أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مستوطنون يسرقون ماشية لفلسطينيين بالضفة أهالي الأسرى الإسرائيليين يقطعون طريقا سريعا وفاة أردني بحادث سير في السعودية الصفدي لوزير خارجية إيران: لن نسمح لكم ولإسرائيل بخرق أجوائنا الرجل الموقوف بعد تطويق قنصلية إيران في باريس لم يكن يحمل متفجرات ارتفاع حصيلة شهداء قطاع غزة إلى أكثر من 34 ألفا منذ بدء العدوان الإسرائيلي منظمات تستنكر فشل قرار بشأن عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة ماسك يعلق بسخرية على الهجوم الإسرائيلي على إيران عقوبات أمريكية على جامعي أموال لمستوطنين متطرفين في الضفة اليونيسف: أكثر من 14 ألف طفل قتلوا في غزة جماعة يهودية متطرفة تقدم مكافأة لمن يذبح قربانا بالأقصى إصابتان برصاص مجهول في إربد تقارير : الضربات المباشرة بين اسرائيل وايران انتهت استشهاد قائد كتيبة طولكرم صحيفة: بايدن يدرس إرسال أسلحة جديدة بمليار دولار لإسرائيل الصحة بغزة: 42 شهيدًا في 4 مجازر للاحتلال الإسرائيلي أبو هضيب: الرمثا محظوظ بوجود وسيم البزور إغلاق ملحمتين في عجلون لمخالفتهما الشروط الصحية نقيب الذهب يحذر من طريقة بيع مضللة في الأسواق المحلية الخارجية الأميركية تطلب من موظفيها وعائلاتهم في إسرائيل الحد من تنقلاتهم
الدكنجي

الدكنجي

16-04-2022 05:38 AM

منذ زمنٍ ليس ببعيدٍ كانت « الدكانة « هي قاضي حوائج الناس، فما لم يكن في دكانة الحارة، لن تجده في أية دكانة أخرى.

كان الدكنجي بمثابة البنك والمعالج والمخبر ومصدر المعلومات عن عائلات الحارة وتفاصيلها، كان يعرف الصائمين والمفطرين، المصلين وغير المصلين. بل ويعرف من يتقنون لعب الفطبول ومن يهربون من المدرسة.

كان العارف بحجم ومقدرة رجال الحارة المالية والجسدية والعقلية وحتى الجنسية، كان العارف بالمكانة الاجتماعية لهم، وهو أيضا العارف بمن يفي سداد الدين ممن يتحايل ويتهرب من السداد.

كان يعرف طبيخ كل عائلة، وماذا يفضل أبنائهم من مأكولات، وربما هو من يصلح ذات البين بين أفراد العائلة وبين العائلات.

كان يعرف الزعران والشاطرين والأغبياء والمنحرفين، الدكنجي كان مقياس لمستوى وحجم الحارة ودرجة قوتها المالية، وهذا يظهر من خلال الدكانة وحجمها وطبيعة الإنارة الصادرة عنها.

الدكانة كانت عبارة عن مكان سري معتم من الداخل وهناك حاجز خشبي يتحول إلى باب على شكل رافعة للدخول، هذا الحاجز يكون على مدخل الدكانة بحيث لا يستطيع أيا كان الدخول والتجول بين أرفف الدكانة باستثناء الدكنجي صاحبها، وتتم عمليات البيع عند الحاجز حيث يطلب الزبون ما يريد شراؤه من خارج الدكانة ويقوم الدكنجي بجلب المطلوب وتسليمها للمشتري وقبض ثمنها منه ووضعها في الجارور الخالد الخشبي ضمن طاولة مهترئة خلفها كرسي خشبي قاسي.

كان الدكنجي هو من يقرر وجود السلعة من عدمها، يقرر إن كان يرغب ببيعها أم لا، كان من يريد شراء علبة سجائر أو كيلو سكر أو رز، عليه أن يأخذ شيئا آخر حتى يسمح له بشراء ما يريد.

كان الدكنجي غالبا لا يعيد الباقي ضمن مفردات الشلن أو البريزة، حيث يجبر المشتري على أن يأخذ أي شيء بالباقي وإلا فلن تتم عملية البيع له.

لم يكن الزبون بحاجة إلى التجول داخل الدكانة، ولم يكن متاحا له مثل هذا الترف بالأساس، لأن ذلك يعتبر شيئا غير ضروري بل ومستهجن، كان المسموح لهم بتجاوز عتبة الدكانة هم الذين يحظون بمشاركة الدكنجي لعبة الحصى « السيجة أو الضامة « أو أية لعبة قديمة كانت مرتبطة بالرجال.

في الواقع كان المشتري هو من يخدم البائع وعليه إثبات ذلك عبر التزامه بالتعليمات غير المكتوبة لكنها المستقرة في وجدانه، كان البائع يرى في المشتري نداً وخصماً وليس زبوناً ينبغي التودد إليه.

لم يكن ثمة بضاعة أو مواد يمكن عرضها على أرفف الدكانة، كانت المواد تظل في الكراتين ويتم بيعها دون عرضها، فلا توجد سلعة ينبغي عرضها.

الدكانة هي باروميتر الحارة، منها وإليها تنتهي الأخبار والحكايات والمشكلات والأفراح والأتراح. أما الدكنجي فهو البنك الذي يمكن الاستلاف منه، وهو مصدر المعلومات لكل متعلقات الحارة، وهو المؤشر على مدى حركية الاقتصاد أو انكماشه في البلد، وهو المؤشر لمدى حرية الرأي أو تقييده، إنه حقا حكاية تروى ولا يعني ذلك تقييما لتلك الشخصية سلباً أم إيجاباً.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع