أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
محلل سياسي : السيناريو الاقرب في غزة .. استمرار حرب الاستنزاف اليهود الحريديم يتمسّكون بلاءاتهم الثلاث ويهدّدون بإسقاط حكومة نتنياهو الغذاء والدواء تطلق خدمة منصة بلا دور صحيفة لبنانية: مبرمجون إسرائيليون يديرون أعمال الإعلام الحكومي العربي الامن العام للنشامى: صوتكم في صمتكم أكثر من 70% من المساكن بغزة غير صالحة للسكن إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين وول ستريت جورنال: هدف القضاء على حماس بعيد المنال طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع القسام: تفجير منزل في قوة صهيونية وإيقاعها بين قتيل وجريح "الأغرب والأكثر دهشة" .. اردنيون يسألون عن مدى إمكانية بيع رواتبهم التقاعدية الأردن يرحب بإصدار محكمة العدل تدابير جديدة بشأن غزة لليوم الخامس .. طوفان شعبي قرب سفارة الاحتلال نصرة لغزة الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان 2488طنا من الخضار وردت للسوق المركزي لامانة عمان اليوم الكويت تعلن تقديم مليوني دولار لأونروا فرنسا ستقدم 30 مليون يورو لأونروا هذا العام “لن أسمح بالتحقير مني كمسلم” .. روديجر يصدر بيانًا شرسًا للرد على اتهامه بالإرهاب العدل الدولية تصدر بالإجماع أمرا جديدا لإسرائيل الآلاف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى.
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث حظرت السويد طباعة كتابه: حكاية أول طبيب عربي...

حظرت السويد طباعة كتابه: حكاية أول طبيب عربي مهاجر من فلسطين

01-05-2022 12:53 AM

زاد الاردن الاخباري -

إيهاب مقبل - كان أول عربي وطئت قدماه أراضي دولة السويد في العام 1943م، وحصل على ختم الدولة بالسماح له بالإقامة الدائمة على أراضيها، هو الطبيب الفلسطيني «مفيد عبد الهادي». فما هي حكايته؟ وكيف وصلَ إلى شمال أوروبا؟ ولماذا حظرت السويد طباعة كتابه؟!

ولد «مفيد أمين أحمد عبد الهادي» لأسرة من الطبقة العليا في مدينة الناصرة شمالي فلسطين المحتلة في الثامن والعشرين من أغسطس أب العام 1913م، فهو أبن «أمين أفندي»، حاكم مدينة الناصرة في أواخر «العهد العثماني في فلسطين».

ينتمي مفيد لقبيلة عربية ثرية ومهمة في قرية عرابة، جنوب غرب مدينة جنين، إذ كانَ والده «أمين بك»، يمتلك من عمه «حافظ باشا» أرثًا لمعظم الأراضي التي تحيط بقرية مقيبلة، جنوب شرق مرج ابن عامر، قبل الإستيلاء عليها من قبل العصابات الصهيونية العام 1948. وكانَ لوالده علاقات وثيقة مع العديد من الشخصيات السورية البارزة آنذاك مثل «جميل مردم بك» و«شكري القوتلي»، اللذين تمكنا من الإختباء في منزل «أمين بك» في مدينة حيفا في عشرينيات القرن الماضي هربًا من أحكام الإعدام الصادرة بحقهما من قوات «الإحتلال الفرنسي في سوريا».

ومن بين الرجال الأقوياء الآخرين المعروفين في عائلة مفيد، أبن عمه المحامي «عوني عبد الهادي»، والذي لعبَ دورًا رئيسيًا في التاريخ السياسي الفلسطيني أبان «الإحتلال البريطاني في فلسطين»، وهو أول رئيس للديوان الأميري العالي للأمير «عبد الله بن الحسين» في «إمارة شرق الأردن». وكان أبن عم أبيه، «روحي باشا عبد الهادي»، مسئولًا في دائرة الإدارة العامة في وزارة الخارجية العثمانية العام 1915م، ومساعدًا لحاكم لواء القدس خلال الإحتلال البريطاني، ووزيرًا لخارجية الأردن العام 1949م.

أكملَ مفيد عبد الهادي دراسته الثانوية في المدرسة الأمريكية للبنين بمدينة رام الله العام 1929م، ثم أستقلَ سيارة أجرة في مدينة القدس في رحلة أستغرقت ثماني ساعات للوصول إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وفيها ألتحقَ بالجامعة الأمريكية، والتي كانت تظم أبناء الأسر الثرية من البلدان العربية، وعدد أقل من ألارمن والفرس والأمريكيين ويهود العراق.

أنهى مفيد عبد الهادي دراسة الطب في الجامعة الأمريكية ببيروت في يونيو حزيران العام 1936م، ليحصل منها على «شهادة اختصاص في الطب والجراحة». ومع ذلك، واصلَ لاحقًا دراسته في الطب في كبرى جامعات بريطانيا وألمانيا ليتخصص بأمراض الأذن والأنف والحنجرة بـ«درجة أستاذ»، وهي درجة أكاديمية متقدمة تماثل درجة الدكتوراة.

عملَ الدكتور مفيد عبد الهادي في تخصصه بأمراض الأذن والأنف والحنجرة في ألمانيا خلال الفترة 1937 - 1943م. وبسبب ضراوة أحداث الحرب العالمية الثانية في 1943م، قررَ مغادرة ألمانيا والعيش في السويد، الدولة المحايدة آنذاك. وفي السادس والعشرين من مارس أذار العام 1944م، تزوجَ من الشابة السويدية «بريتا صوفيا شارلوتا جيستون»، ذات السابعة والعشرين من العمر، وهي أبنة المهندس «كارل جيرهارد جوستافسون جيستون»، صاحب مزرعة سكيلبي في مدينه فيستروس، وأنجبَ منها طفلته «فوزية» في وقت مُبكر من العام 1945م.

وفي أواخر العام 1945م، قررَ الدكتور مفيد عبد الهادي الإنتقال مع زوجته وطفلته الى مدينة القدس، وفيها أفتتح عيادته الخاصة. ولكن بسبب أحداث الحرب ونكبة فلسطين العام 1948م، إضطرَ للإنتقال إلى العاصمة الأردنية عمان، ومنها بإتجاه العاصمة السورية دمشق.

وفي 1949، عادَ مفيد عبد الهادي مع زوجته وطفلته إلى السويد، إذ عاشَ فيها وحيدًا، وهو يبكي مرارة نكبة فلسطين من جهة، ونكبته في العيش ببلد ليس فيه للغة العربية وجود من جهة أخرى. وفي 1959م، رُزق بطفله «أمين».

في العام 1962م، كتبَ مفيد عبد الهادي كتابه «ملكية العرب في فلسطين» باللغة السويدية، وذلك بهدف إيصال صوت الشعب الفلسطيني المذبوح إلى الشعب السويدي، ولكن سرعان ما حظرَ «الصهاينة» صوته، ومارسوا عليه شتى وسائل الضغط، وعلى مطابع الكُتب ودور النشر والتوزيع، حتى أضطرَ أخيرًا لنشر الكتاب على نفقته الخاصة سنة 1962م. ومع ذلك، لن تجد للكتاب أي أثر في جميع «المكتبات السويدية الحُرة» حتى يومنا هذا.

يقول المؤلف مفيد عبد الهادي في مقدمة كتابه: «تم نشر هذا الكتاب من قبل المؤلف، وليس دارًا للنشر. عرضت الكتاب على تسعة من الناشرين السويديين المختلفين، وجميعهم رفضوا نشره لأسباب مختلفة. يتساءل المرء بطبيعة الحال عن المعايير المستخدمة لاختيار الأدبيات السياسية للنشر في هذا اليوم وهذا العصر. هل هناك محاولات لإخفاء الحقائق التاريخية عن عامة الناس، أم إنه رُفضَ لمجرد كون محتواه مؤيدًا للعرب؟ كانت الحجة الأكثر شيوعًا لرفضه إنه "كانَ أدبًا سياسيًا يستند على موضوع ضيق ومتخصص للغاية". أخبرني أحد الناشرين بإن جميع الناشرين في السويد سيرفضون نشره بسبب محتواه على الرغم من موافقته، ودون تحفظات، مع كُل ما كتبته. وذكرَ لي كذلك بأن الكِتاب غير ضار، وبالتأكيد ليس معادي للسامية».

ويضيف مفيد عبد الهادي في كتابه بإن «إريك هولم»، الموظف المسؤول في معهد السياسة الخارجية في ستوكهولم، قدْ قرأ نسخة من كتابه، وهو الشخص الذي يزود الجمهور السويدي بمعلومات عن الشؤون الخارجية عبر التلفزيون، فرد على كِتابه بالقول: «لقدْ أثبتت المخاوف التي ذكرتها عند استلام هذه المخطوطة لأول مرة. لقدْ سعى الدكتور عبد الهادي بوضوح إلى عرض الموقف العربي من قضية فلسطين للجمهور السويدي، أي أن فلسطين انتزعها الصهاينة من العرب بمساعدة قوة وخداع الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى. هذا الرأي بطبيعة الحال ليس خاطئًا تمامًا. ومع ذلك، يجب وصف نسخة عبد الهادي بأنها قتال محض والكتيب دعائي لإثبات نظرية مشوهة.. بعد إطلاقي هذا الهجوم اللفظي على عبد الهادي، والهجوم اللفظي الذي يستحقه على عمله، قدْ يكون من غير الضروري الإشارة إلى أنني أعتقد أن المكان المُناسب لمخطوطة عبد الهادي هو سلة النفايات».

تتمحور فِكرة الكِتاب حول النكبة، ومحاولة المؤلف مفيد عبد الهادي وصفَ الرؤية العربية لأحداثها بكل موضوعية وبعيدًا عن العاطفة، وسرد المجازر الصهيونية بحق العرب الفلسطينيين، وما تبعها من تشريد للشعب العربي في فلسطين.

يُعتبر الكِتاب واحد من أهم الكُتب باللغة السويدية، وذلك لإنه يسرد شهادة طبيب من الطبقة العليا قبل وأثناء وبعد النكبة، الفترة المؤلمة من تاريخ الشعب العربي الفلسطيني. هي شهادة محجوبة ليست موجهة للسويديين فحسب، بل كذلك للجيل الجديد من العرب والفلسطينيين في السويد.

توفت زوجة الطبيب مفيد عبد الهادي في مدينة سولنا في التاسع والعشرين من نوفمبر تشرين الأول العام 1997م، قبل أن تتمكن من رؤية نشر كِتاب زوجها باللغة الإنجيلزية في العام 1998 من قبل الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية «مؤسسة باسيا في القدس». وهكذا، تحقق حلم الطبيب الفلسطيني مفيد عبد الهادي بنشر شهادته للجمهور، ولكن فقط للجمهور الناطق باللغة الإنجيلزية، فلا يعرف شهادته باللغة السويدية إلا عدد قليل جدًا من السويديين، فما زالت جميع المطابع ودور النشر والتوزيع السويدية الشهيرة ترفض طباعة كِتابه أو نشره.

توفى مؤلف الكِتاب مفيد عبد الهادي في مدينة سولنا في السابع والعشرين من سبتمبر أيلول العام 2001م، وذلك بعد خدمة طويلة لآلاف المرضى كطبيب في مستشفى سابّاتسبيرغ بمدينة ستوكهولم، تاركًا لنا كلماته الحزينة في مقدمة كِتابه: «أهدي هذا الكتاب إلى والداي والآخرين، إلى اللاجئين العرب في نفس الطريق كما أنا، وإلى الذين فقدوا وطنهم الأم».

كتاب «ملكية العرب في فلسطين» للمؤلف مفيد عبد الهادي، باللغة الإنجليزية، كاملًا للقراءة المجانية:
http://www.passia.org/media/filer_public/d0/11/d011f0ee-dd6b-4253-a2dc-627ec3b0c2e2/the_other_side_of_the_coin.pdf
إنتهى








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع