أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
السبت .. ارتفاع على درجات الحرارة غالانت وبن غفير «يعبثان» بأوراق خطرة… الأردن: ما الرسالة ومتى يعاد «الترقيم»؟ “اخرسي ودعيني أكمل” .. احتدام النقاش بين البرغوثي ومسؤولة إسرائيلية على الهواء (فيديو) العين العبادي يؤكد دستورية المادة (4/58) من قانون الانتخاب الأردنيان حماد والجعفري إلى نهائي الدوري العالمي للكاراتيه ما سقط "في العراق" يكشف أسرار ضربة إسرائيل على إيران أول خبر سار لعشاق الصيف .. حرارة أربعينية تُطل برأسها على الأردن باحث إسرائيلي: تل أبيب فشلت بشن هجوم كبير على إيران الرئاسة الفلسطينية تدين عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مدينة طولكرم غوتيريش يدعو لوقف دورة الانتقام الخطيرة في الشرق الأوسط طبيبة أردنية عائدة من غزة تصف معاناة النساء في القطاع إصابتان برصاص مجهول في إربد جماعة يهودية متطرفة تقدم مكافأة مالية لمن يذبح قربانا بالأقصى انتشال جثة شاب عشريني من مياه سد وادي العرب إثيوبيا تستفز مصر مجدداً: من أين لكم بمياه لزراعة الصحراء في سيناء رجل يحرق نفسه أمام محكمة ترامب - فيديو. هآرتس تكشف بناء بؤرتين استيطانيتين في غزة. أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة. 100 عمل مقاوم في الضفة الغربية خلال 5 أيام. الأردني أبو السعود يحصد ميدالية ذهبية في كأس العالم للجمباز.
الصفحة الرئيسية أردنيات الدباس يكتب : الوباء الذي تركناه!

الدباس يكتب : الوباء الذي تركناه!

الدباس يكتب : الوباء الذي تركناه!

12-11-2020 02:47 PM

زاد الاردن الاخباري -

لم نلبث ان نمنا مطمئنين لانتهاء يوم الانتخابات على خير، بلا ازدحام على ابواب مراكز الاقتراع وبإجراءات سلامة صحية ممتازة من الهيئة المستقلة للانتخابات، ونمنا ونحن نتابع الفرز "بث مباشر" من داخل مراكز اللاقتراع بقمة الشفافية من الهيئة المستقلة للانتخاب، لنستفيق صباح الاربعاء على الكارثة والفاجعة والمصيبة ... ونحن نتابع لقطات وفيديوهات الاحتفالات والخروقات واطلاق العيارات النارية واستعراض القوة بمختلف صنوفه من الناجحين وانصارهم الذين بدوا كأتباعهم!

لأول مرة أشعر بهذا الكم من الحزن على بلدي... حزن نابع من ثلاثة أسباب دفعتني له: الأول أن فئة المحتفلين كانت من الشباب المتعلم الواعي الجامعي الذي افتتحت له عشرات الجامعات في وطني فأبى واستكبر وكان من الجاهلين، والثاني كان هذا الكم الهائل من الاسلحة الاوتوماتيكية والصليات التي تطايرت في سماء وطني كذبا وزورا باسم الفرح، والسبب الثالث الموجع في الحزن كان في فشل الأجهزة الأمنية وتقاعسها هي وكافة المؤسسات الحكومية في ضبط التجمعات ومنعها وكأننا في بلد فيه "فلة حكم"!

لم يعد يهمني أبدا ان ينتشر وباء الكورونا، فهو أرحم وأقل فتكا من هذا الوباء الذي شاهدناه يوم أمس! حيث شاهدنا ولمسنا وبائين : الأول وباء الاستهبال الحكومي ... والثاني وباء الجهل! فأما الأول فقد عرفناه وعشنا معه سنوات والحكومة تستهبل نفسها قبل ان تستهبلنا، ألم تقرر الحكومة ان تقدم الحظر من الخميس الى الاربعاء منعا للتجمعات ؟ فلمَ لم تنفذ أمرها السامي؟ أين كان وزير الداخلية ووزير الدفاع من تنفيذ أوامر الدفاع؟ هل فعلاً وصلنا مراحل تخشى فيها الأجهزة الأمنية من تطبيق القانون خارج عمان؟ كيف وصل كل هذا السلاح الى المواطنين عبر الزمن؟ لم لم يخش أحدٌ من تطبيق أوامر الدفاع عليه عند الاحتفال؟ ألهذه الدرجة يرى المواطنون أن الحكومة وأجهزتها عاجزة تماما؟ هل يعرف دولة رئيس الوزراء ما حصل خارج أسوار مكتبه قبل ان يطل علينا مساء أمس بتصريح يتغنى فيه بنجاح الحكومة في اجراء الانتخابات ويتجاهل تماما في تصريحاته ما يحدث في الشوارع من استهبال حكومي؟

هذا الاستهبال الحكومي يجب التوقف عنده كثيرا، وبرأيي أن فاجعة الأمس سببها الحكومة وأجهزتها الأمنية فقط لا غير، وان الأمر مقصود ومخطط له لتبرير اجراءات تمديد الحظر أمام الناس! فاجعة الأمس أكبر بكثير من فاجعة أطفال البحر الميت قبل عامين، وأكثر بكثير من فاجعة الطفل الذي تقطعت يداه ... ولو كنت أنا رئيس الوزراء لاستقلت فورا متحملا المسؤولية الادبية على فشل الاجهزة الحكومية في تطبيق القانون ... ولو كنت وزيرا للداخلية لاستقلت فورا لأنني لم استطع تنفيذ قرار أنا المسؤول عن تنفيذه بمنع التجمعات! على الأقل على الحكومة أن تتوقف عن هذا الاستهبال وتعيد فتح المدارس فلا أظنن ما حدث بالأمس يقل خطورة عن دوام المدارس، وعليها أن توقف فورا هذا الحظر الشامل الذي يطبق على مناطق معينة فقط بعد ان انفضح أنها حكومة لا تستطيع السيطرة على تجمع من الف مواطن لا وبل تقف وتراقبه من بعيد أثناء اطلاق العيارات النارية ،،،، والأهم من كل ذلك ان على الحكومة ان تتوقف عن استهبالنا نحن جموع المواطنين وتتوقف عن اصدار تصريحاتها " التي عليها غبرة" وتقول: الفيديوهات قديمة ، والمدفع يستخدم لاخافة الطيور، وتم القبض على السيارات المموهة واصحابها ! تبا لكم جميعا اذا كنتم تروننا سنصدقكم بهذه السذاجة!

أما الوباء الثاني الأشد خطورة واستفحالا هو وباء الجهل العام، ألهذه الدرجة يمر شبابنا بأزمة زعامة؟ من قال لهؤلاء الشباب ان النيابة زعامة ليحتفلوا بنصرها وكأنهم حرروا القدس ؟ من قال لهم أن العشيرة لا مكان لها في منطقتها ان لم يكن النائب منها ؟ من قال لهم أن العشيرة طخ ودبكة وتسحيج و"خاوة" ؟ من قال لهم أن يتحدوا الامن العام وان الاخلال بالقانون رجولة ؟؟ وان الشجاعة تكمن في الخروج على أعراف المجتمع واحترام الاخرين؟ بالأمس شاهدنا آلافا مؤلفة من الشباب الجامعي وهو يتصرف وكأنه جزء من ميليشيات خارجة عن القانون ، هل هذه الاردن التي خربناها بالتجهيل طوال عشرين سنة ماضية؟ هل هذه القيم التي نريد لشبابنا ان يظفروا بها ؟ هل هذه نتائج التعليم الذي كذبنا على أنفسنا بأنه يتطور؟ وأكثر ما يستحق المراجعة فعلا أن معظم هذه الاحتفالات والخروقات حدثت في مقرات الناجحين من كبار المتقاعدين من الأجهزة الأمنية ... فإذا كان الباشا الذي عاش حياته مكلفا بتطبيق القانون في جنديته هو أول من يكسر القانون عند خروجه الى الحياة المدنية فاقرأ على الأردن ومستقبلها السلام!

الأردن سيضيع منا ان استمر الجهل يفتك بشبابنا، الاردن سيضيع أكثر ان استمر غياب العدالة وتطبيق القانون على الجميع، فجزء كبير من الصدمة المجتمعية يكمن في ان ما شاهدوه بالأمس كان خروجا عن القانون الذي يلتزمون به ويحتكمون اليه ، خروجا منظما وبرعاية رسمية ! الوطن يا سادة (قانون وتعليم وصحة وعدالة وكرامة)، فأما الأولى فقد أصبحت نكتة، وأما الثانية فرأينا نتاجها بالأمس، وأما الثالثة فستنهار أمام تيارات الجهل ... وأما العدالة فهي ضالة المؤمن هذه الأيام ، وأما الكرامة فما أظنها تبقى بعد ان تذهب باقي القواعد! الكورونا ستقتل الكثيرين من الأعزاء علينا .... لكن الجهل والاستهبال الحكومي سيقتلون مستقبل هذا الوطن!








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع