أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. ارتفاع على درجات الحرارة غالانت وبن غفير «يعبثان» بأوراق خطرة… الأردن: ما الرسالة ومتى يعاد «الترقيم»؟ “اخرسي ودعيني أكمل” .. احتدام النقاش بين البرغوثي ومسؤولة إسرائيلية على الهواء (فيديو) العين العبادي يؤكد دستورية المادة (4/58) من قانون الانتخاب الأردنيان حماد والجعفري إلى نهائي الدوري العالمي للكاراتيه ما سقط "في العراق" يكشف أسرار ضربة إسرائيل على إيران أول خبر سار لعشاق الصيف .. حرارة أربعينية تُطل برأسها على الأردن باحث إسرائيلي: تل أبيب فشلت بشن هجوم كبير على إيران الرئاسة الفلسطينية تدين عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طولكرم غوتيريش يدعو لوقف دورة الانتقام الخطيرة في الشرق الأوسط طبيبة أردنية عائدة من غزة تصف معاناة النساء في القطاع إصابتان برصاص مجهول في إربد جماعة يهودية متطرفة تقدم مكافأة مالية لمن يذبح قربانا بالأقصى انتشال جثة شاب عشريني من مياه سد وادي العرب إثيوبيا تستفز مصر مجدداً: من أين لكم بمياه لزراعة الصحراء في سيناء رجل يحرق نفسه أمام محكمة ترامب - فيديو. هآرتس تكشف بناء بؤرتين استيطانيتين في غزة. أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة. 100 عمل مقاوم في الضفة الغربية خلال 5 أيام. الأردني أبو السعود يحصد ميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز.
كيف خسرنا “جرش”؟!
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة كيف خسرنا “جرش”؟!

كيف خسرنا “جرش”؟!

07-08-2022 08:10 AM

مكرم أحمد الطراونة - قبل كل شيء، ينبغي علينا أن نعترف أن ثمة أزمة إدارة تتفشى اليوم في جميع المؤسسات، تضرب جذورها عميقا في بنيانها وأدائها، وطرائق تعاملها، خصوصا في آليات تقديم الخدمة والتعاطي مع الجمهور.
هذا الأمر بدا واضحا خلال العديد من الأنشطة التي تم تقديمها العام الحالي، مثل حفل إطلاق احتفالية إربد عاصمة للثقافة العربية، والتي ظهرت فيها إدارتنا قاصرة وغير قادرة على تنظيم مثل هذا الحفل البسيط، والذي تستطيع تنظيمه بكفاءة ونجاح أي مؤسسة خاصة معتادة على مثل هذا الأمر. لكن أن نأتي في المئوية الثانية، ونظهر كما لو أننا مجموعة من الهواة، فهو أمر لا يمكن قبوله أبدا.
مساء الجمعة، كان الأردنيون والضيوف العرب على موعد مع حفل النجم المصري تامر حسني على المدرج الجنوبي ضمن فعاليات مهرجان جرش الحالي. النجم محبوب جدا، وذو شعبية كبيرة، لذلك، لا بد أن جمهوره سيكون كبيرا. هذا ما حصل بالفعل، ولكن كان من غير المقبول أن يبقى خارج أسوار الحفل آلاف الضيوف الذين اشتروا تذاكر من غير أن يتمكنوا من الحصول على مقعد، بسبب أن إدارة المهرجان لجأت إلى طباعة عدد تذاكر يفوق العدد المخصص بآلاف!
خلال عقود طويلة، ظل مهرجان جرش عنوانا للرقي والحضارة والثقافة الأردنية، مشكلا فسحة واسعة للترفيه، ليس للأردنيين فحسب، بل وأيضا لآلاف العرب الذين كانوا يوقتون إجازاتهم السنوية على موعده، من أجل أن يطلعوا على ما يقدمه في كل دورة. هذا المهرجان منح هوية خاصة للأردن.
المهرجان الذي جاء بمبادرة ورعاية من جامعة اليرموك في البداية، تطور كثيرا، حتى أصبح مطمح الفنانين والمثقفين العرب والعالميين الذين تسابقوا من أجل أن يحظوا بشرف المشاركة فيه، وقد مثل بوابة النجومية لعشرات الفنانين والفنانات، بينما صدح كثير منهم على مدرجاته العتيقة، مثل فيروز، وردة، ماجدة الرومي، سميرة سعيد، محمد عبده، نجاة الصغيرة، ملحم بركات، سعدون جابر، مارسيل خليفة، صباح فخري، بينما رافق شعراء عرب الجمهور في رحلة غير قابلة للنسيان، فقد صدح فيه محمود درويش، أدونيس، البردوني، وغيرهم.
اليوم، يتراجع هذا المهرجان في سلم الأهمية، وتتعداه مهرجانات عربية لا تمتلك سوى بضع سنوات في سيرتها الذاتية. فهل سألنا أنفسنا عن أسباب هذا التراجع؟
إنها الإدارة يا سادة، المعضلة التي تعترض طريقنا في كل خطوة نحاول من خلالها أن نغادر مكاننا. وإذا كنا ما نزال نحتفظ بخصلة الوفاء والعرفان، فينبغي أن نتذكر قامات كبيرة أرست بنيان المهرجان، وسوقته عربيا وعالميا، وعلى رأسهم أكرم مصاروة “أبو اليزيد”، والشاعر الراحل جريس سماوي اللذين منحا المهرجان كل جهد ممكن لكي يكون المرآة الحضارية للأردن وشعبه.
صحيح أن هناك أسبابا متداخلة لهذا التراجع الكبير، ولكنني أزعم أن الإدارة هي معضلتنا الأساسية في هذا السياق، وربما تكون هناك معضلة أشد خطورة، وهي عدم احترام الإرث الحضاري لهذا المهرجان، وبالتالي بتنا نتعامل معه على أنه مثل أي أمر آخر، ونستطيع أن نهمله أو أن نلغيه حتى، كما حصل في العام 2008، عندما تفتقت عقلية المسؤولين إلى قرار إلغاء المهرجان، وانتظرنا ثلاث سنوات كاملة ليعاد له الاعتبار في حكومة معروف البخيت في العام 2011.
نجاح الإدارة يعتمد على مبدأ المحاسبة، وهو مفهوم غائب عن منظور الدولة الأردنية. وإلى حين شيوع ثقافة التقييم والمحاسبة، ينبغي لنا أن نتوقع كثيرا من الفشل والإخفاقات. وما حصل في حفل الجمعة، هو مجرد ثمن قليل لضعف الإدارة في المؤسسات الأردنية.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع