أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
القسام تنشر تصميما يظهر أسيرا إسرائيليا 7 آلاف شاحنة مساعدات تنتظر الدخول إلى غزة سيناتور أميركي: المشاركون بمنع المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدولي استشهاد فلسطينية وأطفالها الستة إثر قصف بمحيط مجمع الشفاء نتنياهو يوجه رئيسي الموساد والشاباك باستئناف المفاوضات مقررة أممية: الولايات المتحدة جزء لا يتجزأ مما يحدث في غزة الدفاع المدني بغزة: قوات الاحتلال تنسف المنازل المحيطة بمجمع الشفاء خطاب مشعل .. هل هي دعوة صريحة لتوسيع نطاق الفوضى؟ قتيل وجرحى بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان 700 ألف مصاب بأمراض معدية في قطاع غزة الاحتلال يرتكب مجزرة بقصف قوة شرطية بغزة الحكومة: محاولات للتحريض على الدولة ومعاهدة السلام سبيل للضغط على إسرائيل التنمية تضبط متسوّل بحوزته 6288 دينار 10 شهداء بقصف إسرائيلي بمحيط مجمع الشفاء 8 شهداء بينهم 5 أطفال بقصف إسرائيلي شرق مدينة غزة عائلات المحتجزين من الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية ينتقدون نتنياهو نتنياهو: الولايات المتحدة لا تمارس ضغوطا كافية على قطر الأردن ينفذ 8 إنزالات جوية على شمالي غزة بمشاركة 6 دول ارتفاع إجمالي الدين العام في الأردن إلى 41.18 مليار دينار حتى نهاية العام الماضي "طقس العرب" يحذر من موجات غبارية في مناطق بالأردن السبت
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث إلى المُتنمّرين .. هذه دار "وصفي"

إلى المُتنمّرين .. هذه دار "وصفي"

27-03-2020 10:58 PM

زاد الاردن الاخباري -

إنتصفت ساعة الصيف على دار "وصفي" ، والليل السائل على وجه المدينة ليس إلّا كُحل الباكيات في السماء ، ترى الغيمَ الأبيض يطوف كصوفيّ فوقها ، وكأنّه طبيبٌ لا يقوى على إنهاء مناوبته الليليّة وهو يسمع صدر المدينة يئِنّ ، ترى الأسوارَ تتقوّسُ على الأسوار ، كأمٍّ تتقوّسُ على أبناءها الصغار ، ترى القُرى تشدُّ سلاسل القُرى ، وكأن القُرى غدت قريةً واحدة ، ترى الشواخص الإرشاديّة على مداخل ومخارج المدينة جميعها إستدارت نحو بعض ، فأينما ولّيت وجهك فلن تُبصر إلّا "دار وصفي" ...

تأبّى أبجديّة الأردن أن تقول : "هناك" بل "هنا" أمّ الوطن و "عقال الراس" هنا "إربد".

ما زالت جبال "عمّان" ترفع قبعتها العسكريّة كلّما مرّ أسم "وصفي" من أثير مذياعٍ في مركبة ، أو كلّما مرَّ من صفحة كتابٍ للتربيّة الوطنيّة في إحدى مدارس (جبل عمّان) ، أو من بين دِلال القهوة في حديث الجدّات ، أو في ذاكرة جيلٍ يذكر جيداً كيف تنفّس الوطنُ يوماً من رئة "وصفي" ، وكيف كنّا نتلثّم "بشماغه" كلّما ضاقت حنجرة الوطن ، وكيف كانت "مفكرة جيبه" أنجع وصفةٍ لدواء عربيّ ، إذا ما لفحت الحُمى جبين الوطن . هي دار وصفي وعرار وكايد العبيدات وغيرهم من الأحرار الذين علّقوا صورهم على "حيطان الذاكرة" .

إلى كلّ المتنمّرين والساخرين والعابثين باللُحمة الوطنيّة أقول : في الوقت الذي كانت فيه أمّ الوطن "دار وصفي" تتأوّه تحت وطأة المرض ، وتسعلُ تحتَ حُمى الوجع ، كان هناك اللاف من أبناءها يضمّدون في المشافي أوجاع ابناءكم ، وجنداً من أبناءها لم يناموا كي تناموا ، وزنوداً نبشت بأظافر الصبر الحقول والمزارع كي تأكلوا ، وصفوة من المثقفين والمفكّرين كانوا لكم تنّور نورٍ ، فلا تجلدوا الوطن ، ولا تقدّوا قميص "يوسف" ، فاليوم "يوم المرحمة لا يوم الملحمة" ،

"إربد تحت سيطرة الجيش العربي" ، كانت تلك هي العبارة التي صدحت بها مُكبّرات الصوت لحظة دخول جيشنا الباسل إلى المدينة وقُراها ، وهي اللحظة ذاتها التي آمنتُ يقيناً حينها بأن "دار وصفي" بخير ، هذا الجيش الذي لم يقوَ على البقاء في ثكناته وهو يعلم أن خاصرة الوطن تئِنّ ، فطوّقها كما تطوّق قلائد الجُند أعناقهم ... في وطني فقط يصبح الجنّدي طبيباً ، ويصبح المقاتل مُسعفاً ، وتصبح عربة الجيش سيّارة إسعاف ، ويصبح لِثام العسكر كمامةً ، وتصبح بحّة أصواتهم "وصفةً طبيّةً".

اليوم ونحن في بيوتنا تخرقُ أرواحنا وقلوبنا "حظر التجوّل" ، وتمشي بلا كمّامات في شوارع "إربد" وألويتها ، وقُراها ، وجبالها ، وهضابها ، وسهولها ، وحقولها ، ودواوينها ومضافاتها ؛ متضرّعين للطيف الحكيم أن يرفع عنها وعن الوطن والأمّة والبشرية جمعاء البلاء والوباء وسيء الأسقام .

المحامي
حمزة عيسى الفقهاء









تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع