أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
استطلاع: 53% من الأميركيين لديهم ثقة ضئيلة بنتنياهو. الحكومة تتعهد بتسهيل تدفق السواح الروس للأردن الملك والرئيس الفرنسي يبحثان هاتفيا التطورات الراهنة خبير: معرفة المقاومة بتحركات القوات الإسرائيلية مثيرة للتساؤلات. بن غفير: نتنياهو ينتهج سياسة خاطئة. اعتقالات بالجامعات الأميركية بسبب غزة وفاة خمسيني بحادث تدهور في الاغوار الشمالية لبيد: يجب على نتنياهو أن يستقيل حزب الله: نفذنا هجوما على مقر عين مرغليوت "الجمارك" : لا صحة لمنع دخول السيارات الكهربائية ذات البطارية الصلبة للأردن الأردن .. 3 شبان ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء البرنامج الأممي الإنمائي: بناء غزة من جديد سيتطلب 200 سنة كميات الوقود الواصلة إلى مستشفى في شمال قطاع غزة "قليلة جدا وتكفي لأيام" الولايات المتحدة و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن المحتجزين مقابل وقف طويل لإطلاق النار بغزة ليبرمان: الحكومة تطلب تأجيل بحث قانون التجنيد الحوثي: عملياتنا العسكرية مستمرة ونسعى لتوسيعها تدريبات في مستشفى إسرائيلي تحت الأرض على مواجهة حزب الله الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أية إصابات بالملاريا بدء أعمال مشروع تأهيل طريق جرش-المفرق السبت وفاة 5 بحارة في غرق مركب شرق تونس
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة عندما يُسرق الوطن

عندما يُسرق الوطن

24-10-2019 11:35 PM

ما بين صدور هويتي الشخصية لأول مرة. في الثامنة عشرة، وتجديد جواز سفري لأخر مرة. ثلاثون عاماً. فرق الشعور بينهما كبيرٌ جداً وشاسع.

قبل ثلاثين عاماً. كنت فرحاً بشيء ما خفي. كنت أسير وأفرح بقوة النشيد الوطني لبلدي. لم يكن هناك ما يخيفني، أو يُحبط شعور السعادة بداخلي. كنت مطمئن جداً على مستقبلي وحياتي القادمة. أذكر أنني بحثت عن قميص لي أبيض شفاف إرتديته ، لأضع بجيبه الأيسر القريب من القلب. هُويتي الشخصية لأفتخر بها. هي تحمل رقماً وطنياً، وكان هذا الرقم غاية الكثيرين للحصول عليه، ولو كلفهم عشرات الآلاف من الدنانير. صحيح أن صورتي بها لم تكن جميلة، وباللونيّن الأبيض والأسود، لكنني كنت فرحاً بشيء ما خفي أشعر به.

بعد ثلاثين عاماً أقف بطابور طويل في ذات المكان، الذي حصلت منه على هُويتي الشخصية لأول مرة، لتجديد جواز سفري من أجل الهجرة إلى أي بلد أجد به الأمان ولأطمئن على أبنائي من بعدي، بعد أن سرقه اللصوص، والأوغاد

أنا لست أنا قبل ثلاثين عاماً، والروح ليست هي الروح، ولا الجسد بقي كما هو. أراقب أحد اللصوص، لحظة بلحظة، وهو يقترب مني ليقوم بسرقة رسوم جواز سفري. كم هو مسكين هذا اللص وحظه السيء. هو لا يعلم أنني شديد الحرص على نقودي وأخبئها بجيبي الأمامي، وأضع يدي عليها لأشعر بأي حركة قد يقوم بها. هو لا يعلم كيف حصلت علىها. ولا يعلم كم أرقت من ماء وجهي لأستدينها، ويقرضني إياها جاري، وكم هي المرات التي سأختفي بها من أمامه، وأغير طريقي خوفاً من أن يُذكرني بها.

أكبر عار عليك أيها اللص أن تسرق فقير مِثلك، وأعتقد أن القاضي لن يرحمك حين يقبض عليك الشرطي، وأنت تقوم بسرقتني. سرقة الفقير لفقير مثله، هي من الظروف المشددة كقضايا السرقة التي تتم بالخلع والكسر وبالتهديد تحت السلاح. وسيتم النظر بقضيتك امام محكمة البداية، وربما ستحاكم بالسجن لمدة سنتين.

مساكين هم لصوص الوطن الصغار لا أحد يعبأ بهم، ويُقبض عليهم في البدايات، بينما لصوص الوطن الكبار. جميعنا نقبل أياديهم على سرقتنا، وأكل خبزنا، ونتسابق إليهم، ونستجديهم لإلتقاط الصور التذكارية بمعيتهم.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع