حديث الحكومات المتتالية اسطوانة مشروخة، ليس هناك بوادر لاي حلول جذرية لمشاكل الناس، وما يحدث هو تراكم لمسائل طويلة وحوادث كثيرة لم يحاكم على إثرها مسؤول واحد، لا بل المسؤولين على -الاقل- اخلاقيًا تم اعادة تكليفهم وتعيينهم في مواقع افضل.
وحقيقة الواقع اليوم؛ يجب أن يواجه بصدق -لمصلحة البلد- فنحن نعيش حالة من التضليل الاقتصادي والسياسي، ومع ذلك الشعب ما زال متمسك بكثير من المسائل والمبادئ ولا يتنازل عنها حيال هذا الوطن؛ رغم كل ظروف التهميش والفقر والقهر، كما أن الشعب الاردني لا يخاف كما يُنعت؛ فهم يسجنون ويحاسبون، ومع ذلك يتحدثون في كل المناسابات والمستويات.
وحتى لا نتوه عن حجم الخلل في العلاقة القائمة بين الحكومات والشعب؛ فإنني اعلل سبب ذلك في بنية الحكومات ذاتها وطبيعتها، فكيف لحكومة ترسل مئات او الاف الجنود لحماية مستشفى من اي اعتداءات او احتجاجات محتملة، في الوقت الذي كانت قادرة على ارسال صهريج اكسجين لتجنب كل ذلك الشحن والاحتكاك بين الشعب وجنوده، وهي الحكومة نفسها التي تجبر الشعب على الجلوس في بيوتهم ويموتون من الجوع، في الوقت الذي يجب أن تدفع لهم كي يأكلوا ويشربوا، تعمل على تغريمهم في كل سكنة من سكناتهم او حركة من حركاتهم، لا بل زيادة على ذلك تقوم بعض مؤسسات الدولة بوقف واقتطاع علاوات موظفيها في ظل هذه الظروف المعاشية الصعبة.
ومع كل ما سبق، لا ننكر أن الاردن اغلى الاوطان على قلوبنا، وهو ايصًا من اغلى بلدان العالم في اسعار العقار والدواء والطعام، وهذا يجعل كل ما تقوله الحكومة وسابقاتها لا قيمة له في وجدان اي مواطن يعيش حالة من العوز والفقر والقهر، وهو يعلم انه لا يوجد عند هذه الحكومات من شىء تقدمه غير الإعلام، وهدر المال العام حسب تقارير ديوان المحاسبة.
الخاتمة اقول: هناك تضليل، وفساد، واموال مهدرة بحاجة الى ثورة بيضاء من الحكومة نفسها على نفسها، وأن تواجه نفسها لاعادة ضبط الأمور، واحتواء شكوى الشعب وانينه، حرصًا على الأردن ومستقبلة.