أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجيش ينفذ 7 إنزالات جوية على شمال قطاع غزة. 33970 شهيدا و76770 جريحا منذ بدء العدوان على غزة 7 مجازر بغزة خلال الـ24 ساعة الماضية أسفرت عن71 شهيداً. تطوير المناهج: كتب الأول الثانوي ما تزال قيد الإعداد عُمان: ارتفاع عدد الوفيات إلى 21 بينهم 12 طفلا جراء المنخفض الجوي. كتائب القسام تعلن قنص جندي إسرائيلي. توقيف موظف جمارك اختلس 48 ألف دينار 7 أجهزة لطب الأسنان بمراكز عجلون الصحية. 11 مركزا تكفل أكثر من 12 ألف سيارة في الاردن غزة بحاجة إلى مستشفيات ميدانية جراحية تضم غرف عمليات وعناية مركزة معاريف: الدفاعات الجوية صدت نحو 84% من الهجوم الإيراني وليس 99% انتشال 9 شهداء في شمال مخيم النصيرات. مصدر بالجيش الإسرائيلي: حزب الله يستخدم صواريخ بركان الخارقة للتحصينات الهلال الأحمر الفلسطيني: الاحتلال يمنع الوصول إلى الجرحى بغزة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة تطلق حملة تشجير قائد بجيش الاحتلال: سنتوجه إلى رفح بعد الانسحاب من النصيرات الاحتلال يزعم اغتيال ضابط كبير في مخابرات حماس ضبط 7 متورطين بقضايا مخدرات أحدهم مصنف بالخطر إستونيا: لماذا صدّ الغرب الهجوم عن إسرائيل ولم يفعل ذلك مع أوكرانيا الأرصاد: موجة غبار تؤثر على معظم مناطق المملكة اليوم.
الطبقة السياسية الأصيلة والبديلة
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الطبقة السياسية الأصيلة والبديلة

الطبقة السياسية الأصيلة والبديلة

23-01-2022 05:51 AM

ماهر ابو طير - لا توجد في الأردن، اليوم طبقة سياسية، فقد انتهت إلى حد بعيد، ولاعتبارات مختلفة، وبات إنتاج أي بديل يصطدم بغياب الثقة بكل هذه الطبقة أو ورثتها في الحياة السياسية في الأردن.
هذه الطبقة مقسمة على عدة مستويات، بعضها اعتزل واختصر كل هذا المشهد، وفضل أن ينأى بنفسه لأن لا أحد يسمعه، أو أنه أحيانا يتعرض للحرب، فاختار السلامة والابتعاد والنجاة بنفسه، وبعضها تم حرقه عبر تشويه سمعته سواء عن حق أو باطل، فتم في المحصلة شطبه، ولم يعد مؤثرا، وبعضها لاحق مصلحته بطريقة مكشوفة، فاحترق رصيده شعبيا، وخرج من المشهد، ولم يهمه الأمر، لأن الجمهور أو الدهماء وفقا لتعبيره ليسوا هم المعيار الوحيد للقياس.
هكذا توزعت الطبقة السياسية، والخلاصة أن لا طبقة سياسية اليوم، برغم دورها الوظيفي المهم في الوصل بين الدولة والناس، وهكذا يجد الكل أنفسهم اليوم وجها لوجه مع الدولة في حوار يتسم بالغضب أحيانا، أو الحدة، أو الشكوك، أو التشنج، بعد زوال الطبقة الواصلة، والعازلة في ذات الوقت، مقارنة بطبقات سياسية قديمة كانت ذات مصداقية ومؤثرة شعبيا.
في المقابل لم يتم إنتاج طبقة سياسية جديدة، بل إن أي إنتاج جديد لمثل هذه الطبقة يواجه بحملات من الشكوك والارتياب والرفض، واليوم لا تسمع أي كلمة خير بحق أي رئيس حكومة سابق، أو وزير حالي أو سابق، أو عين حالي أو سابق، أو نائب حالي أو سابق، عدا ندرة قليلة من كل هؤلاء قد يحظون بالإشادة إما لكونهم فريدين حقا، أو لوجود صلات شخصية مع الذين يقيّمونهم بطريقة جيدة، لكن المحصلة أن النظرة سلبية جدا، ولا يقبل الناس اليوم، أي اسم جديد إلا ويحاصرونه بموجات من التشكيك، وفتح تاريخه القديم والجديد، والبحث عن خطأ.
ليس أدل على ذلك من موجات التشكيك بالأحزاب الجديدة، والذي يقرأ التعليقات يدرك ما نقول فهي أحزاب تضم ذات الحزم التقليدية من وزراء ونواب وأعيان وغير ذلك، والغضب يتنزل على هكذا أحزاب، حتى قبل أن ينتظر أحد منحهم أي فرصة للعمل، لأن المناخ كله قائم على الشكوك وعدم المصداقية، تجاه المؤسسات والأفراد وكيفية وصولهم أساسا الى مواقعهم، ولسان حال المعلقين يقول لقد خرجوا من الباب، ويريدون العودة من الشباك.
عملية تحطيم الطبقة السياسية، وسلبها سمعتها ومصداقيتها، إما بسبب أخطاء من ينتسبون إليها، أو بسبب وجود عملية مقصودة، يؤدي إلى صناعة الفراغ اليوم، وهذا الفراغ خطير، لأنه يفتح المساحات لقوى بديلة من جهة، وقد يفتح هذه المساحات لفوضى عارمة غير منتجة أبدا.
لا تعرف ما هي المصلحة في إضعاف كل المؤسسات من الأحزاب إلى النقابات مرورا بالنواب وغيرهم، فهذا التهميش والإضعاف أدى إلى إخراج الأسماء والاتجاهات المؤثرة ذات القيمة، لصالح أسماء أكثر طواعية، واقل ضجيجا، مقابل كلفة فقدان المصداقية في الشارع من جهة، وفي القطاعات التي يمثلها هؤلاء، وهذا التمثيل هنا ليس شكلياً، بل في الأساس له دور وظيفي في إدامة حيوية هذه المؤسسات والقطاعات، وجعلها تقود الشارع، بشكل يجعل محاورتها وكيلا عن الشارع أفضل بكثير، من إضعافها والوقوف وجها لوجه مع فوضى الآراء في الشارع، وهي فوضى عارمة نراها بكل هذه التعبيرات عن القضايا العادلة، أو تلك التي يظنها البعض عادلة برأيهم.
مناسبة الكلام كل هذه التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن خلال نخب سياسية وإعلامية حول الأحزاب الجديدة، التي بدأت بالتبلور في توقيت ما بعد تحديث المنظومة السياسية، وبعضها كان يخطط لقيامته السياسية، منذ سنوات، لكن الكل لا يصدق، والهجوم على أشده، ولا ثقة بوزير ولا عين ولا نائب، ولا حزبي، ولا أي شيء غير ذلك، والسبب بسيط، فقد احترقت الطبقة السياسية بشكل متدرج، ولم يتم إنتاج طبقة بديلة ذات مكانة ومصداقية.
وجود طبقة سياسية حيوية تدافع عن الناس، ولها تمثيل في الدولة، أمر لا يضر، وإزاحة أي أسماء ذات قيمة، يؤدي إلى إحلال أسماء ليست ذات قيمة، ولا يمكن نفخ الروح فيها، برغم كل المحاولات، فنحن من وأدنا النخبة السياسية بشكل متدرج، لصالح طبقة مصنوعة لا تنفع اليوم، لا في السلم ولا في الحرب.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع