أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إسرائيل تؤكد أنها قضت على نصف قادة حزب الله هجوم إسرائيلي على عالم مصري مشهور بايدن يوقع قانوناً ينص على تقديم مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل النائب العياصرة: إجراء الانتخابات في هذا الوقت قوة للأردن القسام تنشر فيديو أسير إسرائيلي يندد بتعامل نتنياهو مع ملف الأسرى الخلايلة: لم يسجل أي اعتداء على أرض وأملاك وقفية منذ إنشاء أول دائرة للوقف السجن سبع سنوات بالاشغال المؤقتة لرئيس لجنة زكاة وتغريمه ٤١٦ الف دينار مركز لحماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا في السعودية يديعوت أحرونوت: رئيس الأركان ومدير الشاباك زارا مصر بوتين: استخبارات بعض الدول ترتكب أعمالا إرهابية وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان أمانة عمان تشتكي مروجي الاخبار المضللة للنائب العام عمر العبداللات يغني دعمًا لمرضى السرطان من الاطفال في الاردن وغزة أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن الجيش الإسرائيلي يحشد ألوية للقتال بغزة انتشال جثث 342 شهيدا من المقبرة الجماعية بمجمع ناصر الطبي الأغذية العالمي: " 6 أسابيع للوصول إلى المجاعة بغزة " قرارات مجلس الوزراء قرار قضائي بحق شاب تسبب بحمل قاصر بعدما أوهمها بالزواج في الأردن الاردنيون على موعد مع عطلة استثنائية في هذا اليوم
ظلمُ المساواةِ وعدلُ الأبوة؛
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة ظلمُ المساواةِ وعدلُ الأبوة؛

ظلمُ المساواةِ وعدلُ الأبوة؛

11-08-2022 02:59 AM

كان لوالدي رحمه الله بستانَ زيتونٍ في سهول قرية حمامة العموش، وكان يبعد عن بيتنا في ذات القرية مسيرة نزول جبلٍ وصعود آخر ونزوله، وكان يزرعه عاماً بعد عام بالمحاصيل الحقلية كالحمص أو العدس أو الباميا، يتخللها أعوام زراعة قمحٍ لطحين خبزنا أو شعيرٍ لعلف دابتنا، وكان لابد من تعشيبها في بداية الربيع وحصد محاصيلها قبل نهاية حزيران، ويعتمد بذلك علينا نحن الابناء والبنات - الطبقة الكادحة في الأسرة، ويوكل قسمة حصص العمل الى أخي الأكبر - نائبه ووزيره لكل المهام.

كان الاخُ الاكبر يوزعُ حصص التعشيب وحصاد المحاصيل معتمدا على مبدأين؛ التساوي بين الذكور والاناث، والتساوي بين الصغير مع الكبير، فيحددُ نفسَ المساحةِ لكل نفرٍ بغض النظر عن عمره او جنسه، معتمداً على مربعات اسراب الزيتون طولاً وعرضاً، ويحدد وقت انتهاء العمل مع غروب شمس تلك الجمعة او ذياك الخميس - عطلة نهاية الاسبوع آنذاك، فكنا نغدو صبيحتها مع اول خيوط شمس الربيع ونعود مع آخر غياب لها، نكدح بالعمل دون تذمر الا بعض هروب لشربة ماء من كوزٍ متكئٍ تحت ظل احدى شجيرات الزيتون.

كان والدي يراقب من بعيد سير العمل بطرف عينه أثناء انشغاله ببعض التعشيب حول اشجار الزيتون، او هندمة الدوالي الارضية، او تعديل (صير) الفواصل بين الربوع بعد شتاء مطير، أما الوزير القاسي؛ فكان مشرفاً شديد الشكيمة صلب الملامح، يتجول بين الايدي الكادحة، بلا تخصيص لمهامٍ له سوى توجيهاته المستمرة باتقان العمل، وتسريع وتيرته عند تثاقل همم الكادحين.

كانت المشكلة التي تواجه صغار العمال واناثهم انهم لا يستطيعون اكمال المقرر من الواجب قبل ذكورهم الكبار، وذلك لتساوي الحمل واختلاف قدرات الحاملين، فكان والدنا الرحوم بهم يهرع بُعيد العصر ليساعد بيديه هؤلاء المتضررين وتشجيعهم - لا اعفائهم من الحمل او تجييره لغيرهم. كان الاهم عنده ان ينجز العمل كاملاً قبل الغروب - مهما كانت الوسيلة، فكان رحمه الله يرى ظلم المساواة، ويقر قسمة الوزير - المنتخب تزكيةً بحكم أنه البكر الأكبر في الاسرة، لكنه كان يجبر ميلان المساواة بعدل الابوة الغريزي.

خلاصة الذكريات؛ قد تظلمنا قسمة المساواة بقوانين الارض، فتحمّلنا مالا نطيق بالمقارنة مع غيرنا، لكن اليقين بعدل الله تعالى - الذي لا يكلف نفساً الا وسعها - هو الذي يبقينا على قيد الحياة سعداءَ راضين، نتأرجح بين ناريّ العدل الموسوم ظلماً بالمساواة، والظلم المجبور نسبياً بالمكارم الطارئة، وفي كل أرجحة بين النارين، نتطلع بشوقٍ الى نظرة رحيمة من أبٍ رؤوم، ينظر بعين العطف لا بعين الاقرار أو الاهمال.

من مقالات - الصمت في عالم الضجيج.
الدكتور المهندس أحمد الحسبان








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع