أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الربط الكهربائي الأردني- العراقي يدخل الخدمة السبت المقبل نحو 8 مليارات دقيقة مدة مكالمات الأردنيين في 3 أشهر إصابة جنود إسرائيليين غرب خان يونس عملية جراحية نوعية في مستشفى الملك المؤسس ديوان المحاسبة يشارك بمنتدى النزاهة ومكافحة الفساد في باريس غرف الصناعة تطالب باشتراط إسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات الملكية الأردنية ترعى يوم في موائد الرحمن مع تكية أم علي أبوالسعود: أستراليا مستمرة في التعاون مع الأردن بالمياه والصرف الصحي هيئة تنظيم الاتصالات تنشر تقريرها الإحصائي حول مؤشرات قطاع الاتصالات للربع الرابع من العام 2023 الفايز ينعى العين الأسبق طارق علاء الدين 90 ألف زائر للجناح الأردني بإكسبو الدوحة الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الاحتلال يعلن قتل 200 فلسطيني بمجمع الشفاء سموتريتش: نحتاج قيادة جديدة للجيش الإسرائيلي أهالي جنود الاحتلال الأسرى: تعرضنا للتخويف من الأجهزة الأمنية 5 إنزالات أردنية على قطاع غزة بمشاركة مصر والإمارات ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي الأعيان يصادق على تمديد اتفاقية تشغيل المطار الأونروا: الوقت يمضي بسرعة نحو المجاعة في غزة الفايز ينعى العين الأسبق طارق علاء الدين
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث الطاقة النووية: طاقة نظيفة وصديقة للبيئة .....

الطاقة النووية: طاقة نظيفة وصديقة للبيئة .. د.عبد الحليم الوريكات

18-06-2011 01:04 AM

زاد الاردن الاخباري -

د.عبد الحليم الوريكات


الطاقة النووية: طاقة نظيفة وصديقة للبيئة


من أهم القضايا التي تواجه العالم بشكل عام والاردن بشكل خاص قضية الطاقة, لأن الطاقة تعتبر أحد المحركات الرئيسة للاقتصاد العالمي. ونظراً للتحديات التي تواجه الاردن بزيادة الطلب على الطاقة وندرة مصادر الطاقة المحلية وارتفاع أسعار الوقود الاحفوري (النفط والغاز) عالمياً, فلقد وضع الاردن في عام (2007) استراتيجية وطنية للطاقة بهدف زيادة مساهمة الطاقة المحلية في خليط الطاقة الكلي وتقليل الاعتماد على الطاقة المستوردة وتحقيق التنوع في مصادر وأشكال الطاقة ورفع كفاءة استخدام الطاقة والمحافظة على البيئة.

ولقد تضمنت الاستراتيجية تطوير استغلال مصادر الطاقة المحلية وإدخال الطاقة النووية كبديل لتوليد الكهرباء وتحلية المياه والتوسع في مشاريع الطاقة المتجددة (الشمسية والرياح) والصخر الزيتي والغاز الطبيعي. وتبعاً لذلك فلقد شرعت كل مؤسسة مهتمة بالطاقة في الاردن بوضع الاستراتيجية والخطط الخاصة بها للعمل على تنمية الموارد المحلية للطاقة, لذا فلقد تم وضع إستراتيجية وطنية خاصة بالاستخدامات السلمية للطاقة النووية وتطوير استخداماتها وإقامة المشاريع الاستثمارية لخدمة الاقتصاد الاردني. وقد تم إنشاء هيئة الطاقة الذرية الاردنية عام (2008) للعمل على تنفيذ هذه الاستراتيجية وخطط الطاقة النووية ممثلة بالبرنامج النووي الاردني للأغراض السلمية.

لقد حرص الاردن وقبل المباشرة بتنفيذ البرنامج النووي الاردني بوضع الاليات التنفيذية لنجاحه من خلال محاور رئيسة شملت بناء القدرات والكوادر البشرية الاردنية اللازمة لتنفيذ محاور هذا البرنامج, وتعزيز التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتوطيد التعاون مع الدول الصديقة ذات الخبرة المتقدمة في مجال الطاقة النووية, واستغلال واستثمار خامات اليورانيوم الاردنية, وإنشاء محطات الطاقة النووية لتوليد الكهرباء وتحلية المياه, اضافة لإنشاء هيئة تنظيم العمل الاشعاعي والنووي لكي تقوم بالمراقبة والتفتيش على صحة الاجراءات والاعمال النووية والاشعاعية في المملكة, وتهدف إلى تنظيم ومراقبة استخدامات الطاقة النووية والاشعة المؤينة والعمل على حماية البيئة وصحة الانسان وممتلكاته من أخطار التلوث والتعرض للإشعاعات المؤينة, اضافة إلى التأكد من توافر شروط ومتطلبات السلامة العامة والوقاية الاشعاعية والامان والامن النووي.

أما عن اهتمام البرنامج النووي الاردني بقضايا البيئة, فإن البيئة تشكل محوراً رئيساً وهاماً في اعتبارات هيئة الطاقة الذرية الاردنية, حيث انتهجت تجذير مبدأ الشفافية والوضوح من خلال مشاركة جميع الهيئات والمؤسسات الوطنية المعنية لتعزيز الثقافة النووية ونشر الوعي بين المختصين في اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية على المستوى الوطني.

وقد قامت الهيئة بتشكيل فرق عمل متخصصة لمساعدة ودعم الهيئة في تنفيذها لمحاور البرنامج النووي الاردني مؤلفة من الوزارات والمؤسسات الاردنية ذات العلاقة كوزارة البيئة, ووزارة الطاقة والثروة المعدنية, وهيئة تنظيم العمل الاشعاعي والنووي, اضافة إلى المختصين من الجامعات الاردنية والمستشارين الدوليين الذين تم تعيينهم لهذه الغاية.

يساهم الوقود الاحفوري في الوقت الحاضر بنسبة (65%) من الطاقة الكهربائية المستخدمة في العالم, بينما تبلغ مساهمة الطاقة النووية (16%) من الطاقة الكهربائية في العالم, ويرافق استخدام طاقة الوقود الاحفوري تلوث الهواء من الانبعاثات الغازية التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الارض من خلال ظاهرة الاحتباس الحراري. وتشير دراسات الحاجة إلى استخدام الطاقة النووية (مرجع: نشرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية - عدد (2) - لعام 2000) إلى أن الطاقة النووية طاقة نظيفة بيئياً, نظراً لانبعاث أكثر من (2000) طن من غاز ثاني أكسيد الكربون عند استخدام الوقود الاحفوري لتشغيل محطة كهربائية بقدرة (1000) ميجاواط, بينما لا ينبعث غاز ثاني أكسيد الكربون أو أية ملوثات أخرى عند تشغيل نفس المحطة بالوقود النووي.

وفي هذا المجال, فلقد ظهرت المطالبات في المقالات والبيانات في عدد من وسائل الاعلام المحلية وكذلك الاعتصامات في الشوارع الاردنية شملت بعض التساؤلات والمخاوف والمغالطات حول أخطار برامج الطاقة النووية الاردنية من النواحي البيئية أو المالية. وإن الهيئة تقدر وتشكر من يهتم بقضايا البيئة ومصلحة الوطن وسلامة المواطن, وتأمل أن تُراعي هذه المطالبات والبيانات الدقة العلمية والنقد البناء, وليس التهويل للأخطار الجسيمة أو التكاليف الباهظة أو الرغبة في الانتقاد الشخصي, مستغلة حادثة مفاعلات فوكوشيما اليابانية.

إن استخدام العالم للطاقة النووية في الوقت الحاضر ما زال مستمراً , حيث يستخدم العالم حالياً (443) مفاعلاً نووياً في أكثر من (31) بلداً, وتُشغّل الولايات المتحدة الامريكية (104) مفاعلات لتنتج (20%) من طاقتها الكهربائية, وتُشغّل فرنسا (58) مفاعلاً لتنتج أكثر من (75%) من طاقتها الكهربائية, وتُشغّل كوريا الجنوبية (20) مفاعلاً لتنتج (38%) من طاقتها الكهربائية. وهناك زيادة مضطردة لعدد الدول التي تلتحق بنادي الطاقة النووية حيث تبلغ حالياً (65) دولة, وعدد المفاعلات النووية المخطط لإنشائها يزيد على (145) مفاعلاً. هذا مع العلم بأن الدول النووية لم توقف مفاعلاتها بعد حادثة فوكوشيما, ولكن ركزت هذه الدول على الاهتمام بمعايير السلامة العامة والامن والامان النووي لهذه المفاعلات.

أما بخصوص إغلاق بعض الدول لمفاعلاتها النووية فهذا أمر طبيعي, فبعض الدول تقوم بالاغلاق نظراً لانتهاء العمر التشغيلي لمفاعلاتها, وبعضها لأغراض أخرى خاصة بتلك الدول التي عادة لا تعاني من مشاكل شح في موارد الطاقة الكهربائية كما تعاني دول أخرى.

ومن الدول التي تخطط للوقف التام أو الوقف التدريجي للتوليد النووي ألمانيا وبلجيكا, ومن الدول التي تمنع إقامة مفاعلات نووية النمسا والدانمرك وايرلندا, بينما هناك دول أخرى تسعى لتوسيع قدرات التوليد النووي مثل فنلندا وفرنسا وبلغاريا وأوكرانيا.

باختصار إذا ما تمت المقارنة بين الطاقة النووية والبدائل القائمة على الوقود الاحفوري فإن المحطات النووية تعتبر منخفضة التكلفة فيما يتعلق بالتشغيل وذلك يجعل الخيار النووي أكثر جاذبية حين تكون الاولوية لقلة التكلفة الاجمالية لتوليد الكهرباء بالاضافة لخفض تلوث الهواء وللحد من تأثير انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية.

ان البرنامج النووي الاردني هو اختيار وطني جاء كأحد بدائل توليد الطاقة الكهربائية, اضافة للطاقة المتجددة (الشمسية والرياح) والصخر الزيتي والغاز الطبيعي, وإن حماية الانسان والبيئة هي هدف أساسي ومطلب رئيس. وإن انتماء المواطن الاردني للأردن يجب أن يظهر من خلال اهتمامه وعمله على إنجاح برامج الطاقة المحلية ممثلة بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية وغيرها من مصادر الطاقة المحلية المتاحة.

وفي الختام, تؤكد هيئة الطاقة الذرية الاردنية حرصها على الالتزام بكل متطلبات معايير السلامة العامة والامن والامان النووي وقضايا البيئة حسب الانظمة والتعليمات الوطنية والعالمية. وبإذن الله, وبهمة أبناء الاردن المخلصين ورؤاهم الثاقبة سيكون البرنامج النووي الاردني موطن قوة في خطط التنمية الوطنية الشاملة, وسوف يعطي الاردن الاستقلالية في توليد طاقة محلية رخيصة ومستقرة وآمنة وصديقة للبيئة.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع