أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
فرنسا ستقدم 30 مليون يورو لأونروا هذا العام “لن أسمح بالتحقير مني كمسلم” .. روديجر يصدر بيانًا شرسًا للرد على اتهامه بالإرهاب العدل الدولية تصدر بالإجماع أمرا جديدا لإسرائيل الآلاف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى. إلغاء جلسة لمجلس الحرب كانت ستناقش صفقة التبادل الاحتلال يجري مناورة تحسبا لحرب مع لبنان. الاحتلال يستهدف مباني سكنية شمال مخيم النصيرات هيئة البث الإسرائيلية: منفذ عملية الأغوار لم يقبض عليه بعد الأمم المتحدة: الأسر عبر العالم ترمي مليار وجبة يوميا العيسوي يشارك في تشييع جثمان مدير المخابرات الأسبق طارق علاء الدين مؤشر بورصة عمان ينهي تعاملاته على انخفاض القسام تستهدف دبابة إسرائيلية جنوب غزة العدل الدولية تأمر إسرائيل بضمان دخول المساعدات لغزة نمو صادرات الأسمدة والألبسة في كانون الثاني القبض على شخص سلبَ "سيريلانكية" تحت تهديد السلاح الأبيض في الضليل البنتاغون تجري محادثات لتمويل مهمة حفظ سلام في غزة لبنان يعتزم تقديم شكوى لمجلس الأمن ضد إسرائيل. إصابة مدنييْن في ضربة إسرائيلية استهدفت ريف دمشق مذكرة إسرائيلية تطالب بعزل نتنياهو لعدم صلاحيته نتنياهو يطلب من المحكمة العليا شهرا إضافيا لإقرار قانون التجنيد
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الدولة أو الحكومة المؤثرة

الدولة أو الحكومة المؤثرة

08-10-2022 08:46 AM

حسن محمد الزبن - ليس خافيا ولا ضرب من الخيال حقيقة القول أن العامة من الناس لم تعد تثق بالوعود التي تصدرها الحكومات عبر تصريحاتها منذ ربع قرن مضى وحتى الآن، ففي وعود الحكومات تجد ما لم يحظ ببصمة عريضة تعبر عن فسيفسائية لمكون الشارع الأردني، أو يُسلم بها على أنها وعود جادة، أو استحوذت على القبول لنهج هذه الحكومة أو تلك، ولا يمكن وصف الطبقة العامة لمجرد رأيها أنها متمردة على نهج الحكومات، أو أنها تحب المماحكة، أو الرفض، أو المعارضة لأجل المعارضة، أو ترى في النقد وسيلة لفشة الخُلق كما يقولون، أو إن هناك علاقة جدلية دائما بين الشارع والحكومات، الأمر برمته أن هناك ما يكتنفه الغموض في بناء العلاقة من أساسها، ولم تصل إلى قدرة هذه الحكومات على استحواذ الرضى، كونها لم تتقن الإحتراف بالتعامل مع بواطن عقل الشارع لدى ثلاثة أجيال أردنية، تعاقبت عليها حكومات من دمها وشحمها، ولم تكن مستوردة، ولم تأت من فضاء كوني آخر، هي حكومات وطنية بامتياز، لكنها لم تُحسن استخدام التقنيات التي منحتها لها الدولة، ليكون لمؤسساتها ووسائلها ومنابرها الإعلامية الضخمة مقارنة مع ما يطرح في عالم السوشيال ميديا، ومساحات التواصل الإجتماعي، والفضاء الإلكتروني عموما، وهي دولة يسبح في فضائها أثير أكثر من عشرين إذاعة حكومية تبث برامجها ورسائلها من أول النهار حتى هجيع الليل، وكلفتها خيالية بالنسبة لموازنتها السنوية، عدا عن الجهد الذي تبذله وكالة بترا، والتلفزيون الأردني، وغيرها من قنوات الاعلام والصحافة، إلا أنها أخيرا تلجأ إلى أدوات جديدة في التأثير من خارج القطاع العام والرسمي، بخطوة لتمكين الجانب السياحي في الأردن، وتقدم لنا نموذجا يتمثل في ملتقى المؤثرين العرب "كلام مدينة"، وتحت رعايتها وبتنظيم من هيئة تنشيط السياحة وشركة أومنيس ميديا، بوجود 500 مؤثر عربي، وحضور شخصيات عامة، ومهتمين في القطاع السياحي ووسائل الإعلام، في منطقة البحر الميت، وقد تتفجر قريحة الحكومات في المستقبل لتمكين الجانب الاقتصادي والسياسي بنفس الطريقة، وكأن أدواتها لم توفق، ولم تنجح في الوصول إلى المواطن، والناس خارج الدولة، بترويج المنتج السياحي الأردني، وتلجأ إلى تقديم فكرها ونهجها بطريقة لإثارة ولفت الإنتباه من خلال "فن مؤثر"، وهي لا شك فكرة عبقرية، لكن لم توضع للتجربة مجسات إختبار محكمة، واعتمدت بتبني الفكرة على حجم التفاعل من المتابعين والجمهور الإفتراضي مع هؤلاء المؤثرين من خلال متابعة ورصد مواقعهم ومنصاتهم الالكترونية، وهذا برأيي لا يعطي ضمانة لتحقيق مؤشر للنجاح في تمرير أي رسالة أو نهج حكومي، إلا إذا قدمت الحكومة نصوصا مدروسة تتمخض عن ندوة مختصة بواقعنا السياحي، ولا بأس من أخذ الإنطباع العام للزيارات التي قام بها طواقم هذا المؤتمر للمناطق السياحية، بعين الإعتبار، للخروج بمحتوى يتم قولبته فيما بعد على أيدي متخصصين في صناعة السنرست، ليكون بمستوى جاد وراق يلفت إنتباه المتلقي ويأخذ طابع التميز والإبداع، وأنا هنا لا أقلل من قدر وأهمية هؤلاء المؤثرين اللذين اقتحموا البيوت والعقول من خلال تواجدهم في الفضاء المفتوح بغض النظر عن طبيعة الأداء، ففي النهاية الذوق العام والأهواء والميول هي التي تحكم على كل منهم، وفي النهاية يتشكل الرأي العام وقناعاته فيما إذا فعلا حققت التجربة أثرا ايجابيا في تعزيز الأفق السياحي، الذي تتطلع إليه الحكومة، أو فيما بعد إذا فكرت في خوض التجربة في ما يخص الجانب الاقتصادي أو الاجتماعي أو حتى السياسي.
وليس من أحد ضد أي رسائل تأثير تخدم النهج العام، لكن نريدها أن تخرج من أروقة الدولة واعمدتها، بطريقة مدروسة واحترافية، ولا نطالب السياسي أن يكون ممثل أو فنان لصناعة مصداقية وثقة وواقع جديد في بناء العلاقة اليوم وغدا، ما يهمنا أن نصل لمرحلة أن ننسى فيها محطات التخبط والفشل التي خلفت تركة وإرثا من المدينوية، ويجب أن نعمل على تجاوزها ونتحرر من ثقلها وقيودها، وتبعاتها بخطى التعافي لمستقبل آمن.
يجب أن نتحرر من طرق الإقناع الهشة، والضعيفة، ولا تلبي طموحات الشارع، الذي يراها ويعتبرها إبر تخدير، وترحيل أزمات، ولم يعد مقنعا طرح شعارات "القادم أجمل" أو "الأجمل لم يأت بعد"، فهي فقاعات لم تعد تدغدع مشاعر الناس، مع أن التفاؤل مطلوب وحاجة إنسانية، ولا أظن أن أحدا يرفض "تفائلوا بالخير"، لكن الكل يتمنى أن تكون الوعود على قدر المستطاع، أو أن هناك في الأفق من الامكانات ما هو فعلا سيكون، وأن الظروف متاحة لذلك، وأن لا تطلق الأقوال والشعارات جزافا، فالمواطن لديه من الوعي ليدرك كل ما حوله، فلا مجال معه إلا المصارحة والمكاشفة، وهذا هو الطريق الأمثل لتبادل الثقة، يبنى عليه ثوابت تعزز لغة الحوار والتفاهم نحو المصالح الوطنية، بحيث تكون درجة التأثير دون تبديد فرص ترميم العلاقة بين الحكومات والشعب، ما يعمم قدر واسع من الإقناع حد التوافق الذي يخدم الوطن فعلا وليس قولا.
حمى الله الأردن،






















تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع