حينما أصدرت الحكومة أمر الدفاع رقم 26 ، فليس لها من هدف بالدرجة الأولى إلا صحة المواطن والمقيم على أرض المملكة ، حيث أن الحكومة لا تطلب من الناس غير الالتزام بإجراءات الوقاية والتباعد وارتداء الكمامات ، فهل هذا المطلب هو معجزة عليهم حينما تطلب الحكومة من الشخص التقيد بمسافات التباعد المقررة والالتزام بوضع الكمامة قبل الدخول إلى الأماكن العامة والذهاب الى الأسواق ومراجعة الوزارات والدوائر .
والحكومة عندما فرضت عقوبات على المخالفين لأوامر الدفاع ، اعتقد البعض أن ذلك بقصد الجباية وأنها أي الحكومة تهدف وراء ذلك تغطية خسائرها الناجمة عن الجائحة ، فلو التزم الجميع بأوامر الدفاع لما استدعى الأمر الى نزول الجيش الى الشوارع وانتشار رجال الأمن والدرك على مفترقات الطرق ، وهذه بحد ذاتها تشكل معاناة قاسية على قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وعلى دولتنا بشكل عام .
إذن لندع الحكومة تمضي بخططها وبرامجها التي تهدف أولاً وأخيراً لمصلحة المواطن وسلامته ، حتى يتم محاصرة الوباء ووقف استمرار تفشيه بين الناس ، كما ندع الإشاعات جانباً والتي يروج لها البعض بقصد خلق البلبلة وعدم الاستقرار وتوسيع الفجوة بين الدولة والمواطنين ، وإنني أتعجب من تذمر فئة من الناس من حظر أيام الجمعه فقط ، فهو يوم مخصص للراحة وجلوس أفراد العائلة مع بعضهم بعضاً ، وأما بالنسبة لصلاة الجمعه فهي متاحة للجميع والمساجد منتشرة في كل مكان والسير اليها على الأقدام هو نوع من الحركة والرياضة التي ينصح بها الأطباء .
وختاماً علينا أن نتقبل كل الأمور ببساطة ومن غير تعقيد ، خاصة وأننا نعيش ظرفا استثنائياً يستدعي الصبر والتحمل ، وهو بالتالي يصبّ في مصلحتنا ومصلحة عائلاتنا وأبنائنا وسلامة الجميع ، ولا نترك مجالاً للمشككين بإجراءات حكومتنا ، ولوسائل الإعلام الخارجية كذلك التي ينقل بعضها الأخبار بشكل مسيئ ، حتى يتصور القارئ أن وطننا يعيش على صفيح من نار وكأن شعوب العالم سعيدة في حياتها على عكس واقعنا ، علما أننا في الأردن محسودون على نعمة الأمن والاستقرار ، وهناك شعوب في منطقتنا العربية يتمنون أن تكون بلدانهم بمثل الأردن أو أقل .