من كثرة المطالب واختلاط الحابل بالنابل ودخول أفكار وأجسام وأجندات غريبه توقفت عدادات عقولنا،فذاك يعمل جاهدا ولا يألو جهداً بإقناعنا أن ما يريده هو الإصلاح والاخر أوشك على أن يصاب بالإفتاق نتيجة كثرة خطبه الرنانه لأنه صاحب الرؤيه الثاقبه،وأن الإصلاح لا يتأتى إلا من خلال أفكاره السحريه والتي ستضعنا على بر الأمان خوفا علينا من الغرق.إلى ان وصلنا إلى المثل القائل(احترنا منين نبوسك يا قرعه)فالأصوات المناديه بالإصلاح كثيره،مما أدى بعقولنا أن أصبحت مثل الموبايل الذي يقوم صاحبه بوضعه على الرجاج فهذا يتطلب من أفذاذ الإصلاح والمنادين به أن يرحموا عقولنا وليتخيلوا أننا أصبحنا نمشي ورؤوسنا تتحرك رغما عنا وحتى بدون إيعاز من الدماغ والذي هو الأساس والمسؤول عن حركات الإنسان وانفعالاته.والمشهد بالنسبة لي أن المطالبين بالإصلاح كل واحد منهم سواء كانوا فرادى أو مجوعات يجلسون على شرفات وكل منهم يغني على ليلاه،ويقرر عن الأغلبيه ولدرجة أن البعض يحاول فرض رأيه بأساليب تجعلنا نعيد التفكير بمفهوم الإصلاح من وجهة نظرهم،ما دامت الوسائل والأساليب المستخدمه لا تأخذ بعين الإعتبار قدر الوطن وعظمه ومصالحه العليا.والعقل والمنطق والعرف عندما نريد الإصلاح لا بد أن يكون الهدف منه الحفاظ على الثوابت وعدم المساس بها،ولا ضير أن نبحث بالتفاصيل أو الفروع أو الأمور المراد معالجتها أو مهما كانت مسمياتها بأساليب وطرق لا تجرنا إلى طريق مسدود وعواقب لا ترضي القاصي والداني ممن يحبون الوطن ويعشقونه وآخيرا أكرر إرحموا عقولنا من رجاج الإصلاحات.