أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وفاة خمسيني بحادث تدهور في الاغوار الشمالية لبيد: يجب على نتنياهو أن يستقيل حزب الله: نفذنا هجوما على مقر عين مرغليوت "الجمارك" : لا صحة لمنع دخول السيارات الكهربائية ذات البطارية الصلبة للأردن الأردن .. 3 شبان ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء البرنامج الأممي الإنمائي: بناء غزة من جديد سيتطلب 200 سنة كميات الوقود الواصلة إلى مستشفى في شمال قطاع غزة "قليلة جدا وتكفي لأيام" الولايات المتحدة و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن المحتجزين مقابل وقف طويل لإطلاق النار بغزة ليبرمان: الحكومة تطلب تأجيل بحث قانون التجنيد الحوثي: عملياتنا العسكرية مستمرة ونسعى لتوسيعها تدريبات في مستشفى إسرائيلي تحت الأرض على مواجهة حزب الله الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا بدء أعمال مشروع تأهيل طريق جرش-المفرق السبت وفاة 5 بحارة في غرق مركب شرق تونس الهلال الأحمر: لا توجد بيئة صالحة للحياة في قطاع غزة مقررة أممية: يجب معاقبة إسرائيل ومنع تصدير السلاح إليها مصر: الضغط على الفلسطينيين قرب حدودنا سيؤدي لتوتر العلاقات مع إسرائيل صحيفة عبرية: مسؤولون إسرائيليون يقرّون بالفشل في وقف تمويل “الأونروا” إصابة 11 عسكريا إسرائيليا في معارك غزة بحث التشغيل التجريبي للباص سريع التردد بين الزرقاء وعمان
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الفندق الراحل - اللويبدة؛

الفندق الراحل - اللويبدة؛

19-09-2022 05:52 AM

غالباً ما يتواجد على الطرق السريعة في بلاد الغرب ما يدعى (الموتيل Motel)، فندق صغير مكون من طابق او طابقين، خشبي البناء، رخيص الاقامة، يوفر المنام والافطار البسيطين للمسافرين براً على تلك الطرق السريعة لليلة اَو لبضع ليلة، ظهر هذا النوع من الفنادق مع بداية اختراع السيارات بعد عام ١٩٢٥، لذا سمي موتيل، اي يجمع بين الموتور والفندق، وهو لغايات الراحة المؤقتة السريعة للسائقين العابرين. وعلى العكس منه الفندق ( Hotel)؛ ذو الاقامات الأطول في منتصف المدينة أو على شواطئ الخلجان، والاغلى تأجيراً، وهذا يتميز بالرفاهية المميزة بالمسكن والمأكل والمشرب والمرافق والاطلالات الاخاذة والأجنحة الواسعة - وحسب تصنيفه النجومي.

وفي كلا النوعين؛ لا أحد يتملك فيهما غرفة او جناحاً، الكل مسافر، والكل عابر، ومع نهاية الاقامة : الكل مرتحل عن غرفته - ضاقت أم وسعت، طالت بها الاقامة أم قصرت، ومن ناحية أخرى لا أحد يحبذ التعارف على الغرباء فيهما، فلا الوقت يسمح بذلك، والراحة هي الأولى من أي شيء آخر، الكل يكتفي بابتسامة لقاء او وداع على الأكثر، مع دعوة بنهار سعيد، وبدون أية تفاصيل أخرى، فما القصد من هذا الحديث؟

مقصد القول؛ اننا فعليا نعيش في هذه الحياة في فنادق مؤقتة نسبياً، ليس لنا من الأمر شيء ولا من الملك شيء، الكل مسافر في مساره وبتوقيته، قد نجتمع بزمكان واحد حيناً من الدهر ثم نغادر كل في طريقه ولمحطته الاخيرة، كلنا عابرون على الطريق السريع، فمنا من يمكت ليلة في موتيل يجثو هناك على جنبات الطريق، او بعض ليالي في فندق جميل يعلو اطلالات جذابة، ثم نتركهما مهما طالت الاقامة او قصرت، رغدت المعيشة فيهما او تقشفت. الا في اللويبدة، رحل السكن قبل ساكنيه - رحم الله موتاهم - فأجبرهم على الرحيل السريع - حيث انتهى الأجلان؛ المسمى المحتوم، والمكتوب المرفوع، الذي لم يرفع بدعاء مستجاب، ولا بصلة رحم وبر والدين، فالتقيا على أمر قد قدر. رحل السكن والامن وكل هرم حاجات ماسلو معهما - بلا سابق وداع، ولا نظرة أخيرة.

خلاصة القول؛ في مكان العمل؛ نحن مستأجِرون بل مستأجَرون لا مقيمون، فكرسي المنصب دوار متداول كالموتيل بل أسرع، وفي البيوت؛ نحن مارقون ومورثوها لخلفنا واحفادهم وان طالت بنا السنون، ولا تتعدى ان تكون كفندقٍ وهمي لحين من الدهر، هذا في الوضع الطبيعي لدورة الحياة الآمنة نسبياً، فما بالنا بالمفاجآت (اللايذات) حينما ترحل تلك الموتيلات والاوتيلات والسيارات الفارهة والمكاتب الواسعة من فوق الرؤوس ومن تحت الاقدام، وتجثم فوق الاجساد بلا سابق انذار، عندئذٍ؛ الويل لكل مقصر فاسد، يعتقد ان النجوم الخماسية ستبقى تتلألأ في سماء غرفه الحمراء الاندلسية - الفندقية. ما يريح القلب هو فقط ان الجنة - ان وجبت - ظلها وارف دائم وسكنها آمن لا ينهدم.

من مقالات؛ الصمت في عالم الضجيج.
الدكتور المهندس أحمد الحسبان








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع