلاقات "الملكية الأردنية" تؤكد التزامها بالحد من تأثير عمليات الطيران على البيئة قرار بتوقيف محكوم (غَسل أموال) اختلسها قيمتها مليون دينار بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية الجيش ينفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة الذكرى الثلاثون لوفاة الملكة زين الشرف بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع الأردن: قبول 196 توصية دولية متعلقة بحقوق الإنسان خليل الحية ينفي نقل مكاتب حماس من قطر تكدس خيام النازحين غرب دير البلح وسط القطاع سموتريتش يدعو قطع العلاقات وإسقاط السلطة الفلسطينية جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائيلي يرد شك في سلوكها .. الأشغال 20 سنة لزوج ضرب زوجته حتى الموت ودفنها في منطقة زراعية انقطاع الإنترنت وسط وجنوب قطاع غزة
مهمات المسؤول "الجسيمة" في التنظير
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة مهمات المسؤول "الجسيمة" في التنظير

مهمات المسؤول "الجسيمة" في التنظير

24-05-2023 09:32 AM

تصريحات المسؤولين خلال استلامهم مناصبهم تكاد تكون نوعا من السخرية السوداء، أما أولئك الذين تركوا المناصب فتصريحاتهم أشبه ما تكون بالصدمة التي نتجرعها دفعة واحدة.

خلال الشهور الأخيرة، تابعت عشرات التصريحات لمسؤولين يمارسون التنظير، على حساب أعصابنا وذكائنا، فهم يعمدون إلى تشخيص واقع التحديات التي تواجه مؤسساتهم، ليؤكدوا بعدها الحاجة إلى "إجراءات جذرية" تتعلق بأمور محددة يصفونها بعناية فائقة.

من هو المسؤول عن استحداث الإجراءات، والحرص على تنفيذها، إن كان المسؤول الأعلى في مؤسسة أو وزارة ما، هو من يطالب بذلك، أين نصنف مثل هذه التصريحات؟
إذا كان المسؤول عاجزا عن اجتراح وتثبيت أدوات تحسين بيئة العمل ومخرجاته، فلا نظن أنه هو الرجل المناسب الذي يتوجب أن يكون في هذا المكان. الأمر بهذه البساطة، فلو كان مناسبا لوظيفته لانهمك في العمل، وترك التنظير جانبا.
تشخيص مواطن الخلل خطوة مهمة جدا في عملية الإصلاح الكلية الشاملة، لكنها تبقى خطوة واحدة من خطوات ضرورية أخرى ينبغي لها أن تتحقق إن كان أولئك فعلا يستقصون الصالح العام، لا أن يبحثوا عن ظهور إعلامي باهت لا يزيدهم إلا بعدا عن الشارع وهمومه ومطالبه.
الذين يذهبون إلى مجال الخدمة العامة يتوجب عليهم أن يدركوا جيدا أنهم موجودون من أجل تحقيق إنجازات معينة تسهم في رفاه المواطن من خلال التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه الناس، واقتراح آليات عمل جديدة باستمرار، نطور من خلالها أدواتنا في مواجهة تلك التحديات. أما التنظير، فينبغي أن يتم في الغرف المغلقة، على أن ترافقه برامج عمل تؤطر منهج تلك المؤسسات مصحوبة بأولويات التنفيذ، على ألا يخرج علينا المسؤولون إلا ليخبرونا بما تم تنفيذه وإنجازه، لا أن يصدعوا رؤوسنا بما نعرفه قبلهم من تحديات!
نعلم أننا نواجه تحديات حقيقية في الواقع الاقتصادي، وفي مسائل سيادة القانون، وفي الحماية الاجتماعية، وفي الممارسة السياسية والحزبية، والفصل بين السلطات، وتحديد الأولويات الوطنية، والعلاقة بين أجهزة الدولة والمواطن، والإعلام، ومحاربة الفساد، والترهل، والبيروقراطية، والتعليم، والنقل، والتعليم، والتدريب والتأهيل، وعشرات الملفات الأخرى، والسلوكيات الرسمية والمجتمعية. لكن، هل يكمن الحل في أن نظل نردد هذه التحديات مصحوبة بالنوايا الطيبة لتخطيها، بينما لا نحرك ساكنا في هذا السياق!
الأردني سئم كثرة الاستماع إلى بوح المسؤولين وطرائق تفكيرهم، وتأكيداتهم المتواصلة على ضرورة الإصلاح وإحداث التغيير، بينما لا نجد هذا التنظير في سياستنا الخارجية، رغم أنها سياسة ناجحة يقطف الأردن ثمارها باستمرار.
لكن، يبدو أن للأمر جانبا آخر، يكمن في البعد الاستعراضي الذي بات المسؤول يمارسه كنوع من الشعبوية المتهافتة، والتي يظن أنها قد تسهم في رفع أسهمه في الشارع والتأشير على أنه جهبذ و"سابق سنّه". هذا ظن خائب حتما، فالناس ينظرون إلى ما ينجزه المسؤولون لا إلى ما يقولونه، خصوصا أن التصريحات التنظيرية تنطلق من غالبية المسؤولين، لكنها لم تستطع أن تصلح أي أمر حتى اليوم، ولم تحدث أي تغيير في الواقع المترهل بعدما عجز أصحابها عن تحويلها إلى أفعال راسخة على الأرض، بل بقيت في إطار الظواهر الصوتية التي يعلن أصحابها من خلالها بأنهم موجودون وسط مشهد باهت، وصورة رمادية لا يحسدون عليها!








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع