أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الاحتلال يعلن قتل 200 فلسطيني بمجمع الشفاء سموتريتش: نحتاج قيادة جديدة للجيش الإسرائيلي أهالي جنود الاحتلال الأسرى: تعرضنا للتخويف من الأجهزة الأمنية 5 إنزالات أردنية على قطاع غزة بمشاركة مصر والإمارات ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي الأعيان يصادق على تمديد اتفاقية تشغيل المطار الأونروا: الوقت يمضي بسرعة نحو المجاعة في غزة الفايز ينعى العين الأسبق طارق علاء الدين السجن لأردني عبأ فلتر السيارة بالمخدرات الساكت: اعتماد كبير على المنتجات الأردنية في رمضان من قبل المستهلكين المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 مجلس الأعيان يقر مشروع قانون العفو العام كما ورد من النواب الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان بسبب سوء التغذية غرف الصناعة تطالب بربط شمول الشيكات بالعفو العام بإسقاط الحق الشخصي التنمية: عقوبات لمخالفي جمع التبرعات 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع إسرائيل تغلق معبر الكرامة الحدودي مع الأردن بنك الإسكان يواصل دعمه لبرامج تكية أم علي بمشاركة واسعة من موظفيه في أنشطة شهر رمضان 32552 شهيدا و74980 مصابا من جراء العدوان الإسرائيلي على غزة

العباءة !

19-04-2022 04:53 AM

الأستاذ الدكتور: رشيد عبّاس - أعترفُ أنني أزور بين الفينة والأخرى محلات الملابس الأوروبية المستخدمة (البالة) باحثاً عن بعض الماركات الأوروبية وبالذات ماركة قمصان (كالفن كلاين) الأمريكية, حيث أن مثل هذه المحلات تستورد بضاعة أستوكات غير ملبوسه إلا أن موديل إنتاجها قد مضى بالنسبة لهم, وجديد بالنسبة لنا, وحين تفقدي لماركة قمصان (كالفن كلاين) الأمريكية وقعت عيني على عباءة سوداء مقصّبة بخيوط ذهبية لامعة معلقة على جسر تعليق قمصان (كالفن كلاين), وقد تفاجأت بذلك واستدعيت على الفور صاحب المحل والذي يكني بـ أبو ياسر, وسألته عن سبب تواجد مثل هذه العباءة في البضاعة الاوروبية! أجاب باختصار هكذا جاءت مع (البكجة) أو (البقجة), لم احدد بالضبط طريقة اللفظ, وأنصرف من أمامي وذهب لمشتري آخر.
للأمانة, تركتُ قمصان (كالفن كلاين), وأخذتُ اقلّبُ العباءة ذات اليمين وذات الشمال, وتساءلتُ بنفسي كيف كان خط سير هذه العباءة؟ هل خرجت من بلادنا مرور بأوروبا وصولا إلى أمريكا حيث شحن قمصان (كالفن كلاين) من هناك؟ أم انها وقعت بالخطأ مع هذه البضاعة ولم تخرج من بلادنا؟ وقد زاد من اهتمامي بها شعوري الفضولي أن صاحبها ربما كان ذو شأن كبير, وقد خاض بها جولات وجولات من الجاهات والعطوات وحل الخلافات النزاعات بين الناس, صدقوني أن هذا الشعور قد أرتابني وأنا التف وأتفتّل من حولها ذهاباً وإياباً.
وبين هذا وذاك تجرأتُ بسؤال جسور لصاحب المحل أبو ياسر, علماً أنيي ترددتُ طرحه كثيراً وكان يدور حول سعرها, وجاءني الجواب كصاعقة مرت مسرعة من خلف أذنيّ.. حيث قال بـ(ثلاثة دنانير), صدقوني انني سمعتُ الثلاث.. ثلاثين, وكررت السؤال عليه مرة ثانية كم سعرها؟ فأشار لي أبو ياسر بيده رافعاً كفهُ اليسرى ضاماً منها الابهام والسبابة فقط, وفاتحاً الوسطى والخنصر والبنصر, عند ذلك ايقنتُ أن ثمنها (ثلاثة دنانير) فقط, لقد تكسرت عندي كثير من الحقائق الراسخة تلك التي رسمتها عن هيبة العباءة ومكانتها المعروفة سابقاً.
طرحتُ سؤال غيور على نفسي, من الذي أوصل هذه العباءة إلى هذا المستوى من التردي؟
يبدو أن العم أبو ياسر لا يدرك القيمة الوجاهية للعباءة, فأحيانا يضعها بين القمصان الأوروبية, واحياناً يضعها بين البناطيل الأوروبية, واحياناً أخرى يضعها بين الجاكيتات الأوروبية, وأينما كانت معلّقة في المحل وبسبب قامتها الطويلة فأن شيء منها كان يلامس أرضية المحل المدعوسة, وأرضية المحل لا تعرف كيف خاضت مثل هذه العباءة جولات الجاهات والعطوات, وكيف حلّت الخلافات والنزاعات بين الناس.
أيها الرجال: حافظوا على قيمة عباءاتكم, حتى عند استبدالها وشراء غيرها حافظوا عليها, ولا تتركوها ترزح في محلات بيع الملابس الأوروبية المستخدمة (البالة), فمهما كان..فأنها تبقى تحمل شيء من بعض القيم التي حملتوها, خصوصاً إذا ما وصل ثمنها (ثلاثة دنانير) أو ربما اقل من ذلك, والمصيبة الكبرى إذا ما أشتراها رجل لا يعرف متى وكيف ولماذا يلبسها.., أما انتم أيها الأبناء: حافظوا على عباءات آباءكم السوداء بعد أن يلبسوا (العباءات البيضاء).. ولا تتركوها تذهب هنا وهناك تعانق قمصان البالات, وتُرص بها صفوف بناطيل البالات.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع