زاد الاردن الاخباري -
قال ناشطون وصحافيون محليون إن حالة التوتر في محافظة دير الزور تتفاقم بين قوات النظام السوري المدعومة من روسيا وميليشيا فاطميون المدعومة من إيران، على خلفية تقاسم النفوذ والاتاوات.
ويصر لواء فاطميون، وهو عبارة عن مجموعة من عناصر ميليشيات أفغان أنشأها الحرس الثوري الإيراني وحصلت على توجيهه ودعمه، على الحصول على حصة من الإيرادات التي تجنيها قوات النظام التابعة للرئيس السوري بشار الأسد عند نقطة تفتيش أقيمت عند مدخل الميادين.
وفي هذا الإطار، قال المدير التنفيذي لوكالة دير الزور 24 الإخبارية المحلية عمر أبو ليلى، إن الصراع قائم على السلع المنهوبة والأموال والمناصب الشكلية.
وتابع أن الحرس الثوري الإيراني لا يعتبر النظام السوري "إلا قطعة من قطع لعبة الشطرنج".
وأكد أن طهران تقبل بتواجد النظام السوري في المدينة فقط لإنجاز بعض الشؤون البيروقراطية ومعالجة معاملات المواطنين.
وأوضح أن الحرس الثوري يسمح بهذا التواجد الشكلي في المنطقة إذ أنه يدرك خطورة بقاء الحرس وميليشياته فقط في المنطقة، لا سيما في ما يتعلق "بروسيا التي تنتشر إيران في المنطقة على حسابها".
الاتاوات والسلطة على المحك
ومن جانبه، قال الناشط جميل العبد وهو من مدينة دير الزور، إن الاتاوات التي يفرضها ويجمعها النظام السوري عند إحدى نقاط التفتيش الأمنية في مدخل المدينة، هي في قلب الصراع القائم.
وقال "بسبب هذه الاتاوات، لا يستطيع عناصر الميليشيا فرض اتاوات أخرى على المدنيين والتجار الداخلين إلى المدينة".
وأشار العبد إلى أن "الاتاوات تشمل المدنيين والبضائع وسيارات النقل الجماعي وسيارات الأجرة التي تدخل [المدايين]، وهو أمر انعكس بطبيعة الحال على الأسعار داخل المدينة والتي ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة".
وأضاف أن الأزمة تزامنت مع شهر رمضان المبارك الذي يشهد عادة ارتفاعا بأسعار بعض المواد الاستهلاكية.
وتابع العبد أن "ميليشيا فاطميون باتت تسيطر بشكل تام على مدينة الميادين، حيث أصبح العديد من أحياء المدينة شبيها بشوارع طهران أو الضاحية الجنوبية [في لبنان]، من ناحية الأعلام والرايات الحزبية والدينية والصور التي ترفع لقادة الميليشيات التابعة للحرس بالإضافة إلى صور قادة الحرس".
وأضاف أن "قوات النظام تواجد عسكري شكلي داخل المدينة ولا سلطة فعلية لها ومسموح لها باستعمال الأسلحة الفردية والخفيفة فقط، وإن دخل عناصر الفرقة الرابعة أو غيرها فعليهم أن يدخلوها دون أسلحتهم".
وأشار إلى أن دور نظام الأسد في المدينة محصور ببعض المؤسسات الحكومية التي لا تزال شغالة.
وتابع العبد أن "بعض أحياء المدينة يمنع الدخول إليها إلا لعناصر ميليشيا فاطميون، والمنع هذا يشمل المدنيين وعناصر قوات النظام السوري على حد سواء".