بعض الأردنيين وضياع البوصله السياسيه

عاطف زيد الكيلاني ( الأردن ) الأربعاء 10/8/11 م ...



اليوم الأربعاء ، ينوي بعض المثقفين والناشطين السياسيين ، وبعض الإعلاميين الأردنيين الإعتصام مطالبين ( بطرد ) سعادة السفير السوري ... ( وليس الصهيوني !! ) من العاصمة الأردنية عمان ... نعم ... ! الى هذه الدرجة وصلت حالة عمى الألوان عند بعض أبناء شعبنا الأردنيّ ... وللأسف فإن هذا البعض ليس من النكرات أو من عديمي الحيثية الثقافية أو السياسية أو الإعلامية ... بل إن لبعضهم ( والحق يقال ) تاريخا حافلا بالمواقف المشرفة التي اتخذوها قبل أن يضيّعوا البوصلة ... وقبل أن يهيموا على وجوههم تائهين بفعل الدعاية المضادة وحجمها الهائل وما تبتدعه هذه الدعاية عبر ماكينتها الضخمة من أكاذيب وأضاليل عن الأوضاع في سورية الشقيقة ...

أقول لهؤلاء ( الضالين المضللين ) ... ضاحية الرابية ( حيث سفارة العدو الصهيوني ) ليست بعيدة عن عبدون ( حيث السفارة السورية ) ... فلم لا تذهبون وتعتصمون في الرابية على مقربة من سفارة الصهاينة التي لوّثت حتى هواء عمان العربيّ ؟ وبأيّة حجة تعتصمون هذه المرة وتطالبون بطرد السفير السوريّ ؟ وكيف ولماذا وبأيّ شرع ودين تقبلون أن تضعوا أياديكم بأيدي أعداء سورية والأردن وكل الشعوب العربي ؟ ولماذا وكيف ولمصلحة من تقبلون الإصطفاف مع الصهاينة وأمريكا والناتو وأنظمة التخلف العربي النفطية ومجاميع القتلة والإرهابيين من سلفيين وإسلامويين وعبد الحليم خدام وأيتامه وغيرهم ؟ وكيف تقبلون الوقوف مع كل هؤلاء الأعداء في نفس الخندق ضد سورية وشعبها ونظامها السياسي ورئيسها ؟

وهل حاول أيّ من هؤلاء التأكد من هوية مرتكبي المجازر في سورية ؟ أم أنهم يتلقفون ما تبثه فضائيت العمالة والخيانة المأجورة والمخترقة ؟ ... وإليكم ما يقوله أحد أهم الصحفيين الفرنسيين عن حجم التزوير الذي ترتكبه تلك الفضائيات ...

يقول الصحفي الفرنسي لويس دنغيان :

" إن صور الأطفال الرضع الذين عرضتهم المعارضة السورية في الخارج على أنهم في مشفى بحماة مأخوذة من مشفى في مدينة الاسكندرية المصرية.

وانتقد دنغيان ما روجت له المعارضة السورية في الآونة الأخيرة على الفيسبوك بعرضها صورا رهيبة تظهر أطفالا رضع مكدسين مدعية أنها لأطفال حديثي الولادة ماتوا في مشفى حماة.

وقال دنغيان إنه يبدو أن الاستغلال الكاذب والوقح لموت حمزة الخطيب لم يعد يكفي المعارضة فبدأت بالتعثر باختراعها لمثل تلك الاخطاء متسائلا إلى أي حد متطرف وصلت المعارضة في سورية لتنسخ بشكل سيئ قصة الأطفال الكويتيين حديثي الولادة في حرب الخليج الأولى التي أثارت الرأي العام الأميركي عام 1991 ما استدعى التدخل في العراق.

وأكد دنغيان إن هذه الصور ما هي إلا تلاعب فمشفى حماة ظل يعالج الجرحى في الإنعاش مثل أي مشفى ومولداته الكهربائية تعمل بشكل جيد موضحا أن صور الأطفال حديثي الولادة تم التقاطها خلال زيارة وفد من الأطباء العسكريين كانوا يتفقدون مشفى بالاسكندرية في مصر للتعرف على المشاكل التي يتعرض لها " ....

ولن أعلق على كلام هذا الصحفي الفرنسي ، إذ أن ما أورده أوضح من أن يحتاج الى تعليق أو تفسير ...

حسنا ... إذهبوا الى محيط السفارة السورية واعتصموا وطالبوا برحيل السفير ... ولكن لا تتكلموا بإسم الشعب الأردني ... ( فقط ) تكلموا باسمكم ... فأنتم أصلا لا تمثلون أحدا ... بالكاد أنتم تمثلون أنفسكم ...

المجد لسورية وشعبها

الهزيمة والخزي والعار لكل أعداء سورية وشعبها

الكاتب : عاطف زيد الكيلاني

Atef.kelani@yahoo.com هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته

رئيس تحرير " الأردن العربي "

www.arabjo.net

عضو الأمانة العامة لحركة اليسار الإجتماعي الأردني