أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. ارتفاع على درجات الحرارة غالانت وبن غفير «يعبثان» بأوراق خطرة… الأردن: ما الرسالة ومتى يعاد «الترقيم»؟ “اخرسي ودعيني أكمل” .. احتدام النقاش بين البرغوثي ومسؤولة إسرائيلية على الهواء (فيديو) العين العبادي يؤكد دستورية المادة (4/58) من قانون الانتخاب الأردنيان حماد والجعفري إلى نهائي الدوري العالمي للكاراتيه ما سقط "في العراق" يكشف أسرار ضربة إسرائيل على إيران أول خبر سار لعشاق الصيف .. حرارة أربعينية تُطل برأسها على الأردن باحث إسرائيلي: تل أبيب فشلت بشن هجوم كبير على إيران الرئاسة الفلسطينية تدين عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طولكرم غوتيريش يدعو لوقف دورة الانتقام الخطيرة في الشرق الأوسط طبيبة أردنية عائدة من غزة تصف معاناة النساء في القطاع إصابتان برصاص مجهول في إربد جماعة يهودية متطرفة تقدم مكافأة مالية لمن يذبح قربانا بالأقصى انتشال جثة شاب عشريني من مياه سد وادي العرب إثيوبيا تستفز مصر مجدداً: من أين لكم بمياه لزراعة الصحراء في سيناء رجل يحرق نفسه أمام محكمة ترامب - فيديو. هآرتس تكشف بناء بؤرتين استيطانيتين في غزة. أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة. 100 عمل مقاوم في الضفة الغربية خلال 5 أيام. الأردني أبو السعود يحصد ميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز.
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام المْيت الحيّ أعظم رجالات القرن العشرين .. خسرت...

المْيت الحيّ أعظم رجالات القرن العشرين .. خسرت وخسرنا

08-02-2010 11:53 PM

خسرتُ وخسرنا روحا ً طاهرةً ، وجسداً طاهراً، وقلباً نابضاً، وعقلاً ناهضاَ، وإنساناً غالياً، وحسيناً شامخاً، أعزّ إنسانٍ على قلبي وعقلي خسرت وخسرنا ولكن ماذا نفعل؟ فهذه حكمة وإرادة الله عزّ وجلّ.
خسرتُ وخسرنا روحاً طاهرةً كطهارة المصلي، نقية كنقاوة المياه صافية كصفاوة السماء غالية كغلاء الأرض للوطن بكل ما تحمله هذه الكلمات في طياتها من معان سامية ولكن هذه الخسارة ليست فادحة كفداحة خسارة وغياب الجسد الطاهر؛ فالروح هذه كانت وما زالت وستظل وستبقى عالقة وساكنة في النفس والنفوس والروح والأرواح والمهجة والمهج وستراودنا في الأحلام. ولو أني أستطيع أن أفديها بالروح لفعلت ذلك بلا تفكير والله شاهد على ذلك.فليس بوسعنا أن نفعل إلا أن نتوجه إلى خالق آدم وحواء أن ينعم على هذين الطاهرين(الروح والجسد)واسع الرحمة والمغفرة ويسكنهما في الفردوس مع الأنبياء والشهداء والصالحين ـإن شاء الله ـ.
خسرت وخسرنا قلبا وليس كل القلوب واحدة ؛قلبا نابضا للأمة العربية والإسلامية وللقدس مكانة خاصة في هذا القلب الواسع الكبير،قلبا مليئا عواطف جياشة،ومشاعر سيالة،وأحاسيس فياضة.
خسرت وخسرنا عقلا وليس كل العقول واحدة؛عقلا ناهضا للأمتين معا،وللقدس مكانة خاصة في هذا العقل أيضا،عقلا يتأنى ليسلم لا يتعجل ليندم،عقلا يتعامل مع الأمور بروية وسلاسة،ويضع الأمور في موضعها الصحيح،وفي الوقت نفسه حذر بما يفعل ويتصرف عقلا يضع النقط والحركات على الحروف،عقلا أعاد الماء إلى مجراه والأرض إلى صاحبها ... حقا إنه عقل يرعد ويقصف ويعصف وينزف أفكارا نيرة،ووجهات نظر ورؤى صادقة وتصورات سليمة.
خسرت وخسرنا حسينا إنسانا غاليا شامخا؛فالحسين أغلى ما نملك؛ملك وسحر القلوب والعقول معا إذ يتحرك قلبه قبل يده و عقله قبل فمه، حسينا شامخا كالهرم لا ينحني إلا لله. آمن كل الإيمان المطلق بالله ربا وبمحمد نبيا وبالقرآن كتابا بالإسلام دينا وبأمة أشرف أمة أخرجت للناس كافة إذ كانت مصلحة الوطن والأمة عنده فوق كل شيء .
كان الهيكل العظمي والقلب والعقل والرئة لهذه الأمة ولذلك أقولها بصراحة صارمة:نحن الأردنيين خاصة والعرب والمسلمين عامة لنا الفخر كل الفخر بأن الحسين كان أردنيا وعربيا وإسلاميا؛فهو حفيد الثورة والمؤسس وابن الشجاع الجريء فكلهم هاشميون قبيلة أشرف الأنبياء والرسل ،باني ومؤسس الدولة الإسلامية فسار الحسين على نهجهم وحمل الرسالة وأدى الأمانة وكان أهلا لها فعاش عظيما ومات عظيما.
بنى الأردن من لا شيء أي نعم أن الأردن صغير حجما ولكن بفضله أصبح كبيرا حبا وفكرا .ودعا الأمة مرارا وتكرارا إلى التقارب والتحاب لا التباعد والتباغض ووقف مع كل عربي ومسلم في السراء والضراء وحسن صورة الإسلام في الغرب بعد أن شوه ... فهذه كلمة حق يجب أن تقال كل زمان ومكان وللعدو قبل الصديق وللقاصي قبل الداني... فهل يستطيع أحد أن ينكر ذلك.

والآن لنسأل أنفسنا سؤالا كبارا كنا أم صغارا رجالا ونساء ما معنى بل قل ما معاني الحسين؟!
أنا أستطيع أن أجزم بأن الحسين ككلمة الثقافة فلا يوجد تعريف واحد جامع وشامل لهذه الكلمة المتلألئة المضاءة المنيرة فبالطبع لها تعاريف كثيرة جليلة وكذلك الحسين فللعالم وللمفكر وللباحث وللأديب وللشاعر... أن يعطي تعريف واحد جامع وشامل لهذا الإنسان النادر لا بل وتعجز حروف وكلمات العالم عن ذلك أيضا كيف لا وهو القائل :\"الإنسان أغلى ما نملك \". و\"فلنبن هذا البلد ولنخدم هذه الأمة\". و\"بسواعد الشباب وعقولهم وضمائرهم أحيينا الأرض وأنشأنا المصنع وصنعنا المعمل وفتحنا المتجر وشيدنا المعسكر وبنينا وأعلينا\". كيف لا ولم يهدأ له بال ولم يغمض له جفن ولم يطمئن له قلب ولم يذق طعم الراحة والسعادة عندما سمع وعلم بأخبار الأطفال اليتم في المبرة وفورا نقلهم إلى بيته فأدخل فرحة في قلوبهم أرسم بسمة على وجوههم وقال رسول الله:\"أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا\".فصدق الرسول قولا وأحسن الحسين عملا.وأذكر أن الحسين قال ذات مرة :نحن لا نريد أن يعاني أطفالنا في المستقبل كما عانينا نحن بل نريد سلاما عادلا وشاملا ينعم الأطفال بدفئه ويحفظ كرامتهم ويؤمن لهم حياة كريمة ومستقبلا كله إشراق.فحتى السياسة لها نصيب وافر للأطفال عند الحسين.

فليس من السهل وليس من الصعب أن نتحدث عن الحسين ولا يستطيع المرء أيا كان أن يعبر عن كل ما يدور ويجوش في أعماق النفس الإنسانية من أفكار وخلجات ومشاعر و... تجاه الحسين .ويعجز السان عن الوصف والمدح والقلم عن الكتابة أيضا ومهما قلنا وتكلمنا ومهما كتبنا ودونا فلن نعطي هذا الإنسان بالذات حقه أبدا أبدا أبدا فإن زعم أحد بذلك فإنه يحلم ومن قال غير ذلك فإنه يحقد فبلا شك الحسين له أكثر من معنى والكثير الكثير وكل وعاء بما فيه يضيق إلا وعاء العلم .

فكم اقشعرت الأبدان وخاصة بدني واهتزت القلوب وخاصة قلبي وارتجت العقول وخاصة عقلي وارتعشت الأصابع وخاصة أصابعي عند سماع نبأ وفاة أكبر أهرامات العرب عظمة وشموخا ونبلا وشرفا ونسبا ولي الفخر كل الفخر ويكفيني فخرا بأنه كان مليكي ومثلي الأعلى.

الحسين لم يمت ولن أصدق في يوم من الأيام أنه مات أبدا أبدا أبدا ؛يكفي أنه في القلب والقلوب مغروس ومزروع وفي العقل والعقول مرسوخ ومحفوظ وفي العين والعيون منحوت ومرسوم وفي النفس والنفوس محبوب ومعشوق وفي الروح والأرواح منقوش و محفور وفي الحلم والأحلام موجود ومرغوب إلى المدى موجود. وما دام أنه ورث لنا وللأمة والعالم بأسره أشبالا ولآلئ فإن الحسين موجود فولاء وطاعة ووفاء وحبا لأبي الحسين ابن الحسين .وما دام قصر اليتامى موجود فإن الحسين موجود وما دامت أقواله وحكمه ونصائحه وأفكاره وعبره ودروسه موجودة فإن الحسين موجود.


وفي نهاية حديثي أقول نعم وألف نعم هذا الإنسان الذي يستحق النعم وأقولها بالصوت المرتفع وبالحنجرة المعبئة وبالفم الملآن ملأى :نعم هذا أسد الأمة العربية وهيكلها وقلبها النابض وعقلها الناهض وهواؤها وماؤها ...فقد كان وكان وكان...وفعل وفعل وفعل... كهكذا إنسان هو الذي استحق ويستحق العيش على هذه الأرض مدى الحياة ألا تشاركوني الرأي؟؟؟

ملاحظة : كتبت هذه المقال يوم وفاته
الكاتب : عثمان خوالده





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع