الإصلاح مطلوب وواجـــــــــــــب

الإصلاح مطلوب وواجـــــــــــــب

بماذا سنختلف أو نتميز عن غيرنا أن لم نضع الوطن وفي هذا الوقت بالذات في شغاف قلوبنا وأكبادنا ونرعاه بوازع ضمائرنا ونحرسه بأهداب عيوننا ونذب عنه العاديات ؟؟... كما كنا دائما !! فلا خير دائم ولا صعب قائم ... والليل يتبعه النهار والصبح سينبلج رغم القهر والظلم وضيق ذات اليد وكثرة الأشرار ..... من منا لم يفديه أو أقسم بفدائه بالدم القاني وكل غال وثمين على طول المدى وفي حومة الوغى ... تحت جنح الليل وحر الشمس وفي وضح النهار ؟؟...... بماذا سنختلف عن القلة التي دائما كانت تأكل خيره وتشكر غيره ... وتبلع في أمعاءها إخلاصنا وتسخر من إحساسنا؟؟... سنلفظهم يوما وسيلفظهم وطننا من تاريخه قسرا وجبرا !!!..... هنا عشنا وعلى ثراه الطهور درجنا وتحت سماءه حلمنا وتأملنا جمال وعلو جباله الشامخات ..... وبراءة صحراءه الممتدة بمدى آمالنا وهدأة وسكون هضابنا السامقات ... ونقاء فضاءه وهواءه وتحت راياته الخافقات .

لقد نذرنا أنفسنا وأرواح أبناءنا له وعاهدنا قيادته في كل يوم وكل حين أن نكون عن حماه صخورا صلبة ... وأشواكا في حلوق المعتدين ... وجمر نار أحمر تحت أقدام المتربصين والطغاة الغاشمين ... بماذا سنختلف عن غيرنا أن حاولنا اقتناص الفرص بدعوات من هنا وهبات من هناك ؟؟....

علينا أن لا تأسرنا عبارات ومصطلحات المنظرين المنتظرين العابثين بكل الألوان والأوراق من يسار الأرض إلى أقصى اليمين , همو همو كانوا وسنجدهم أمامنا يقطفون الورد الذي سينمو على آثار صدامنا وسخامنا وارتوى من جراحنا ...

فالإصلاح مطلوب وأصبح واجب دون أن نثير نوازع الشر في نفوس أطرافنا ونلعن أولنا وتالينا... أو نستقوي على مقدراتنا وننهب ما تطاله أيدينا ونهجم على الوطن من كل حدب مطالبين بحقنا وضياع سنين عمرنا التي التهمتها بطون خصومنا وهم خصوم الوطــــــــن ..... وقت انشغالنا في السهر على الثغور وفي ساحات الوغى والشرف وميادين البناء والاعمار جنودا وعمالا ومهنيين عندما كنا نعمل بكل طاقاتنا فوق الأرض وتحت الأرض وفي الأنفاق .... ونمشي خلف من يحاول أن يهدم الأركان ويهدد الأمن والاستقرار الذي نباهي به الدنيا ويحسدنا عليه كل مراقب وكل عابر سبيل ... ويعكر صفو الأمان بحجة القضاء على الفساد ... حتما سيبعثر الأوراق لينجو بعد أن جف الضرع السمين حسب تخميناته .... لنقع نحن في سلة تيــــــن لا نعرف من فيها مخلــــص؟ ومن كان أثيـــــــــــــــــم ؟؟.... ولنحذر من دعوات الشر فان سقط السقف لا سمح الله سيسقط على رؤوسنا جميعا ولن يسلم ضعيف أو صغير ولاغني أو فقير .. ستهب نار الأحقاد الغاشمة والفتنة العمياء النتنة من كل الجهات... فالعدو يرقب حالنا ويتربص الدوائر بنا وهذا ديدنه ونهج طغاته ... والحاسدين يدسون السموم في دسمنا وفي هذا العالم ذو الفضاء الواحد الصغير لم يعد هناك فقط ... طابور خامـــــــس واحــــــــــــد ........يحاول التخريب والتدمير بل أصبحت خمســــــــــون ....... تشن حملاتها والدسائس بحسن نوايا أو غباء مدقع وأكثرها بخبث لئيــــــــم بدون أخلاق ... كالفوضى الخلاقة المزعومـــــــــــة ... التي تحاول نسف إيماننا وصبرنا على حالنا وتركيعنا وتشتيت جهودنا .... ولنعلم أن القضاء على الفساد إذا جففنا منابعه واكتشفنا معاول هدم الوطن وزبانيته أسهل علينا كثيرا من فقدان هيبة الدولة والقانون والنظام باستخدام وسائل الفوضى الحديثة الخلاقة ..... بدون أخلاق ... وعلى غير تقوى وهدى من الله ...حيث سيكون لكل قانونه وغابته وسنردد ( أنج سعد فقد هلك سعيد ) ونكون قد هيأنا بمليء إرادتنا الأرض الخصبة للفساد وعندها لا سمح الله سيقال عنا ( جنت على نفسها براقش ). ونقولها بصراحة لكل المتربصين أننا شعب أردني واحد لن نفرط بثوابت وحدتنا وعوامل استقرارنا والنار التي تحاولون إشعالها ستصليكــــــــــــــــــم أولا .... لأن إيماننا بالله مطلق والأردن عندنا هو أولا وثانيا وثالثا وقيادتنا سر من أسرار وحدتنا ومنعة وطننا التي نفديها بكل غال وثمين .... وإننا بحمد الله جميعا رغم اختلاف آراءنا ووسائل تعبيرنا وتصريحنا سنبقى أخوة متحابين من أقصى يسارنا إلى أقصى اليميــــــــــــــن.....

فكثيرا انتخينا وتنادينا بحب الوطن ورددنا عبارات الإخلاص والوفاء حتى قلنا ( تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها ) فلماذا لا نصبر مثلها هذه المرة !!!! ... وقد امتشق جلالة الملك المفدى سيف الحق وسهم الإصلاح كما كان دائما وآثرنا على نفسه وقد عرف سبل ومنابع الشر والفساد وأوعز بأمر حازم وصارم ... لكل أمين وحازم في هذه اللحظة العسيرة والفقيرة .. فلنقف اليوم صفا واحدا أردنيون لا نجتر منابـــــــــت ... ولا نذكر بعضنا بالأصــــــــول.... فجميعنا أردنيون نعيش على هذه البقعة الطيبة تحت قيادة واحدة ولنا آمال وأهداف مشتركة ... فهلموا يا بني وطني أيها المخلصون لنقف مع الذين حصلوا على ثقة سيد البلاد المفدى ... المتوسمين خيرا في أنفسهم وقبلوا حمل الأمانة وصون الرسالة لا تزعزع ثباتنا همسة المتهامسين ولا وعود المتقلبين صيادو الفرص الثمينة والمحن الأليمة ممن يريدون تعكير صفونا ليصطادوا آمالنا ويمسخوا أحلامنا فيذبحونا من الوريد إلى الوريد بنخرنا للجسد الكبير ( الوطن ) بالتزمير والتهويل والتعبير والتطبير بما لا يضر عدو ماكر أو يعكر صفو متربص ... ولا يسر صديق مخلــــــــــــص .