أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
مسؤول أميركي: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة موقع فرنسي: طلبات الإسرائيليين لجوازات السفر الغربية تضاعفت 5 مرات. الطاقة والمعادن تبحث سبل التعاون مع الوفد السنغافوري أول كاميرا ذكاء اصطناعي تحول الصور لقصائد شعرية أميركي لا يحمل الجنسية الإسرائيلية يعترف بالقتال بغزة جيش الاحتلال يعترف بمصرع جندي في شمال غزة. يديعوت : ضباط كبار بالجيش يعتزمون الاستقالة الاحتلال يطلق قنابل دخانية على بيت لاهيا لازاريني: منع مفوض الأونروا من دخول قطاع غزة أمر غير مسبوق الاتحاد الأوروبي يحض المانحين على تمويل أونروا بعد إجراء مراجعة سرايا القدس تعلن استهداف مقر لقوات الاحتلال أنس العوضات يجري جراحة ناجحة "العالم الأكثر خطورة" .. سوناك: المملكة المتحدة تعتزم زيادة إنفاقها العسكري الملك يمنح أمير الكويت أرفع وسام مدني بالأردن "هزيلا وشاحبا" .. هكذا بدا عمر عساف بعد6 أشهر في سجون الاحتلال صاحب نظرية "المسخرة": نريدها حربا دينية ضد العرب والمسلمين نيوورك تايمز: "إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها من الحرب على غزة" الملك وأمير الكويت يترأسان جلسة مباحثات رسمية في قصر بسمان الأردن الـ 99 عالميا على مؤشر الرفاهية العالمي وزيرة النقل: نطمح في تنفيذ مشاريع لتعزيز مفهوم النقل الأخضر في الموانئ والمطارات
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة بعيدًا عن الأرض في يومها

بعيدًا عن الأرض في يومها

31-03-2021 09:36 AM

لن تجدَ مستقبلينَ بانتظاركَ، لن تجدَ بساطاً أحمر، أو أكفَّاً تتهافت عليك للسلام، ولا وجوهاً تبتسم لتقبيلِ محياك..
لن تجدَ صالوناً أو غرفة نومٍ، أو حتى سريراً ترتاح عليه من وعثاء السفر، والشعور بالغربةِ اللفظيّة والمادية في ديار النأي، ولن تجد يا صاحبي حتى مقعداً بانتظارك، أو عصا تتَّكئ عليه، فلستَ سوى عابرٍ زائل، لن تترك أثراً على "المكانِ" حتى لو أقمت فيه كلّ عمرك، وأفنيتَ جلَّ عقلك، وعروق جسدك، ولن يمنحك المكان صفرته، وحرارته، وحتى لو ولدتَ فيه وشربتَ ماءه وحليب شياهه، وصنعت خيطاً من هدبِ شمسه، أو ضياء من نوره، وحروفًا من كتابه، أو نقوشًا من حجارته.
لن يقبلك السكان ولا القاطنون، ولن تتشبَّث بكَ الطرقات التي مشيت عليها، ولا الشرفات التي جلست فيها، ولا الجبال التي رسمتها، ولا المدينة أو القرى التي أحببتها، ولا حتى جدران الخواء المتكسِّر بين يدي الجفاء والقطيعة والخشونة.
لست سوى عابر أيها الغريب، ولست سوى هباء متناثر، في كؤوسِ المساء وفناجين قهوة الصباح، وأمسيات الوشاة!.
قلت لكَ في غابر الزمان، حين كنت شقيَّاً ومؤمناً بأن الأرض وطن الحشرات، كما هي وطن البشر كلّهم: أن الحواجز التي تمنعك من الطيران حقيقية، وأن الإقصاء الذي تشهده قصائدك أمرٌ واقعي، وأن القفص الذي يضيق على طيورك ليس رمزيُا، لكنك في كلِّ مرَّة كنت تخذلني، وتسحبني إلى بيتِ الحلم، وحديقة الخيال، وبستان الوهم.
ما عليَّ إلا أن أُعيدَ عليك الدرس، فسوف تخونك الكلمات كما خانت رفيقك كليم الله، ولن تنفعكَ الأدعية القديمة بعد أن مات صاحباها في كمينٍ واحد، ومكيدة منظَّمة، فقد كانت تصلح على ما يتقبَّل منها للاستعمال مرة واحدة، على ما يبدو.
أنتَ في تيهك الآن، وإن توقفت الخطوات والدروب، وإن سكنت الطرق والشعاب، وهجعت الأرض، واصل سيركَ وضياعك، فأنت زائلٌ إلى مكانٍ لم يُخلق بعد.
كان عليك أن ترشو الأفق ببعض الزهور، وأن تُهدي الخراب بعض الخصال، وأن تنزّ من صبوة الغرام كمد الحسرة، لكنك آليت أن تظلّ أبيضَ طاهراً، لا تدنِّسك الوساوس، ولا تخالط مشاعرك المصالح، فبقيت وحدك في عزلةٍ لم يتذوق طعمها غريبٌ من قبل، ولا حتى "عسيب" امرئ القيس بن كندة.
تشبثتَ بالسوسن وقلتَ للأخضر: يا طريقي، فمات ماؤه، واحتطب عوده، وتكالبتْ عليكَ الحشرات من كلِّ حدبٍ وفضاء، وحين جنحتَ للأنين، رفضتْ طبولُ الحي شكواك، وعمدت إلى إطلاق الأعيرة النارية في الهواء، ابتهاجاً بحزنك، واحتفالاً بموتكَ المعنوي قبل الفيزيائي.
وبعد يا صديقي الذي فيَّ، ويا مدينتي التي أتخيَّل، ويا وطني المصلوب فوق كَتفيَّ، ترجَّل فقد تعبنا، ولم نصل للشاطئ، ولم ترافق خطواتنا المغنِّيات، وحاملات الحناء والبخور والصندل.
ترجَّل فلم يعد بمقدوري حملك أو إتِّباعك، ولم يعد واحدنا يدلُّ الآخر على النبع الذي جفَّ، أو على جهة الرحيل التالية.
Musa.hawamdeh@gmail.com





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع