أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
اليهود الحريديم يتمسّكون بلاءاتهم الثلاث ويهدّدون بإسقاط حكومة نتنياهو الغذاء والدواء تطلق خدمة منصة بلا دور الامن العام للنشامى: صوتكم في صمتكم أكثر من 70% من المساكن بغزة غير صالحة للسكن إلزام بلدية الرصيفة بدفع اكثر من 15 مليون دينار لأحد المستثمرين وول ستريت جورنال: هدف القضاء على حماس بعيد المنال طلبة أردنيون يقاطعون مسابقة عالمية رفضا للتطبيع القسام: تفجير منزل في قوة صهيونية وإيقاعها بين قتيل وجريح الأردن يرحب بإصدار محكمة العدل تدابير جديدة بشأن غزة لليوم الخامس .. طوفان شعبي قرب سفارة الاحتلال نصرة لغزة الجيش السوداني يعلن السيطرة على جسر يربط أمبدة وأم درمان 2488طنا من الخضار وردت للسوق المركزي لامانة عمان اليوم الكويت تعلن تقديم مليوني دولار لأونروا فرنسا ستقدم 30 مليون يورو لأونروا هذا العام “لن أسمح بالتحقير مني كمسلم” .. روديجر يصدر بيانًا شرسًا للرد على اتهامه بالإرهاب العدل الدولية تصدر بالإجماع أمرا جديدا لإسرائيل الآلاف يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى. إلغاء جلسة لمجلس الحرب كانت ستناقش صفقة التبادل الاحتلال يجري مناورة تحسبا لحرب مع لبنان. الاحتلال يستهدف مباني سكنية شمال مخيم النصيرات
كيف يسرق الاحتلال الامريكي ثروات سوريا
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة كيف يسرق الاحتلال الامريكي ثروات سوريا

كيف يسرق الاحتلال الامريكي ثروات سوريا

04-06-2021 02:29 AM

مهدي مبارك عبد الله - الوجود الأمريكي الكثيف والمريب في آنٍ معا في سوريا بات يُنظر إليه بأنه احتلال مباشرة لأراضي دولة مستقلة وبات يخشى من هجمات أكبر تستهدف القوات الأمريكية في شرق الفرات

يعيش السوريون هذه الأيام أسوأ الاوضاع منذ بداية الأزمة في بلادهم قبل 10 سنوات نتيجة أسباب عدة أبرزها العقوبات الأمريكيّة والتي ( بدأ معها الضغط الاقتصادي الأمريكيّ يشتد منذ عهد باراك أوباما الى دونالد ترامب الذي أقر مزيداً من العقوبات على سوريا و حلفائها ) وصولا الى فرض قانون قيصر الذي وصف بأنّه أقوى وأشد من جميع القرارات التي سبقته خاصة انه يضع حاجزاً كبير أمام عودة العلاقات الأمريكية السورية في عهد الرئيس الجديد جو بايدن

عمليات السرقات الأمريكية ونهب الثروات السورية مستمرة على قدم وساق وخصوصاً النفط والحبوب وبشكل يومي تتم تحت حماية ميليشيا ( قسد ) التي بدعمها الأمريكيون لتسهلّ السرقة العلنية والتضييق عل الأهالي المحاصرين في أحيائهم ومنع دخول المواد الغذائية إليهم أو نقل حالات المرضى الحرجة بينهم إضافة إلى استهداف البنية التحتية والمرافق الخدمية ولا سيما محطات المياه والكهرباء والمستشفيات ما ادى الى خروجها من الخدمة لفترات طويلة الأمر الذي يهدد بأزمة إنسانية حقيقية في مدينة القامشلي وجوارها ومع ذلك لا أحد يجرأ أن يتحرك أو يقف في وجه أمريكا في المنظمات والمحافل الدولية

يتمركز الاحتلال الأمريكي في هذه المرحلة في شمال شرق سوريا تلك المنطقة التي كانت تفيض على سوريا بالخيرات وهي تمثل ( غلة سوريا ) ومركز مؤنها من المحاصيل الزراعية والثروات النفطية ونظرا لوجود الأمريكيين سابقا في العراق وجدوا من خلال المراقبة والمعلومات الاستخبارية ان الشمال السوري يشكل خاصرة رخوة يمكن احتلالها وذلك لسببين الأول ان المساحات الشاسعة التي تمتد عليها هذه المنطقة وعدم قدرة الدولة السورية على ارسال أعداد كافية لحمايتها والثاني وجود الأكراد حلفاء أمريكا الذين يقدمون لها ما تريد ويساعدوها في سرقة خيرات سوريا وتهريبها ويقبلون بكل سرور أن تستخدمهم واشنطن كأدوات لمشاريعها القذرة

قبل ايام قليلة أخرجت قوات الاحتلال الامريكي رتل آليات محملاً بالشعير المسروق من الأراضي السورية إلى شمال العراق عبر معبر الوليد ( غير الشرعي ) وفق مراقبين محليين وصحفيين قالوا إن ( الرتل ضم 50 شاحنة مع عدد من البرادات ) خرجت من مدينة المالكية إلى معبر الوليد متجهة إلى الأراضي العراقية

كما افادت مصادر سورية مطلعة إلى قيام الاحتلال الأمريكي بعمليات سرقة منظمة للحبوب المنتجة من الحقول السورية آخرها سرقة القمح من ( صومعة الطويبة ) ومن مستودعات ( شركة نما )

الحقيقة ان سرقة القمح والنفط ليس جديداَ على أمريكا حيث سبق لها سرقة المحاصيل السورية والانتقام من السوريين بقيام طائرات تابعة للجيش الأمريكي بإحراق مئات الدونمات من حقول القمح والشعير عبر رميها ( بالونات حرارية ) فوق الأراضي الزراعية وفي تقرير لموقع ( إنترناشونال بزنس تايمز ) الإخباري الأمريكي افاد إن مجموع المساحات التي أحرقتها القوات الأمريكية في يوم واحد تجاوزت الـ300 هكتار توزعت على أرياف حلب والرقة والحسكة في خرقا واضح للقانون الدولي وجريمة إتلاف متعمد للإضرار بقوت المواطنين وتدمير الأمن الغذائي السوري في إطار حرب الحصار الاقتصادي وسياسة التجويع التي تمارسها أمريكا ضد الشعب السوري ودولته بهدف تطويعه سياسياً للإرادة الأمريكية بعد أن فشل العدوان المباشر في تحقيق اهدفه

وفوق ذلك لم تكتفِ امريكا بحرق المحاصيل وسرقتها بل عمدت الى تطبيق قانون "قيصر" الذي بدأ تنفيذه في ديسمبر عام 2019 ضمن الاجراءات القسرية أحادية الجانب والذي ينص ( على فرض عقوبات على أفراد وكيانات داعمة للحكومة السورية التي تزعم واشنطن بأنّها انتهكت حقوق الإنسان ) اضافة الى حظر التعامل مع المصارف السوريّة التي لها علاقة في كل من لبنان والأردن والخليج والصين وأيّ دولة أجنبيّة أخرى ومنذ بدء الحرب على سوريا فرضت الولايات المتحدة ومعظم دول الاتحاد الأوربيّ عقوبات متنوعة على كبار المسؤولين السوريين بما فيهم الرئيس السوري بشار الأسد وزوجته وعائلته وأقرباؤه إضافة إلى كبار المستشارين والوزراء والعاملين في المصارف السوريّة في تصعيد متشدد تجاه الدولة والشعب السوريين

الإدارة الأمريكيّة تدرك جيداً أنّ عقوباتها ستترك أثراً مؤلماً على الشعب السوريّ وهذا ما تريده بالضبط لإسقاط دمشق وتحقيق مآرب العدو الصهيوني الغاصب اولا ثم ان من بين الاهداف الامريكية غير المعلنة من وراء حرق المحاصيل هو إفقار أصحاب الأرض من السكان المحليين وإجبارهم تحت ضغط الحاجة والفاقة بالعمل مع القوات الأمريكية وارغام المواطنين على إرسال أبنائهم للقتال في صفوف المجموعات المسلحة التي تدعمها واشنطن وخاصة في ظل تنامي الرفض الشعبي لوجود قوات الاحتلال ومرتزقته في المنطقة

السياسة الامريكية في سوريا ومع ادارة الرئيس بايدن لا زالت تسير تحت عنوان ( تغيير الحكم في البلاد ) ورفض الاعتراف بالحكومة السورية والسعي الحثيث لإسقاط النظام المعترف به دوليا إضافة إلى دعم الجماعات المسلحة لتحقيق الهدف الأمريكي ما يعني استمرار مزيدا من العنف والإرهاب والدمار على الأرض السورية

مفهوم الإرهاب الاقتصادي الامريكي في سوريا يخول الرئيس الأمريكي إنشاء مناطق اقتصاديّة في سوريا ضمن الأراضي التي تحتلها ( لتنشيط اقتصاد المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق ) والسماح لها بإنشاء علاقات تجاريّة مع الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم لتسهيل عمليات نهب المحاصيل والمنتوجات والنفط السوريّ في الوقت الذي يرزح فيه الشعب السوريّ تحت وطأة الحصار والأوضاع المعيشيّة الخانقة

العقوبات الأمريكية على سوريا وحلفائها ( لم تسقط النظام واضرت كثيرا بالشعب السوري ) كما انها لم تخدم المصالح الأمريكية حيث ان السوريين في الجانب المعارض للنظام في الداخل الغارقون في الأزمات الاقتصاديّة لا يعولون على الإدارة الأمريكيّة في الغالب خاصة وأنّ تاريخ أول عقوبات اقتصاديّة فرضتها واشنطن على بلادهم تعود إلى عام 1979 حين اتهمت الخارجية الأمريكية الحكومة السورية زمن الرئيس حافظ الأسد بدعم المنظمات الفلسطينية على الأراضي السورية واللبنانية التي كانت تصفها واشنطن بالإرهابيّة حيث كانت تلك العقوبات سبباً في تراجع اقتصاديّ كبير في سوريا أعقبها تغييرات كبيرة في النظام الاقتصاديّ السوريّ لتحقيق الاكتفاء الذاتيّ بالاعتماد في التجارة على دول صديقة و معادية للولايات المتحدة

يوم بعد آخر يثبت رؤساء امريكا أنهم لا يقلُّون سوءًا وخبثا ولصوصية عن التاجر اليهودي المعروف ( شايلوك ) بل ربما هم من يعطي دروس الخبث لشايلوك ومن على شاكلته وأنهم اثبتوا ايضا وبما لا يدع مجالًا للشك أن قيادة أمريكا للعالم ليست أكثر من مجموعة عصابة ( سطوٍ مسلح ) وثلة من البلطجية والاشرار وان المهمة الاساسية للجيش الأمريكي في سوريا كانت حسب ادعائهم لمواجهة تنظيم داعش الا انها بدأت تأخذ مرامي وابعاد مختلفة في مقدمتها ( اسقاط النظام والدولة ) فبعد أعلانا ترامب عن انسحاب جميع القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا والتخلي فعليًا عن حلفائه من الأكراد في المنطقة عاد وتخلى عن الفكرة بعدما عرف ان عناصر قوات سوريا الديموقراطية لا يؤمن جانبهم لهذا عمل على الإبقاء على بعض فلول داعش في البادية السورية ثم اعلن أن قوات بلاده ستبقى في سوريا إلى أجلٍ غير مُسمى وبكل كذب ووقاحة اضاف في حينه بأنّ القوات الأمريكية ستبقى لتأمين حقول النفط رغم ان القوات الامريكية الموجودة في شرق سوريا

لم تقم حتى هذه اللحظة القوات الأمريكية بمحاربة تنظيم داعش في سوريا منذ إعلان النصر عليه كما لم تقم بحماية حلفائها وهذا ما اربك قيادة الجيش الامريكي نفسها وحتى هذه اللحظة بقيت القوات الأمريكية لا تعرف بالضبط ما هي مهمتها وماذا يفعلون في الشرق السوري ولكن الحقيقة المعروفة ان مهمتهم الرئيسية السيطرة على النفط من خلال الاستمرار بدق طبول الحرب وقد بتنا معكل ذلك نسمع بتساؤلات تخرج من أوساط الإدارة الأمريكية عن ماذا لو حاولت القوات السورية أو الروسية أخذ النفط بالقوة فضلا عن السؤال حول منافسة تركيا ( حليفة الناتو ) الموجودة فعليًا في الشمال السوري والتي تُدير مساحات هائلة من الأرض السورية وتحلم بالسيطرة على منابع النفط وصرف مداخيله على السوريين الموجودين تحت إدارتها

ادارة ترامب استغلت بانتهازية قذرة انشغال الحكومة السورية بمحاربة فايروس كورونا وزادت من سيطرتها على آبار النفط في سوريا بالاشتراك مع الميليشيات الكردية المعروفة بـ ( قوات سوريا الديموقراطية ) وبدأت بسرقة واستنزاف آبار النفط في شرق سوريا وهوما يتيح لسوريا مقاضاة امريكا امام محكمة العدل الدولية ومن الغريب ان سرقة النفط من قبل الامريكان كانت تأتي في معظمها بالتزامن مع شن تنظيم داعش الإرهابي عمليات عسكرية على منشآت النفط والغاز في البادية السورية ومدينة حمص الأمر مما يؤكد وبصدقية عالية التعاون بين التنظيم الإرهابي وبين القوات الأمريكية للسيطرة على منابع النفط والغاز السورية خاصة وان وجود تنظيم داعش اصلا في تلك المنطقة يعتبر نوعا من التكتيك الأمريكي للمساومة والضغط على سوريا

يذكر انه لحظة إعلان مقتل قائد تنظيم داعش ( أبو بكر البغدادي ) قال ترامب علانيةً وحرفيًا بأنّه ( قد نضطر إلى القتال من أجل النفط لأنه ربما هناك شخص آخر يريد النفط ) ومنذ هذا الإعلان سمِحَ للقوات الأمريكية بإطلاق النار على أي شخص يحاول الاقتراب من آبار النفط في سوريا مما يؤكد للمرة الالف أنّ هذا اللص الامريكي يعرف ما يريده بالضبط ويعرف أيضاً أنّ وجوده في المنطقة برمتها وليس في سوريا فقط بات على كف عفريت ولهذا فهو يسابق الزمن وهو يقتل السوريين ويسرق نفطهم ويحتل أراضيهم ويدعم انقسامهم بوقاحة لا مثيل لها

في الختام ما تقوم به واشنطن يأتي في سياق الحرب الإرهابية والاقتصادية الأمريكية والغربية ضد الشعب السوري وبلاده وهو مخطط أمريكي معد مسبقاً لتدمير سوريا كدولة ونظام وشعب
mahdimubarak@gmail.com




ا









تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع