أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
نتنياهو يوجه رئيسي الموساد والشاباك باستئناف المفاوضات مقررة أممية: الولايات المتحدة جزء لا يتجزأ مما يحدث في غزة الدفاع المدني بغزة: قوات الاحتلال تنسف المنازل المحيطة بمجمع الشفاء خطاب مشعل .. هل هي دعوة صريحة لتوسيع نطاق الفوضى؟ قتيل وجرحى بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان 700 ألف مصاب بأمراض معدية في قطاع غزة الاحتلال يرتكب مجزرة بقصف قوة شرطية بغزة الحكومة: محاولات للتحريض على الدولة ومعاهدة السلام سبيل للضغط على إسرائيل التنمية تضبط متسوّل بحوزته 6288 دينار 10 شهداء بقصف إسرائيلي بمحيط مجمع الشفاء 8 شهداء بينهم 5 أطفال بقصف إسرائيلي شرق مدينة غزة عائلات المحتجزين من الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية ينتقدون نتنياهو نتنياهو: الولايات المتحدة لا تمارس ضغوطا كافية على قطر الأردن ينفذ 8 إنزالات جوية على شمالي غزة بمشاركة 6 دول ارتفاع إجمالي الدين العام في الأردن إلى 41.18 مليار دينار حتى نهاية العام الماضي "طقس العرب" يحذر من موجات غبارية في مناطق بالأردن السبت غالانت يتلقى عبارات قاسية تجاه إسرائيل 125 ألف يؤدون صلاة الجمعة الثالثة من رمضان في المسجد الأقصى مسيرات تضامنية بمحافظات عدة عقب صلاة الجمعة إسنادا لغزة تعرض أربعينية لإصابة بليغة بعد أن أسقط عليها شقيق زوجها أسطوانة غاز من الطابق الثاني في إربد
تفضيل السيء على الأسوأ؛
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة تفضيل السيء على الأسوأ؛

تفضيل السيء على الأسوأ؛

24-05-2022 07:00 AM

د. أحمد الحسبان - ما أسوأ أن يوضع المرء بين خيارين أحلاهما مرّ، وأن يغسل دماغه بنظرية أقل الخسائر، ثمانون جلدة أفضل من مئة، وصفعتان على الوجه أفضل من ثلاثة، فاتورة الكهرباء ذات الثلاثين دينار المدعومة أفضل من ذات الخمسين غير المدعومة، وهي بالأصل لم تكن تتجاوز العشرين، هذه هي سياسة جحا الحكيم؛ لاقناع صاحب البيت الضيق بأن بيته واسعاً اذا أخرج الديك والماعز والحمار المضافين لقاطنيه افتراضا حتميا لوضع أسوأ.

عندما يكون الطمع سيد المواقف كلها، تطبق نظريات قبول الواقع، بل ويفرض واقعا أسوأ ليظهر السيء أجمل وأرحم وأكثر قبولاً، فالتدرج السلبي نحو الهاوية مخيف، ويجعل من أكتاف الوادي ملاذات أمن نفسي قبل السقوط السحيق الآتي لا محالة، وهذا نوع من التلاعب بسيكلوجيا الجماهير، في غياب الوعي الفردي والجماعي معاً، ولكنه على درجات، تبدأ بقمع التفكير وتنتهي بقمع التدبير.

لم تعد نداءات المقاطعه تفيد، فاطفاء الكهرباء ساعة كل جمعه، او ايقاف التحرك بالسيارات كل سبت، لن تجدي نفعا الان، ارباح الطماعين وصلتهم مسبقاً برفع اسعار الطاقة بجميع اشكالها حتى لو نامت الشعوب في الكهوف، فات سبت اليهود، وتقدمت العقول الذكية بحركات استباقية على رقعة الشطرنج، جعلت من ردات الفعل حركات قديمة لا تقدم ولا تؤخر، ولا مناص من اتباع سياسة الدفاع المستكن بدلاً من هجوم الند للند، ونجحت افكار الردع الاستباقي لأي فكر قد يتقد.

التفكير الاسلم الآن هو فعلا ترشيد الاستهلاك فقط، وليس المقاطعات ولا المظاهرات، فمثلاً؛ مصباح واحد لغرفة يكفي ويغني عن اربعة سبوتات بالسقف، اضاءة خارجية لكامل السور لا داعي لها، يكفي اضاءة المدخل فقط ولغاية الساعة العاشرة ليلا حيث انتهاء الزيارات المحتملة، ماء الكولر البارد لن يستخدم خلال الليل والناس نيام، واللحوم المجمدة في المبردات لا داع لها لاسبوع او لاسبوعين قادمين، فهذا تحميل للمبردات بما لا قد تحتاجه، وكل السلع متوفرة ولسنا في حرب ولا طوارئ، طارد قارس في هذا الجو المعتدل اوفر استهلاكا للكهرباء من تشغيل مروحة سقف او جنب، غرفة مضاءة لا احد فيها اسراف وتبذير، سخان شمسي عادي يكفي لتسخين المياه نهارا، فلننظر لحياة اهل الغرب في افلامهم ومسلسلاتهم، يكتفون بالقليل من الاضاءة بما يكفي تحركهم او دراستهم في البيت. ولتكن ثقافة التوفير والتدبير لدينا بديلا عن ثقافة المقاطعات او المظاهرات والمناكفات.

خلاصة القول؛ السيء هو من صنع انفسنا، والاسوأ هو من صنع الطماعين والمحتكرين والمتنفذين، ليس مهما اننا - بما تعودنا عليه من نمط استهلاكي غير مرشد - قد نكون نحن سبب ارباحهم وطمعهم من حيث لا ندري، ولكن الأهم هو الوصول لثقافة ترشيد الطاقة لوقف نزف الجيوب وهدر المصادر، وبعد ذلك لا يهمنا من سيخسر او من سيربح، ونطلب من الله البركة فيما رزقنا - اذا حافظنا عليه، (لا يضركم من ضل اذا اهتديتم).

د. أحمد الحسبان.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع