زاد الاردن الاخباري -
عاد ذوو الموقوفين الأردنيين في السجون السعودية إلى الاعتصام مجددا أمام السفارة السعودية في عمان، للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم وأقاربهم احتجاجا على ما أسموه "عدم استجابة الحكومة والسلطات السعودية لمطالبهم" في اعتصامين سابقين.
ودعوا خلال اعتصامهم الثالث خلال أسبوعين، الحكومة السعي للإفراج عن أبنائهم الذين انتهت محكوميتهم في المعتقلات السعودية، واطلاع أهال آخرين على التهم المسندة إلى أبنائهم، حيث إن العديد منهم موقوفون في السجون من دون معرفة الأسباب.
وفي الوقت الذي أكد فيه المعتصمون لـ"الغد" أنهم طرقوا كافة الأبواب وخاطبوا مختلف الجهات الرسمية بشأن أبنائهم، إلا أنه لم تتم الاستجابة لمطالبهم وكان الرد بأن السلطات السعودية لا تستجيب لمطالب الجانب الأردني في قضية هؤلاء المعتقلين.
على أن المتحدث باسم وزارة الخارجية محمد الكايد أكد أن "الوزارة تتابع موضوع الموقوفين والمعتقلين والأسرى الأردنيين ليس فقط في السعودية بل في مختلف دول العالم من خلال قيام الدائرة القنصلية بمخاطبة الجهات المعنية فيها".
وأضاف أن "الوزارة تطلب من سفرائها في مختلف الدول مقابلة المسؤولين فيها لبحث قضايا المعتقلين وضمان تلقيهم معاملة إنسانية حسنة"، على أنه شدد في ذات الوقت أن "الخارجية لا تمتلك القدرة على إجبار الدولة بإخراج المعتقلين والرد على مطالبها رغما عنها".
وأوضح أن لكل دولة قوانينها التي تختلف عن الأخرى و"لا بد لنا أن نسير في هذا المسار الضيق لكن هذا لا يعني أن نتقاعس فنحن نبذل كل جهد مستطاع ونستخدم علاقاتنا الحسنة مع كل الدول".
وكان رئيس لجنة السجون والمعتقلات في المنظمة العربية لحقوق الإنسان المحامي عبدالكريم الشريدة أكد في تصريحات سابقة أن "هناك قصورا من وزارة الخارجية الأردنية" متسائلا عن ما أسماه "عدم اهتمام" الوزارة بمواطنين أردنيين مسجونين في السعودية منذ نحو 10 سنوات من دون محاكمة".
ورأى أن "الحكومة يجب أن تطرح موضوع الأسرى الأردنيين في كافة المحافل الدولية على مستوى وزراء ورؤساء وزارات".
ويبلغ عدد الموقوفين الأردنيين على خلفية قضايا سياسية 16 موقوفا، بحسب إحصائيات لجنة السجون والمعتقلات في المنظمة العربية، في وقت يبلغ فيه عدد المسجونين على خلفية قضايا جنائية 26 شخصا.
وقالت عائلة المعتقل محمود البزايعة لـ"الغد" إنه محتجز منذ "4 سنوات، فبعد أن أنهى دراسته في الجامعة الإسلامية حجز في سجن أبها، من دون صدور حكم أو تحويل للقضاء لغاية الآن"، مشيرة أن التهمة الموجهة إليه هي "اعتناق التكفير والتشجيع على الجهاد".
على أن عائلة مزهر البشتاوي المحجوز منذ 4 سنوات أيضا أوضحت أنه قدم للمحاكمة بتهمة "انضمامه إلى تنظيمات إسلامية" وحكمت المحكمة ببراءته منذ 4 شهور، إلا أنه لم يفرج عنه لغاية الآن.
بدوره، بين شقيق الموقوف نائل يحيى أن شقيقه كان يعمل ممرضا في مستشفى بالخبر وأنه موقوف منذ 7 سنوات.
وردد الأهالي، خلال الاعتصام، شعارات تضمنت "يا سفير يا سفير، اطلع شوف الجماهير"، "يا سفير يا سفير وين النخوة والضمير"، و"يا سفير وينك وينك.. انزلي تكرملي عينك"، في دعوة منهم للسفير السعودي في المملكة الخروج والالتقاء بهم والاستماع إلى مطالبهم ومحاولة إيجاد حل لقضية أبنائهم.
ويذكر أن القائم بأعمال السفارة السعودية الدكتور حمد الهاجري التقى في الاعتصام الأول الذي نفذه الأهالي وفدا من المعتصمين يمثل فردا من كل عائلة، بالإضافة الى رئيس لجنة السجون والمعتقلات في المنظمة العربية لحقوق الإنسان المحامي عبدالكريم الشريدة.
وقال الهاجري لـ"الغد" حينها إن السفارة ستنقل ما طالب به وفد المعتصمين إلى السلطات السعودية، وإن دورها ينتهي عند هذه النقطة فيما يتعلق بمطالب المعتصمين.