أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
هيئة البث: الجيش الإسرائيلي يستعد لدخول رفح قريبا جدا. طائرة أردنية محملة بمنتجات زراعية إلى أوروبا جدول الأسابيع من الـ 17 حتى الـ 20 من الدوري الأردني للمحترفين مسؤول أوروبي: 60% من البنية التحتية بغزة تضررت. مسؤول أميركي: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة موقع فرنسي: طلبات الإسرائيليين لجوازات السفر الغربية تضاعفت 5 مرات. الطاقة والمعادن تبحث سبل التعاون مع الوفد السنغافوري أول كاميرا ذكاء اصطناعي تحول الصور لقصائد شعرية أميركي لا يحمل الجنسية الإسرائيلية يعترف بالقتال بغزة جيش الاحتلال يعترف بمصرع جندي في شمال غزة. يديعوت : ضباط كبار بالجيش يعتزمون الاستقالة الاحتلال يطلق قنابل دخانية على بيت لاهيا لازاريني: منع مفوض الأونروا من دخول قطاع غزة أمر غير مسبوق الاتحاد الأوروبي يحض المانحين على تمويل أونروا بعد إجراء مراجعة سرايا القدس تعلن استهداف مقر لقوات الاحتلال أنس العوضات يجري جراحة ناجحة "العالم الأكثر خطورة" .. سوناك: المملكة المتحدة تعتزم زيادة إنفاقها العسكري الملك يمنح أمير الكويت أرفع وسام مدني بالأردن "هزيلا وشاحبا" .. هكذا بدا عمر عساف بعد6 أشهر في سجون الاحتلال صاحب نظرية "المسخرة": نريدها حربا دينية ضد العرب والمسلمين
الصفحة الرئيسية أخبار الفن عبد الحليم وأحمد زكي .. صوت شجي رقراق .....

عبد الحليم وأحمد زكي .. صوت شجي رقراق .. وأداء مشع

30-03-2011 12:06 AM

زاد الاردن الاخباري -

ثمة كيمياء غريبة جمعت بينهما رغم أنهما لم يلتقيا.. وأقدار متشابهة في حياتهما, كاليُتم مثلا, وقواسم مشتركة, مثل الزقازيق, الالم, الفشل في الزواج, وعشقهما الاستثنائي لسندريلا الشاشة سعاد حسني وإن اختلفت الطريقة... حملا لقب الاسمر.. والمفارقة أن أحدهما قدم عمله السينمائي الاخير في تجسيد سيرة الاخر..
هل كان من باب المصادفة أن يكون رحيلهما أيضا في نهاية آذار رغم فارق السنوات ولم يتجاوزا الخامسة والخمسين من عمريهما او اقل?
العندليب الاسمر - عبد الحليم حافظ والنمر الاسمر أحمد زكي, صوتا وصورة, ما زالا في الذاكرة بفنهما الذي يتجدد بين حين وآخر كلما رأيناهما على الشاشة; الاول; صوت شجي تدثر بدفء الحلم.. والثاني أداء حد التلاشي في تنويع الادوار التي قدمها... وترجمة الحس الكامن في توتر الروح المشعة من وراء الكاميرا السينمائية...
اليتم والشعور بالوحدة خطواتهما الاولى
عبد الحليم حافظ وأحمد زكي, كلاهما أحس بطعم اليُتم منذ طفولتيهما, فالعندليب الذي ينتمي لقرية الحلوات في محافظة الشرقية, فقد والدته في اسبوع ولادته الاول, ورحيل والده الذي لم يكن قد أتم عامه الاول, ليقضي طفولته في بيت أخواله ثم دار الايتام. التحق بمعهد الموسيقى في قسم التلحين ,1943 وعمل أربع سنوات مدرسا للموسيقى بطنطا والزقازيق والقاهرة, ثم عازفا على آلة الابواه.
لم تختلف طفولة أحمد زكي كثيرا.. فقد ولد في الشرقية - الزقازيق, وعاش في كنف جده بعد وفاة والده في عامه الاول وزواج أمه. ثم التحق بمعهد الفنون المسرحية بعد تشجيع ناظر مدرسته وتخرج في 1973 من قسم التمثيل بتقدير ممتاز.
قال زكي في احدى مقابلاته النادرة:  عندما يكبر الواحد يتيما تختلط الاشياء في نفسه.. الابتسامة بالحزن والحزن بالضحك والضحك بالدموع.. لم يحن علي احد وانا في العاشرة من عمري أو مد لي يد الحب..
الشعور باليتم الذي لازمهما, أضفى عليهما الكثير من الانطوائية والحذر من العلاقات التي كانا يعيشونها. والاحساس بالوحدة منحهما التلقائية في التعبير عن خلجات الروح من دون تصنُّع أو زيف.
عبد الحليم حافظ الذي قوبل في الاسكندرية بالطماطم كان حافزا له للاستمرار رغم العمالقة الذين كانوا في ذاك الوقت, مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الاطرش وكارم محمود ومحمد فوزي وغيرهم. لكن ما عاشه في الاسكندرية لم يكن الا قوة خفية حثته على المضي في طريقه. ولم يتردد في تقبيل يد سيدة الغناء أم كلثوم عندما وقع بينهما سوء تفاهم, لتصفح عنه وتعود أغانيه تصدح في الاذاعة, كما التزم ببنود العقد بينه وبين عبد الوهاب ومجدي العمروسي في شركة الفن, رغم الشروط بحقه, لكنه صمم أن يبقى بجانب هذا الرجل..
في المقابل, بعد ان لفت أحمد زكي الانظار في دوره البسيط في مسرحية مدرسة المشاغبين, انتقل الى التلفزيون ليقدم دور عمره في مسلسل الايام والذي جسد فيه الاديب طه حسين, واستطاع أن يتفوق على فتى الشاشة الاول محمود ياسين الذي قدم طه حسين سينمائيا في قاهر الظلام, مما اثار الحرب حوله, وتم مقاطعته أكثر من ثلاث سنوات لم يستطع أن يقدم دورا حتى ولو كان ثانويا. لكن سندريلا الشاشة سعاد حسني صممت على أن يؤدي دور متولي في فيلم شفيقة ومتولي رغم رفض المنتج والمخرج وترشيح نور الشريف للدور. الا أنها جعلت مشاركتها مقرونة بأحمد زكي. ثم وقف امام فريد شوقي ومحمود ياسين وعماد حمدي ونادية الجندي في الباطنية. وأعلن عن ولادة نجم سينمائي في طائر على الطريق, والذي حصل فيه على جائزته السينمائية الاولى..
ابن الثورة.... وابن البلد
ثورة 23 يوليو 1952 هي شهادة ميلاد حليم الحقيقية, غنى للثورة ولجمال عبد الناصر والسد العالي والنيل , فكان ابن الثورة.. صوت مصري متدفق بنايات  النيل, وأحلام الشباب, وعرق الفلاحين, وسنابل القمح... وعراقة الاهرانات بحنوه وهيامه وشجنه.. سكن الروح والقلب بمواويله وحسه الرقيق.
من جهة أخرى, لم تختلف صورته كثيرا في السينما, فهو وفي لمحبوبته, والابن البار لوالده في الخطايا .. والعاشق الاسمر الذي يكتم في قلبه هواءه لفقر حاله وبؤس معيشته.. وهو حبيب دليلة, والصديق الذي يضحي بحبه لصديقه الجميل في أيامنا الحلوة, وقصة الوسادة الخالية, والصحافي الذي يقع في غرام الهاربة يوم من عمري, واللحن الجميل في لحن الوفاء.. وغيرها من الافلام التي حقق فيها حلمه السينمائي.
وهو صاحب أي دمعة حزن.. لم يعرف من أين نبتدي منين الحكاية.. وجرحه في في يوم في شهر في سنة. وهو الذي يطلب من معشوقه حاول تفتكرني.. وهو الذي ردد نداءه أهواك.. ونار يا حبيبي.. وطلب من العرافة أن تقرأ له الفنجان..بعد أن تلقى رسالة من تحت الماء.. ولم يفصح قط.. من تكون حبيبته..
أحمد زكي.. ببشرته السمراء وشعره الاشعث وأخلاق ابن البلد.. نموذج عادي, تقابله في طريقك الى العمل, أو يقف بجانبك وأنت تنتظر الباص, هو ابن البلد البعيد عن وسامة محمود عبد العزيز وارستقراطية حسين فهمي.. هذا الوجه المصري الحالم قد تقابله في مطعم ما, أو في الحافلة.. لا يلقي بالا لشكله أو لون القميص الذي يرتديه, لكنه إذا أحب تحول إلى فراشة ملونة تحلق في السماء بعيون حبيبته.. فيرمي من رذاذ عشقه, فتزداد الارض ألقا وجمالا..
هو الفلاح البسيط في البريء الذي لا يتردد في الدفاع عن صديقه عندما يجده تحت سياط الحكومة, وهو المحامي الذي يقف مع موكلته في التخشيبة حتى تثبت براءتها رغم تخلي زوجها وابنها وأخيها عنها.. وهو فريسة الهروب والرجل الثالث.. ومواطن من الدرجة الثالثة والشاب المستهتر في استاكوزا, والصعلوك في احلام هند وكاميليا, وضابط الاستخبارات الذي يفهم واجباته نحو وطنه بالضرب والبطش في زوجة رجل مهم. والشاب الذي يبحث مع خطيبته عن شقة للزواج فيها, لكنه لا يجد الا هضبة الهرم. والمدمن مع نجوى ابراهيم.. والعاشق في موعد على العشاء. وسيد الرجال في سعد اليتيم ومن عاش في أرض الخوف والراعي والنساء.. و»سواق الهانم« .... والمصوراتي في اضحك تطلع الصورة حلوة, والرافض لواقعه في أنا لا أكذب ولكني أتجمل.. والراقصة والطبال الذي يدفع حياته ثمنا لحلمه وطبلته.. هو السادات وناصر 56
حياة اجتماعية... هروب من الحب والزواج
حفلت حياتهما بالعلاقات الاجتماعية الفاشلة, لذا.. سعى العندليب أن يخفي علاقته مع السندريلا سعاد حسني حفاظا على عزوبيته , وقد صرح بعض المقربين على وجود زواج عرفي بينهما. ربما حالته الصحية كانت تمنعه من الارتباط, لكن من جهة أخرى كان يسعى للزواج من تلك المرأة التي رفض أن يفصح عن اسمها وسبقه الموت إليها.. وقد تحدث عنه الاذاعي وجدي الحكيم أحد أصدقاء حليم المقرّبين: من يدّعي أنه شاهد حبيبة عبد الحليم حافظ, فهو غير صادق في كلامه; إن الشخص الوحيد الذي شاهد حبيبة عبد الحليم هو عبد الفتاح سائقه الخاص, الذي كان العندليب يأتمنه على أسراره. وعندما كنا نسافر خارج البلاد مع عبد الحليم كان يلتقي بها في سرية شديدة, وفي إحدى المرات سألت الملحن بليغ حمدي عن سر علاقة عبد الحليم بهذه السيدة, فأخبرني بأنه لا يعرف أكثر مما أعرف. إن علاقة الحب التي جمعت بين عبد الحليم وديدي استغرقت خمس سنوات, ولم تكن علاقة طارئة في حياته كما يدّعي البعض.
وعن حالة عبد الحليم بعد وفاة حبيبته قال الحكيم: كنت ملازماً له خلال هذه الفترة, وعرفت بوفاتها من خلال حالة الحزن الشديد التي عاشها عبد الحليم, وقد شعر الجميع بما مرّ به عبد الحليم وقتها, وكان دائم السفر إلى الاسكندرية حيث التقاها للمرة الاولى.
أما ليلى العمروسي, زوجة الصديق المقرّب من عبد الحليم الراحل مجدي العمروسي, والتي تعرف الكثير عن أسراره من خلال زوجها فقالت عن حبيبة حليم: لم ألتقها, وعندما كنت أسأل مجدي عنها كان يقول لي: إنها صاحبة أجمل عيون شاهدها في حياته.. مضيفة أن الكاتب الراحل مصطفى أمين ذكر أنه حضر إحدى حفلات عبد الحليم التي كان يغني فيها أغنية بتلوموني ليه, ولاحظ مصطفى أمين أن عبد الحليم طوال الاغنية كان ينظر إلى اتجاه معيّن, فنظر إلى الاتجاه نفسه الذي كان ينظر إليه عبد الحليم, فوجد سيدة جميلة صاحبة عينين لم يشاهد بجمالهما من قبل, فعرف أنها هي حبيبة عبد الحليم...
النمر الاسمر تزوج من الراحلة هالة فؤاد وأنجب منها ابنهما هيثم.. ووقع الطلاق ولم تُعرف الاسباب رغم ما أشيع أن مرضها كان السبب في الطلاق. وارتبط اسمه مع عدد من الفنانات أبرزهن رغدة التي لازمته في الفترة الاخيرة ابان مرضه.. وهناك يسرا ومديحة كامل.. لكن علاقته مع سعاد حسني بقيت مثارا للكثير من التكهنات.. لا سيما أنهما قدما اكثر من عمل فني.. آخرها الدرجة الثالثة سينمائيا.. ومسلسل هو وهي تلفزيونيا, والذي حقق نجاحا مذهلا لسنوات طويلة.. حتى انهما سعيا لعمل جزء ثان لكن الامر لم يكتمل بسبب مرض سعاد حسني الذي دفعها للسفر خارج مصر.. المدهش أن زكي لم يتحدث عن علاقته مع السندريلا في أي حديث وكشف أن علاقته مع الفنانات الاخريات لم تخرج عن اطار الزمالة..
عبد الحليم بقي يردد..  لا تخافي واهدئي.. ياحبيبتي.. يفتشون يتساءلون.. حبيبتي من تكون,.. والنمر الاسمر رحل بعد أن جسد حليم ليكون عمله الاخير قبل أن يلحقه في آذار نفسه بعد ثمانية وعشرين عاما .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع