زاد الاردن الاخباري -
بات الاستحواذ في كرة القدم مجرد رقم قد لا يؤهل برشلونة لتحقيق أهدافه هذا الموسم ما لم يتم تطوير الفاعلية على مرمى الخصوم الذين أصبحوا على دراية بكيفية التعامل مع أسلوب البارسا، وذلك بالتحصن الدفاعي وإغلاق المساحات وانتظار اللحظات المناسبة لرد الفعل والتهديد والانقضاض الهجومي والتهديف بأقل اللمسات وأكثرها فاعلية.
بهذه الصورة، خسر البارسا أمام مضيفه فالنسيا بهدفين دون رد ضمن المرحلة الـ 21 من الدوري الإسباني على الرغم من عودته إلى نهج "تيكي تاكا" على يد المدرب الجديد كيكي سيتيين الذي خاض أول اختبار حقيقي منذ تسلمه مهامه التدريبية خلفاً لإيرنيستو فالفيردي المقال من منصبه لأسباب فنية.
وسقط برشلونة في النفق المظلم، وانقضت عليه «الخفافيش» بذكاء تكتيكي اعتمد على الضغط العالي في الدفاع والفاعلية الهجومية لحظة الاندفاع، واستغلال الفرص، واستثمار الأخطاء الكارثية لدفاع البارسا الأمر الذي منحهم انتصاراً ثميناً يعتبر الأول على ملعب ميستايا في الليغا منذ فبراير 2007.
بالأرقام... استحوذ على الكرة في المباراة بنسبة 74% ومرر لاعبوه 867 تمريرة مقابل 298 تمريرة فقط لفالنسيا الذي كان الأكثر إقناعاً والأخطر على المرمى وكاد يخرج بفوز أكبر لولا براعة الحارس مارك أندريه تير شتيغين في التصدي لركلة جزاء وأهداف محققة.
وعاش سيتيين لحظات عصيبة في مباراته الثالثة مع الفريق الكتالوني، ولم يكن راضياً عن الأداء خصوصاً أنه هاجم اللاعبين عقب اللقاء وحملهم مسؤولية الهزيمة، قائلاً لصحيفة «سبورت» الإسبانية: «اللاعبون لم يطبقوا تعليمات الجهاز الفني. وقعنا في أخطاء كثيرة. هناك بعض الأشياء التي لا يستوعبها اللاعبون بشكل جيد أو نحن لا نشرحها جيداً. ما رأيناه اليوم لم يعجبنا وهم لم يعجبهم أيضاً.
«فالنسيا أغلق المساحات ونحن كنا بحاجة إلى خلق المزيد من الفرص. قمنا ببعض التمريرات غير المنطقية ونحن لا نعمل من أجل ذلك».
وواصل كيكي نتائجه السلبية أمام فالنسيا خلال مسيرته التدريبية إذ لم يحقق الفوز عليه في آخر سبع مباريات ليتلقى الهزيمة الخامسة مقابل تعادلين.
وبعد انتهاء المباراة، تصاعدت أصوات التغريدات البرشلونية في «تويتر» تدعو إلى الصبر على المدرب الجديد الذي يخوض مباراته الثالثة فقط مع الفريق، مشددين على أنه تسلم المهمة في توقيت حرج يعاني فيه البارسا تراجع الحالة البدنية للاعبين، وغياب المهاجم الفذ لويس سواريز للإصابة، وعودة النادي لتكتيك لم يطبقوه منذ فترة طويلة الأمر الذي يجعل كيكي بحاجة إلى وقت أطول لتنفيذ أفكاره الفنية.
وفي المقابل، خرجت أصوات تدافع عن المدرب القديم فالفيردي وتشير إلى خطأ الإدارة في إقالته قبل نهاية الموسم خصوصا أنه كان متصدراً للدوري فيما تسبب كيكي في التنازل عن القمة لمصلحة الغريم التقليدي ريال مدريد بفارق ثلاث نقاط حال فوز الأخير على بلد الوليد في ختام المرحلة الـ 21.
وما يثير حفيظة جمهور برشلونة، أن الخطورة الكبرى التي تتشكل على مرمى خصومه لا تأتي إلا عن طريق نجمه ليونيل ميسي الذي يصفق وحيداً في وقت لا يقنع فيه الوافد الجديد أنتوان غريزمان في تحركاته ولمساته على الكرة الأمر الذي يفقد البلاوغرانا التأثير المباشر على المرمى خصوصا في ظل غياب سواريز بسبب الاصابة التي ستبعده نحو أربعة أشهر عن الملاعب.
أما في الشق الدفاعي، فبات جيرارد بيكيه وسامويل أومتيتي وسيرجي روبيرتو وجوردي آلبا يشكلون مصدر قلق دائم في الخط الخلفي بأخطاء واضحة في التغطية وهفوات فردية أسهمت في احتساب ركلات جزاء ونيران صديقة ولولا الإمكانات العالية لتير شتيغين لتسببوا في إخفاق أكبر لبرشلونة أمام فالنسيا.
فيما يلي أسباب سقوط برشلونة أمام فالنسيا:
1 - أخطاء دفاعية في التغطية وخصوصاً من بيكيه.
2 - عدم التأقلم مع أسلوب سيتيين.
3 - غياب المهاجم القادر على تعويض سواريز وحاجة الفريق لمجهود مضاعف من غريزمان.
4 - تراجع أداء لاعبي الوسط وانخفاض عطاء بوسكيتس بدنياً وفنياً.
5 - المساحات الشاغرة في المنطقة اليسرى جهة الظهير الأيسر آلبا.
6 - الاعتماد المفرط على ميسي ليكون عنصراً حاسماً حتى وإن لم يكن في يومه.
7 - تراجع الحالة البدنية للاعبين وفقدانهم التركيز في أوقات حرجة من المباراة.