الوجه الاستعماري لتركيا
محمد العرسان
لا يتردد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالاعلان في تصريحات بثتها قناة الجزيرة ان " تركيا اتخذت خطوات لمنع اسرائيل من الاستغلال المنفرد للموارد الطبيعية في شرق البحر المتوسط" في اشارة الى نية تركيا مقاسمة " اسرائيل" هذه الثروات.
المعلومات حول مصادر الطاقة تؤكد ان الانظار تتجه الى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ( كمنطقة صراع) بعد ان بينت دراسات انها تضم احتياطيات غازية ضخمة هي الأهم بين الاكتشافات المسجلة خلال السنوات العشر الماضية فضلا عن مخزون نفطي كبير.
اذ تشير الارقام الخاصة بصادرات النفط ان مجموع ما يبلغ انتاجه في الوقت الحالي من النفط الخام في منطقة البحر الابض المتوسط يبلغ 370 مليون طن سنويآ وهي تعادل أكثر من 20% من المجموع العالمي للنفط الخام، ويعبر كل يوم ما بين 250-300 ناقلة نفط من الى البحر وهذا الرقم مرشح للارتفاع بعد وجود مؤشرات على تواجد مخزون نفطي كبير في باط المحيط.
و في دراسة للمؤسسة العامة للمسح الجيولوجي في الولايات المتحدة الامريكية تبين انه بأمكانية أكتشاف كنز غازي ونفطي هائل في حوض البحر المتوسط التي تقدر احتياطته بحوالي122 تريلون قدم مكعب من الغاز الطبيعي وحوالي 107 مليار برميل من النفط الخام.
تركيا التي وجدت اسرائيل تتنفرد بالاستفادة من هذه الثروات اماطت اللثام عن وجهها الاستعماري واعلنت انها لن تسمح لاسرائيل- صديق الماضي عدو الحاضر- بالاستفادة وحيدة من هذه الثروات مستخدمة اوراق ضغط عديدة من ابرزها " ورقة غزة والقوافل الانسانية" ، اذ اعلن الرئيس التركي في تطور متسارع ان تركيا ستسير زوارق حربية لمرافقة سفن المساعدات المتجهة لغزة.
هذا التسارع في تدهور العلاقات التركية الاسرائيلية يأتي بعد ان قطعت اسرائيل شوطا في التنقيب عن ثروات البحر الابيض كان باكورتها اكتشاف حقلين مهمين خلال السنوت الماضية في المياه الاقليمية، هما حقل (تامار للغاز) يقدر سعة احتياطه بحوالي3،5 تريليون قدم 3 من الغاز الطبيعي و حقل (لفيتان) قبالة الساحل اللبناني الفلسطيني الذي يحتوي على حوالي 3 ملليار برميل من النفط الخام وعلى حوالي 16 تريلون قدم3 من الغاز الطبيعي .
تركيا استطاعت مؤخر خطف الاضواء والتعاطف من قبل الشارع العربي بسبب مواقفها لما يجري في قطاع غزة مخفية تحت هذه المواقف ميول استعمارية سبقت وان حكمت الوطن العربي لما يقرب من اربعمائة سنة نشرت من خلالها الجهل والضعف بين الاقطار العربية.
تعود تركيا اليوم و تطل علينا بنفس الميول الاستعمارية تحت مبررات عديدة تستخدم الدين الاسلامي غطاء لها، فليعذرني كل من دغدغت كلمات اردوجان مشاعره من العرب – وانا كنت احدهم- فاليوم يتكشف لنا مرة اخرى الوجه الاستعماري لتركيا التي مازالت تحتل جزء من الاراضي العربية متمثلة بلواء الأسكندرونه في سوريا.