أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إسرائيل تهنئ أميركا على إسقاطها منح فلسطين عضوية الأمم المتحدة. المنتخب الأولمبي لكرة القدم يخسر أمام نظيره القطري. وزير خارجية أيرلندا: أشعر بخيبة الأمل من نتيجة التصويت بمجلس الأمن على عضوية فلسطين. وزارة الدفاع الإسرائيلية تؤيد إغلاق قناة الجزيرة واشنطن: متفقون مع تل أبيب على ضرورة هزيمة حماس سموتريتش: قيام دولة فلسطينية تشكل خطرا وجوديا على إسرائيل. نادي الأسير: إسرائيل تفرج عن أسير فقد نصف وزنه. الغذاء والدواء: رقابة على استخدام الحليب المجفف بالمنتجات. نتنياهو امتنع عن عقد اجتماع الليلة لمجلس الحرب أوروبا تهرع لإحباط مؤامرة لاغتيال زيلينكسي. فيتو أمريكي يفشل قرارا لمجلس الأمن بمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة. حماس: هناك مساع خبيثة لاستبدال الأونروا عاجل-الصفدي يؤكد لنظيره الإيراني ضرورة وقف الإساءات لمواقف الأردن. بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني. ليبرمان: نحن على مقربة من العار وليس الانتصار الاحتلال: منح العضوية الكاملة لفلسطين مكافأة على هجوم حماس في 7 أكتوبر سطو مسلح على بنك فلسطين في رام الله. أميركا ستصوت برفض عضوية فلسطين بالأمم المتحدة اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال بطولكرم. الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا"
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة سهير جرادات تكتب لزاد الاردن : للخلف در

سهير جرادات تكتب لزاد الاردن : للخلف در

سهير جرادات تكتب لزاد الاردن : للخلف در

11-07-2020 10:15 PM

زاد الاردن الاخباري -

سهير جرادات - هناك مصطلح عسكري، يعرفه كل من خدم هو أو أحد أفراد عائلته في الخدمة العسكرية ، وهو : " للخلف در " ، حيث يستخدم في التدريبات العسكرية للمشاة ، حين يطلب قائد السرية من العسكر في الطابور القفز في مكانهم للأعلى ، وهم يضعون أيديهم خلف ظهورهم ، وفي وضع القرفصاء ، إلى أن تنهك قواهم ، وعندما يكتفي القائد من انهاكهم ، وينزعج من " عجة الغبار" التي تحدثها أرجلهم ، يصدر الأوامر لهم : قف ، للخلف در ! سريعا .. وهي أمر لهم بالالتفاف السريع والرجوع حيث كانوا ، وهم يسيرون ببطء وفي حالة القرفصاء .. ليذكرني هذا التمرين بواقع حالنا في مكافحة الفساد الذي يتفشى في البلاد وبين العباد الذين لا يتقون رب العباد في وطنهم .

بين الفترة والأخرى يشاع الحديث عن مكافحة الفساد ، وشهدنا تحويل كبار المسؤولين للمحاكمة العسكرية أو النظامية ، ومنهم من تمت محاكمته وهو يرتدي البدلة الزرقاء ، وتم اصدار حكم بحقهم بالحبس واسترجاع بعض من الأموال التي اتهموا باستثمارها وظيفيا ، وبعضهم ورغم الحكم عليهم إلا أنهم مازالوا أحرارا لم يسجنوا ولم يعيدوا الأموال التي اتهموا بها ، ومنهم من تم ارساله خارج البلاد خلال فترة سجنه لتلقي العلاج خوفا وحرصا على سلامته !! .. ورغم كل هذه المحاكمات والأموال المنهوبة المعادة ، إلا أن مديونيتنا في ارتفاع مستمر.

كنت قد كتبت سابقا عن وجود بابين لهيئة مكافحة الفساد قبل تغيير اسمها إلى هيئة النزاهة ومكافحة الفساد: أحدهما مخصص للمواطنين من أصحاب الحس الوطني ممن يدخلونه ليساهموا في الإبلاغ عن شبهات فساد ، والباب الآخر خصص لكبار الفاسدين ، وأفاد رئيس الهيئة الأسبق أنه من المنتظر قريبا أن يدخل منه أحد رؤساء الوزراء السابقين ، إلا انه لم يدخل لانه عُين ( بعد أيام ) في منصب حساس جدا في مؤسسة مقابل مخابز رغدان ، لذا فإن مكافحة الفساد في بلادي تعد في غاية الصعوبة .

مكافحة الفساد في بلادي لا يشتد وقعها إلا على قارئ عدادات الكهرباء والماء أو المسؤول عن "بُكسْ " الهاتف الأرضي، ومن سولت له نفسه بقبول الرشوة ببضع دنانير ، وهذا كل ما يطبق من قانون " من أين لك هذا ؟! " الذي أطاح بواضعه رئيس الوزراء الذي فهم الرسالة خطأ عندما ظن بأنه مطلوب منه مكافحة الفساد على المطلق، ليجد أن خيوط الفساد في الأردن ( مشلبكة ) وعلى أعلى المستويات ، وستنتهي نهايات غير محمودة ، ولجهات لا يمكن الوصول اليها ، أو ملامستها .

مكافحة الفساد لا تتعدى كونها مضيعة للوقت ، وتعبئة لوقت الفراغ واشغال الناس والهائهم ، وتحويل انظارهم عن أمور أخرى ، وايهامهم بأنهم يخافون على البلد ، وأنهم لا يقبلون "الحال المايل" ، والبلد مش مزرعة ولا غابة .. وفي حقيقة الأمر الموضوع ليس أكثر من تنفيذ ( تمرين وهمي ) ، ينهك المؤدين ويثير الجلبة في المكان ، ويُحدث زوبعة، وفي النهاية لا يتحقق أي شيء سوى "فركة إذن " للفاسد، الذي يخرج عن الخط ، ويلقن درسا لتقويم اعوجاجه .. وكل ما نستفيده من مكافحة للفساد هو الكم الهائل من الغبرة والعجة التي يحدثونها في المكان ليس إلا ، لتعود الأمور إلى سابق عهدها فور أن يقرر القائد اصدار الأوامر ، ويقول كلمته السحرية : " قف ، للخلف در" .. ليعود كل شيء إلى ما كان عليه.

وبصراحة ، إن المواطن الأردني تعايش مع حالة تفشي الفساد في البلاد ، ومتعايش مع الفاسدين، الذي يرى جلهم عبر شاشات التلفزيون ، وهم يترأسون الجاهات ويتصدرون المجالس في دور العزاء .. يعرفهم ويدرك أن محاربتهم تحتاج إلى تتبع خيوط الفساد، التي قد تقودنا نهاياتها إلى مكان من الصعب إدانته ، لذا من الصعوبة تتبع بدايات أو نهايات الفساد، التي تعود إلى " ماسورة الخيط " نفسها.. الفساد والفاسدون في بلادي نائمون.. لعن الله من ايقظهم .. ويبقى ملخص مكافحتنا للفساد في بلادي لا يتعدى مفهوم عبارة : "مكانك سر ، وللخلف در".

Jaradat63@yahoo.com








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع