زاد الاردن الاخباري -
في الوقت الذي لم تتجاوز فيه نسبة المخزون المائي في سدود المملكة العشرة نحو 33 % من إجمالي سعتها التخزينية، اعتبر أمين عام سلطة وادي الأردن سعد أبو حمور، الموسم الشتوي الحالي "ممحلا" مائيا.
وتوقع أبو حمور في لقاء صحافي عقده أمس في مبنى الوزارة- سلطة وادي الأردن، أن تكون بدائل تنفيذ سيناريوهات لمواجهة الوضع الصيفي المترتب وفق معدل الأمطار الهاطلة التي لم تتجاوز 68 % من المعدل العام طويل الأمد البالغ 8.3 بليون متر مكعب، أمرا "صعبا".
وقال أبو حمور إن أمطار الموسم الشتوي الحالي التي خزنت حوالي 108.9 مليون متر مكعب في سدود المملكة العشرة، بما فيها سد الوحدة، من أصل إجمالي سعتها التخزينية البالغة 325 مليون متر مكعب، لم تكن موزعة جغرافيا بشكل يلبي الطموحات.
وبين أن رسم استراتيجيات جديدة لمواجهة هذا الوضع "الصعب" ليس بسيطا، لا سيما وأن حجم انخفاض المخزون المائي الحالي مقارنة بنظيره حتى الفترة ذاتها بلغ ما كميته 43.5 مليون متر مكعب، ما يحتم التأكيد على اتخاذ كافة الإجراءات لتجاوز هذا العجز.
وبحسب أرقام سلطة وادي الأردن، بلغ معدل انخفاض المخزون المائي الحالي في كافة السدود، ما نسبته 14 % عن الموسم المطري الماضي حتى الفترة ذاتها، حيث وصل حجم التخزين إلى نحو 47 % من إجمالي سعتها التخزينية.
وجدد أبو حمور خلال اللقاء الصحافي الذي حضره مديرو إدارة السدود، وإدارة الأغوار الجنوبية والشمالية، وإدارة الري، تأكيده منع الزراعات الصيفية بسبب ضعف الموسم المطري الحالي مقارنة بالأعوام القليلة الماضية.
وأوضح أن وقف الزراعات الصيفية يوفر ما كميته من 20 إلى 25 مليون متر مكعب من المياه، في الوقت الذي تعاني فيه سدود المملكة عجزا حجمه 43.5 مليون متر في مخزون السدود مقارنة بالموسم الماضي.
واعتبر الأمين العام أن تأمين المياه المستغلة من وقف الزراعات الصيفية لصالح أولوية العروة التشرينية التي تبدأ عادة في الأول من أيلول (سبتمبر) من كل عام، يدر دخلا رئيسيا للمواطن ويلبي متطلبات العروة التشرينية الداعمة للأشجار المثمرة مع بداية شهر تشرين الأول (اكتوبر).
وأكد أن السماح بالزراعات الصيفية يتطلب وجود مخزون مائي في السدود لا يقل عن 150 مليون متر مكعب، حتى تكفي متطلبات سقاية الأشجار والزراعات الصيفية الأخرى.
وتقنن السلطة ما يتراوح نسبته من 50 % إلى 60 % من مياه الري على المزارعين خلال السنوات القليلة الماضية، لا سيما وأنها تعمل وفق نظرية التزويد وليس الطلب.
وحول إجراءات الوزارة لتحسين الوضع المائي صيف العام الحالي، أضاف أبو حمور أن الوزارة- سلطة المياه أعلنت عن سعيها تأهيل مصادر مائية، وحفر آبار جديدة إن أمكن، ومشروع محطة تحلية الحسبان (مياه الحسبان، مياه المسوس) الذي يكتمل منتصف صيف العام الحالي.
إلى جانب تزويد العاصمة بمياه إضافية، ومن خلال توزيع المياه من محافظات مجاورة للعاصمة، مع توقعات بانتهاء تنفيذ العمل بمشروع جر مياه الديسي منتصف العام 2013.وبخصوص مشاريع السدود المستقبلية، لفت أبو حمور إلى استكمال الدراسات الفنية والمالية لمشروع سد كفرنجة بسعة تخزينية تبلغ 6 ملايين متر مكعب، موضحا أنه ستتم إحالة المشروع على الشركة الفائزة بعد إقرار الموازنة رسميا خلال الأيام القليلة المقبلة.
وزاد أن السلطة بصدد إجراء مستند التزام مالي بعد إقرار الموازنة، مؤكدا "نعمل على وضع مواصفات فنية دقيقة"، منوها إلى أن ذلك، أدى لانخفاض تكلفة إحالة المشروع من 25 مليون دينار إلى 20 مليونا، وبالتالي توفير مبلغ جيد على الخزينة.
وتعمل السلطة على تعلية سد الوالة (مغذٍّ للينابيع والأحواض الجوفية) الذي تعد دراساته شبه جاهزة، حيث تسعى السلطة لتوفير موازنة مالية مائية لدعم السد البالغة سعته التخزينية حاليا 8 ملايين متر مكعب، لتزداد إلى 25 مليونا.وقال أمين عام السلطة إن الفاقد المائي في منطقة الأغوار مرتفع جدا، عازيا ذلك إلى اعتداءات على مصادر مياه الري سواء قناة الملك عبدالله أو عبر الخطوط الري الناقلة الرئيسية او الفرعية، وقدم شبكات الري وحاجتها لإعادة التأهيل. وأكد سعي سلطته للحصول على تمويل مشاريع رأسمالية لرفع كفاءة تلك الشبكات وتقليل الفاقد الكبير فيها، مبينا أن الحملات التفتيشية التي أجرتها فرق السلطة على الاعتداءات خلال العام الماضي أسهمت بتخفيض الفاقد من حوالي 22 % إلى 13 %.
الغد