أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
بلدية غزة تحذر من انتشار أمراض خطيرة بفعل القوارض والحشرات الضارة أسعار الذهب تسجل أفضل أداء شهري في 3 سنوات مؤشر نيكي يسجل أكبر مكاسب من حيث النقاط في السنة المالية أوكرانيا تعلن إسقاط 84 من أصل 99 صاروخا ومسيّرة أطلقتها روسيا تلاسن حاد بين نتنياهو وغانتس باجتماع حكومة الحرب وزارة الصحة في غزة: 7 مجازر إسرائيلية تسفر عن 71 شهيدا فلسطينيا خلال 24 ساعة زلزال الإسكندرية .. هزة ارتدادية من اليونان تفزع سكان عروس البحر المتوسط. الأسهم العالمية تسجل أفضل أداء لربع سنوي أول في 5 أعوام. منح ولاية ماريلاند 60 مليون دولار لإعادة بناء جسر بالتيمور المنهار الجيش الأمريكي يدمر 4 طائرات مسيّرة يمنية. الاقتصاد الرقمي تحجب 24 تطبيق نقل ذكي غير مرخص في الأردن انفجارات عنيفة في مواقع البنية التحتية بأنحاء أوكرانيا المقاومة شنت 70 هجوما على الاحتلال في مجمع الشفاء مسؤولة أممية تبحث مع مسؤولين اسرائيليين توسيع المساعدات الإنسانية إلى غزة تطورات حالة عدم الاستقرار الجوي والأمطار القادمة للمملكة اليوم الأغوار .. الركود يخيم على الأسواق و 50 % تراجع الحركة الشرائية اليابان تعتزم استئناف تمويلها لأونروا قريبا روسيا : أدلة على صلة مهاجمين مجمع تجاري يموسكو ومجموعات أوكرانية 4.3 مليار دينار حصيلة المدفوعات الرقمية في شهرين. الأردن ثاني أكثر دولة عربية يستفيد اللاجئون فيها.
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام دور العلماء في الإصلاح والتجديد في ضوء رسالة...

دور العلماء في الإصلاح والتجديد في ضوء رسالة عمان المباركة

30-04-2011 05:56 PM

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
العلماء الربانيون هم صفوة البشرية، وخير المسلمين، وورثة الأنبياء والمرسلين، مَنَّ الله عليهم بالعلم الواسع، والفهم الثاقب، والإيمان الراسخ، فكانوا أشد الناس خشية لله –تعالى- وتعظيما له.
ولذا حث الإسلام على توقيرهم، والرجوع إليهم، والاستفادة من علمهم وخبرتهم، وخصوصا عند المدلهمات والفتن، فإن الفتن إذا أقبلت لم يعرفها إلاَّ العالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل. فالرجوع إلى أهل العلم فيه السلامة من الشرور والفتن والمخاطر.
وقد قال الله –تعالى-: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾.
وقال الله –جل وعلا-: ﴿وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾.
ومما يدل على أن الرجوع إلى أهل العلم خير للمسلمين في دينهم ودنياهم، وفيه عصمتهم من الخطأ والزلل، والشرور والفتن، ما رواه الإمام مسلم في (صحيحه) عن يزيد الفقير قال: ((كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج، فخرجنا في عصابة ذوي عدد نريد أن نحج، ثم نخرج على الناس، قال: فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم –جالس إلى سارية- عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: فإذا هو قد ذكر الجهنميين، قال: فقلت له: يا صاحب رسول الله، ما هذا الذي تحدثون، والله يقول ﴿إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ﴾ و﴿كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا﴾، فما هو الذي تقولون، قال: فقال: أتقرأ القرآن، قلت: نعم، قال: فهل سمعت بمقام محمد –صلى الله عليه وسلم- يعني الذي يبعثه فيه، قلت: نعم، قال: فإنه مقام محمد –صلى الله عليه وسلم- المحمود الذي يخرج الله به من يخرج. قال: ثم نعت وضع الصراط ومر الناس عليه، قال: وأخاف أن لا أكون أحفظ ذاك، قال: غير أنه قد زعم أن قوما يخرجون من النار بعد أن يكونوا فيها، قال: يعني فيخرجون كأنهم عيدان السماسم، قال: فيدخلون نهرا من أنهار الجنة فيغتسلون فيه، فيخرجون كأنهم القراطيس، فرجعنا، قلنا: ويحكم أترون الشيخ يكذب على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فرجعنا، فلا والله ما خرج منا غير رجل واحد)).
قلت: والشاهد من هذه القصة ظاهر، حيث عصم الله هؤلاء الشباب المتحمسين، والمسلمين من شر وفتنة الخوارج بما بثه الصحابي الكبير جابر بن عبد الله من علم ورثه عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
ومن الدلائل -في هذا المقام- قصة مناظرة الصحابي الجليل عبد الله بن عباس –رضي الله عنهما- للخوارج فقد ناظرهم بالحجج والبراهين العقلية والشرعية، فرجع منهم إلى الحق والهدى ما يقارب الألفين، وفي بعض الروايات أكثر من ذلك، حيث أنقذهم من الضلال والانحراف وتكفير المسلمين بما منّ الله عليه من العلم الشرعي المستقى من الكتاب والسنة.
وعليه فإن واجب العلماء في هذا الزمان واجب عظيم في إنارة الطريق السليم أمام المسلمين، وتبصيرهم بسماحة الإسلام وحقيقته الواضحة المعتدلة.
ومن هنا دعت رسالة عمان المباركة علماء الأمة جميعا، للقيام بهذا الواجب العظيم، وبيّنت أن الأمل معقود على هؤلاء الصفوة من الأمة حتى يقوموا بدورهم الإيجابي والبنّاء في خدمة أمتهم، وترشيد مسيرتها.
وتظهر أهمية هذا الدور الجليل والواجب العظيم الملقى على عاتق علماء الأمة الإسلامية من خلال تحقيق النتائج والأهداف التالية:
1- أولا: حماية الشباب من مخاطر الانزلاق في مسالك الجهل والفساد والانغلاق والتبعية.
2- ثانيا: حماية الشباب –خصوصا- والمسلمين –عموما- من مخاطر الغلو والتطرف والإرهاب.
3- ثالثا: إنارة دروب المسلمين –وخصوصا الشباب- بالسماحة والاعتدال والوسطية والخير.
4- رابعا: تبصير الشباب وإنارة عقولهم بحقيقة الإسلام ومبادئه وقيمه العظيمة الفريدة.
5- خامسا: تعليم الشباب فقه الأولويات، والطريقة السليمة للإصلاح و التغيير، والتي تمتاز بالبعد عن العنف والتشنج والغلو، وتعتمد الحكمة والتعقل والرفق.
6- سادسا: أن يكون العلماء قدوة صالحة للناس في الالتزام بالدين الكامل، والخلق الكريم، والسلوك المعتدل، ليكونوا عونا للأمة على التمسك بدينها وآدابه الكريمة.
7- سابعا: أن يقدم العلماء للإنسانية كلها الخطاب الإسلامي الراشد المستنير المعتدل.
8- ثامنا: أن ينتهج العلماء نهج السياسة الراشدة في الأمور والقضايا كلها.
9- تاسعا: أن يحرص العلماء على وحدة الأمة الإسلامية فيجمعون ولا يفرقون، ويؤلفون القلوب ولا ينفرونها.
10- عاشرا: الحرص على الرفق واللين، وعدم العنف والتنفير.
11- الحادي عشر: أن يبثوا بين أفراد الأمة وفي أرجاء العالم كله معاني الخير والسلام والمحبة والأمن وقبول الآخر، والتسامح والعدل.
12- الثاني عشر: أن يستشرفوا آفاق التلبية لمتطلبات القرن الحادي والعشرين.
13- الثالث عشر: التصدي لتحديات هذا القرن والتي تواجه الأمةالإسلامية، وتهدد هويتها، وذلك بالعلم والبصيرة والحكمة والوعي.
14- الرابع عشر: فقه الواقع والتعرف على الحضارات الإنسانية المعاصرة، بما فيها من إيجابيات وسلبيات.
15- الخامس عشر: العمل على تجديد الإسلام، وتقديمه للأمة والبشرية كلها ناصعا صافيا، ليكون ذلك أدعى لقبوله والعمل بأحكامه ومبادئه العظيمة.
والخلاصة -في هذا المقام- أن واجب العلماء تجاه أمتهم والبشرية كلها، واجب كبير، والحمل الملقى على عاتقهم ثقيل وكبير، وأثرهم في الإصلاح والتغير وبيان حقيقة الإسلام، جد عظيم.
وإن البشرية –اليوم- بما تعيشه من تفرق وضلال ومعاناة وجهل وظلمات، لفي أمس الحاجة إلى دور العلماء الإيجابي.
فلينهضوا –قوّاهم الله- للقيام بدورهم في خدمة الإنسانية، والدفاع عن الإسلام، والكشف عن الأباطيل التي تثار حوله.
والله –تعالى- معهم وناصرهم ومسددهم ورافعهم.
هذا وإنني أنبه إلى أن واجب الدول الإسلامية والمؤسسات المعنية إفساح المجال للعلماء الربانيين والدعاة المصلحين المعتدلين في التحرك للدعوة وتبصير المسلمين بحقيقة دينهم وسماحة أحكامه، وعلى الدول أن تمكنهم من الاستفادة من المنابر الإعلامية بكافة أنواعها حتى يستطيعوا القيام بدورهم وواجبهم المنشود المأمول، وهذا من باب التعاون على البر والتقوى والصلاح ونفع المسلمين والبشرية كلها، وقد قال الله –تعالى-: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾.
وعلى المسلمين جميعا معرفة قيمة العلماء الغالية، ومنزلتهم العالية، وتوقيرهم واحترامهم، ويكفيهم لذلك قول الله –جل وعلا-: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء﴾.
وقول نبي الإسلام –صلى الله عليه وسلم-: ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر)).
والحمد لله رب العالمين.
__________________





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع