زاد الاردن الاخباري -
اذ يتنازعون بينهم امرهم قالوا ابنوا عليهم بنيانًا
ربهم اعلم بهم قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا .
الآية ٢١ من سورة الكهف.
ان الرسالة الحضارية للمسجد في الاسلام هي القيمة الجامعة لكل الموحدين المتحدرين من نسل ابراهيم عليه السلام، ليس هذا اقتباسا لداعية إسلامي ، بل هو خلاصة ما توصل اليه المستشرق الفرنسي لويس ماسنيون، الباحث في التاريخ الاسلامي حقبة امتدت عدة عقود انتهت به الى إقناع مجلس البابوية الى الاعتراف بالإسلام كديانة سماوية ، و هو الذي أفضى لاحقا للاعتراف بالإسلام دينا رسميا في الدول الأوربية ، وأصبحت مادته منهجا تعليميًا في المدارس و الجامعات .
الحديث عن قرار تحويل آية صوفيا الصادر عن المحكمة العليا التركية ، من الزاوية القانونية ،امر متعذر لحين الحصول على تفاصيل قرار المحكمة ، و ان كان صك التنازل عن الكنيسة المبرم رضاءا مع السلطان محمد الفاتح هو وثيقة تاريخية لها قيمتها القانونية ، بحيث اصبحت لاحقا جزءا من وقف السلطان محمد الفاتح .
ولكنني اجد انه من الأهمية بمكان تناول هذا الامر من البعد الاكثر رحابة لكل المؤمنين في ارض الله الواسعة .
الاسلام الدين الخاتم وتعاليمه السمحة لا تضيق بشرع من قبلنا فالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله جزء من اركان الإيمان لكل مسلم
وحديث نصارى نجران الذين استأذنوا النبي بالصلاة ، في المسجد النبوي ، فأذن لهم ، دون غضاضة ،و هو عنوان الحقيقة للإيمان الذي يعبر فعل النبي محمد عليه افضل الصلاة و ازكى السلام بأكمل صورة.
هنا لا بد من الاستدلا ل ، بما أورده المفكر العظيم غارودي في كتابه( الأصوليات المعاصرة اسبابها ومظاهرها) فالإيمان الحقيقي لا يسعي الى اكراه المؤمنين على تغيير معتقداتهم ، بل ان الهدف النبيل ان يكون المؤمنون اكثر فهمًا لجوهر و لب
معتقداتهم عند هذا الجوهر سيلتقى المؤمنون على معاني التوحيد القاسم المشترك لهم جميعا .
لم لا ،،،
ان قيم التوحيد التي يعظمها الاسلام في قرآننا الكريم ،لا تحمل معاني التعصب بل على النقيض تمامًا .
من المهم هنا التذكير بالزيارة التاريخية للبابا يوحنا بولس الثاني للمسجد الأموي ، التي تعاقبت عليه
عدة حضارات وهو اليوم المسجد الأموي ذو المآذن الثلاثة و أشهرها مأذنه عيسى عليه وعلى أمه مريم البتول ازكى السلام .
المسجد له رسالته الجامعة حضاريا وهو ابعد ما يكون عن التعصب .
لقاء غامر بالمعاني العظيمة للإيمان جمع بين الشيخ امين زيد الكيلاني مفتي مدينة السلط ، رحمه الله ، وكبير الأساقفة في كنيسة الروم الأرذوكس.
سأل الشيخ امين كبير الأساقفة ،
هل التقيت بالرسول عيسى عليه السلام ؟
استغرب كبير الأساقفة السؤال واجاب كلا.
آمل ذلك .
اجاب الشيخ امين :اما انا فقد رايته وقصد ( الرؤية ) ، بل وأديت عنه فريضة الحج، وقصد الحقيقة .
فملأت المكان روح من السرور ، الذي ينأى بكل مؤمن عن القصور في فهم الأديان وتعاليمها النبيلة .
الفوبيا المتصاعدة من توظيف قرار قضائي تركي ،
في الصراع العربي الاسرائيلي ، و الانتقاص من المكانة الدينية للقدس الشريف ، بقرار قضائي اسرائيلي ، هو قياس فاسد، فالشرعية الدولية ،وفي مقدمتها قرارات مجلس الأمن ، واضحة لا لبس فيها في توصيف الاحتلال الاسرائيلي الغاصب لمدينة القدس و ما ضمنها من مقدسات ، و المحاكم الاسرائيلية لن تنتظر قرارا من من المحاكم التركية اذا عزمت على انتهاك هذه الشرعية ، و لا يضفي اي قرار عن دولة الاحتلال شرعية على الاحتلال المدان في كل القوانين و الشرع الدولية .
وعودا الى آية صوفيا ، فأنا شخصيا زرته متحفًا ، و كم احسست بالغربة و العزلة و تلمست كمؤمن حاجتي الروحية ان التصق بأرضه ساجدا لاكون اقرب ما اكون الى السماء ، و اردد التراتيل ،
وأتلو الصلوات الزكيات على سيدنا محمد و آل سيدنا محمد كما اصلي على سيدنا ابراهيم وال سيدنا ابراهيم .
وكم آمل ان أحظى بهذا الشرف الذي يتوق له
ملا يين المؤمنين قريبا .