مشهد من مسلسل درامي سوري بعنوان "أحمر" ؛ خليفة المشهد بقايا منازل وابنية من عدة طوابق مزقتها القذائف ، واصبحت هياكل من الأسمنت والقضبان الحديدية ، وهبات هواء دمشقي محمل في الغبار ما تبقى من الحي السوري المجهول الهوية والانتماء ، وشيء كبير كان أسمه سوريا .
الدراما السورية رجعت من جديد رغم الدمار الذي وقع في الوطن السوري بأيدي ابناءه ، وهم يبحثون عنه بين ثنايا زمن الربيع العربي المصفر ، وهناك طلب دائما أطلبه من طلابي برجاء أبوي ؛ ابنائي اياكم أن تكونوا قرابين الأصنام التي يطلق عليها مسمى وطن ، لأن هناك رهبان ورجال دين يعشقون هذه الاصنام بقدر ما تقدم لهم من منافع ذاتية ، وعندما تطلب منهم تلك الأصنام قرابين ؛ اول ما يلقون لها ابناء غيرهم من الشعب ، ويتركون ابنائهم ملائكة يدورون في فلك ارض الله الواسعة .
وهؤلاء الرهبان ورجال الدين هم سياسيون هذه الأوطان التي يديرون أمورها ، وهم يقومون بجمع هدايا الشعب لتلك الاصنام ، ويعيشون في نعيم جهل هذه الشعوب في العلاقة بين الراهب والصنم والقربان ، يبدو أنني شطحت بعيدا عن الدراما السورية والمشهد الذي وصفته في المقدمة من مسلسل عنوانه " أحمر" ، في شوارع سوريا المدمرة ، التي دمر بها الصنم وبقي الراهب وحبات من الفراولة وسال منها شيء باللون الأحمر .