أنا سهران على ظهر الخزّان يا مدير مياه إربد!!!!!!
ان السهر والنوم على اسطح المنازل ليس بالشيء الغريب على المواطن الاردني فهناك الكثير من الاسباب التي تجعل المواطن الاردني يمارس شمّات الهوا على السطح فــ الأرق مثلا بسبب ما يحدث في ساحاتنا العامة ودوائرنا الحكومية وشوارعنا من اعتصامات ومسيرات وما تسببه من احتقان في الجيوب الانفية تجعل المواطن الاردني يقضي ليلته في العراء وليس على السطح فقط وعلى الرغم من تساقط الرصاص الفارغ على حبل الغسيل الا ان المواطن في اربد يختار سطح الخزّان مكانا ملائما للسهر والنوم احيانا أملا بوصول المياه الى منزله فأنا مثلا أترقب مع طنين الماتورات وصول المياه يوم الاربعاء بفارغ الصبر وانا في حالة ارتعاش من صوت البوم الذي ينعق مع كل بخة ماء واكون في حالة حزن شديدة على خط الماء الرفيع الذي يتدلى من الصنبور ومع ما أتذكره من فصل شتاء صاحب كميات هائلة من التساقط ومنسوب عالي يتحدث عنه مسؤولو المياه في مختلف وسائل الاعلام أنه فصل عنيف بالمياه .
تبدأ قصتي عندما أحضّر نفسي مساء يوم الاربعاء على الخميس فأرتدي ملابس الإحرام وأودع أبنائي و زوجتي وأحمل معي زوادتي (ثلاثة حزوز بطيخ وفرضتين جبنة بيضاء وشقفة خبزة) وأصعد على السطح ثم على ظهر الخزّان فأتناول طعامي وأبدأ بمراقبة المواطنين المتعربشين على اسطح منازلهم ينتظرون فرج الله .وعلى الرغم من المعاناة التي أعيشها في ذلك اليوم بإنتظار ما جعله الله من كل شيء حي الا أنني اكون في غاية السعادة عندما لا أرى أي مسؤول يشاركني أحزاني و أفراحي ويفترش بجانب زوجته وأولاده متناسيا ان هناك مواطنين يبحثون عن حق مشروع لهم لا بد للدولة ان تقدمه لهم دون ان يكون هناك سهر و"لعانة والدين" .
كنت اتمنى على مدير مياه اربد أو أي مسؤول في وزارة المياه والري ان يقوم بجولة مسائية (ما بعد الساعة 12 ليلا وتستمر حتى الرابعة فجرا) لكي يشاهد على الحقيقة من هم الذين يقومون بالتجول حتى التبول وهم يترقبون حقهم المشروع وان يقفوا على المشكلة وان يقوموا على حلها فورا. أيها المسؤولون الاكارم ليس من العيب تقديم استقالاتكم في حال عجزتم عن حل مشاكل المواطنين لا بل تترفعون في معظم الاوقات عن سماعها. نحن المتعربشين لا نرضى بأن نقوم بإعتصام عند ساحة المواسير ويكون هناك تهديد لرجال الامن والدرك بل بالعكس نحن نقدم العشاء والسحور لموظفي سلطة المياه في حال رحبت بهم خزّاناتنا و برابيشنا ومواتيرنا ....لكن المهم أن نشرب الماء ونحصل على حقنا منها دون تعب وسهر وغيرنا في العاصمة و ضواحيها يغسلون سياراتهم و حدائقهم ايام وساعات دون ان يكون لهم محبس خاص او دور يلتزموا به . هل حياة ابن عبدون والرابية تختلف حياة ابن دير السعنة او المريغة ؟؟هل المسؤول هو كل من ارتدى ربطة أرجواني وجلس خلف مكتب ونادى على فوفو وسوسو فقط؟؟ أم ان المسؤول الحقيقي هو الذي يسمع ما يقوله سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وينزل الى الميدان ويتلمس ما يحتاجه المواطن !!!!
لقد حاولت الاتصال مرارا مع مدير مياه اربد لكي أوضح له المشكله الا انه لم يجيب على الهاتف أرجو من اي مسؤول يقرأ هذه الرسالة الاتصال بي فورا وسأكون كما عودتمونا من قلب الحدث على ظهر الخزّان ؟؟؟؟؟