أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
البنتاغون تجري محادثات لتمويل مهمة حفظ سلام في غزة لبنان يعتزم تقديم شكوى لمجلس الأمن ضد إسرائيل. إصابة مدنييْن في ضربة إسرائيلية استهدفت ريف دمشق مذكرة إسرائيلية تطالب بعزل نتنياهو لعدم صلاحيته نتنياهو يطلب من المحكمة العليا شهرا إضافيا لإقرار قانون التجنيد الأردن وإيرلندا يؤكدان ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن غزة اللواء المعايطة يفتتح مركزي دفاع مدني شهداء البحر الميت والشونة الجنوبية ونقطة شرطة جسر الملك حسين الكابينيت يجتمع الخميس لمناقشة صفقة تبادل الأسرى. سرايا القدس: استهدفنا آلية عسكرية بقذيفة تاندوم في محيط مجمع الشفاء انتشال جثمان شهيد من مدينة حمد شمال خان يونس قصف متواصل للمناطق الجنوبية من مخيم الشاطئ. جيش الاحتلال يقتحم مخيم شعفاط شرقي القدس المحتلة وزارة الثقافة تحتفي بيوم المسرح العالمي "الفيفا" يؤهل وسام أبو علي للعب مع "الفدائي" .. والأخير يعّلق: فخور ويشرفني. الأمم المتحدة: الوضع في غزة قد يرقى لجريمة حرب الهلال الأحمر ينقل 3 شهداء من وادي غزة حكومة غزة: الاحتلال أعدم أكثر من 200 نازح بمجمع الشفاء مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة الصخر الزيتي بين الحقيقة وما يقال

الصخر الزيتي بين الحقيقة وما يقال

الصخر الزيتي بين الحقيقة وما يقال

19-10-2019 10:07 PM

زاد الاردن الاخباري -

كتب : المهندس انس تحسين العلوان - من المؤسف ان تنتقل ازمة الثقة بين المواطن والحكومة الى باقي قطاعات الدولة وباتجاه مقدرات الوطن، وان تحاول اغتيال ما تبقى من احلام ابناءه، ومن ذلك ان تطال الاستثمار الذي لطالما حلمنا برؤيته وحلمنا ان نتعلم كيف يصنع ويكون، وما ادخرنا جهدا في سبيل تحقيقه وانجازه.

منذ ان وعينا على الدنيا ونحن نسمع ان احداث اي نهضة في اي دولة تسعى للاعتماد على الذات وعمل تغيير حقيقي في بنيتها الاقتصادية، وان تتحول من دولة مستهلكة الى دولة منتجة، ومن نامية الى غنية ولو حتى على حساب الاخر، فإننا بحاجة الى الثقة اولاً بأنفسنا وبقدرتنا على البذل والعطاء قبل ان ننظر الى احتياجات بيئة الاستثمار وركائزها.

أطل علينا باليومين الماضيين احدهم بتسجيل مصور من داخل مشروع العطارات لتوليد الطاقة الكهربائية من الصخر الزيتي، التسجيل يظهر الحقيقة من ناحية المكان والاشخاص وقيمة الاستثمار، ويتحدث عن انجاز عظيم في قلب صحراء كانت خالية واليوم اصبح المشهد هناك يتحدث عن نفسه وعن كمية العطاء والجهد الذي لا يمكن وصفه.. وهذا ما اخبرتنا به الكاميرا، من ناحية اخرى فإن الصوت الذي سمعناه من خلاله قد جانب الحقيقة وانا أعي كل ما اقول ومسؤول عن كل حرف هنا، فقد تحدث الشخص عن عدد العاملين من جانب المستثمر الصيني وذكر رقماً كان بالامكان ان نستخدمه في بناء عدة محطات كهربائية من هذا النوع وليست واحدة كما ادعى، وتحدث ايضاً عن طريقة دخولهم الاردن وكأننا في العصر الجاهلي وان من يجلس هناك في المطار لا يحمل في قلبه الوطن، وان مشروع بهذا الحجم قد يغيب عن رقابة وزارة العمل، وابتعد اكثر عندما تحدث عن الرواتب الخيالية التي يتقاضونها هؤلاء العمال وعن الامتيازات التي تقدم لهم، وعن الفرص الذهبية الضائعة على ابناء الوطن، واخذ يستصرخ المسؤولين ورؤوساء الوزارات اين انتم من هذا الفساد، وكأن المشروع هو السبب الرئيسي في ارتفاع نسبة البطالة وضياع حق الوطن وابناؤه في العمل والتشغيل، ثم أسهب بالخداع والافتراء عندما صور مساكن العمال وكأنها الجنة التي يحلم بها ابناء الاردن جميعاً، واعتمد على الصوت اكثر من الصورة، وهي اقل ما يمكن توفيره في اي مشروع بهذا الحجم ليس في الاردن فقط، بل حتى في اكثر دول العالم التي تعاني من الفقر والضياع.

فوجئ الجميع بالانتشار الواسع للتسجيل والصدى الاكبر من المتوقع، وبدأ التشكيك ومعها الاتهامات التي اصبحت تلقى جزافاً بجميع الاتجاهات، الكل سمع احدهم يقول بان المشروع قد بيع للصين ولمدة 20 سنة، ومنهم من يتحدث عن العاملين هناك وكأنهم مستعمرين ولانصيب لابناء الوطن، وآخر بدأ يلقي بظروف معيشته الصعبة والتي يعاني منها جميع الاردنيين على المشروع، وبدأت الهجمة الشرسة دون ان يعي احداً الحقيقة.

الحقيقة يا سادة ان هذا المشروع هو اكبر استثمار في تاريخ المملكة الاردنية الهاشمية، ويتكون من ائتلاف ثلاث شركات من ثلاثة دول مختلفة، هي استونيا والصين وماليزيا، وبكلفة اجمالية بلغت حوالي 2.2 مليار دولار، وان من دفع هذه التكاليف من دراسة لواقع المشروع وبناء المحطة واستخراج الصخر الزيتي، هو ائتلاف هذه الشركات الثلاث على ان تشتري الحكومة ممثلة بشركة الكهرباء الوطنية الكهرباء المولدة بسعر 7.3 قروش للكيلو الواط الواحد عند التشغيل، بمعنى انه حتى الان لم تدفع الحكومة فلساً واحدا، وسيغطي انتاج المشروع حوالي 15% من احتياجات المملكة للطاقة، ولأن احدى الدول المستثمرة في المشروع هي الصين وهي صاحبة خبرة كبيرة في مجال بناء هذا النوع من المحطات ولا تتوفر الايدي العاملة لدينا للقيام بهكذا عمل لقلة الخبرة والمعرفة في هذا المجال، فقد عملت على استقطاب شركة صينية متخصصة دورها ينحصر فقط ببناء المحطة الكهربائية المولدة للطاقة وان هذا الدور ينتهي بإنشاء المحطة واخراجها الى حيز الوجود، اي في منتصف عام 2020, وبعد ذلك سوف تغادر الاردن هي وكوادرها جميعاً، وستتولى ادارة المحطة وتشغيلها كوادر اردنية مؤهلة ومدربة.

معظم وسائل الاعلام زارت المشروع هناك، واطلعت على الاعمال وصورت جميع اجزاءه، والتقت ايضاً بالقائمين عليه وتحدثت عن نسبة الانجاز والعمالة وعن المشروع بشكل حقيقي وبارقام مثبته عن مخزون الصخر الزيتي لدينا وعن فوائده على المملكة للمدى القصير والبعيد، وجميعها ايضاً مسجلة وموجودة لمن اراد ان يبحث عن الحقيقة.

من هناك دعوني اذكركم بأهم فوائد هذا المشروع ومدى تأثيره على الاردن، الاولى هي ثبات سعر الشراء للطاقة مهما تقلب سعر النفط عالمياً فلا حاجة له، الثانية ان الاردن ممثلة بالحكومة لن تضطر الى استنزاف عملتها الصعبة واخراجها لجيب الدول المنتجة والمصدرة للطاقة لانها سوف تشتري من السوق المحلي وبالدينار الاردني، وان نسبة الامان بانتاج الطاقة وتوليدها محلياً ستكون شبه اكيدة ولا تربطها اي علاقة بالخلافات السياسية والظروف الامنية المحيطة بنا خصوصاً ان لدينا احتياطي من الصخر الزيتي يقدر بحوالي 70 مليار طن، يكفينا لمدة اكثر من 1000 سنة ونحن اصحاب القرار السيادي عليه، عدا عن تشغيل العمالة الاردنية والمساهمة بتقليل جزء كبير من نسبة البطالة بين صفوف المهندسين والفنيين لمثل هذا المشروع وبمدة لا تقل عن 25 سنة.

كان من الاولى ان نحكم عقولنا لا قلوبنا في مثل هذا المشروع وان نبحث عن كيفية دعمه والمبادرة بافكار تطرح على الحكومة لجلب هكذا استثمار، لا ان نجلد انفسنا ونسمح للضبابيين ان يستغلو واقع ابناءنا وظروفنا المعيشية الصعبة باختلاق هكذا افتراءات واشاعات لا تمت للواقع بصلة، وان من اراد ان يبدأ البحث عن الاستثمار الحقيقي ان يبدأ من خلال الحكومة وكيفية تعاملها مع كل المستثمرين واصحاب رؤوس الاموال على ارض الممكلة الاردنية الهاشمية، وما يواجهونه من صعوبات اذكر بعضها هنا، الروتين والاجراءات الطويلة المريرة، كثرة التراخيص، الموافقات المتعددة، تعدد المرجعيات، تعليمات الاقامة، عدم ثبات التشريعات والانظمة، تغليب المصلحة الشخصية على مصلحة الوطن، الصراعات الداخلية داخل مؤسسات الدولة، كثرة الضرائب والرسوم، غياب التسهيلات وغيرها الكثير الكثير ولا اريد الاطالة.

لماذا لم تكن نظرتنا للمشروع نظرة ثاقبة ومنطقية مبنية على أسس علمية، ولماذا لم ننظر للمشرع على انه بديل لخط الغاز الاسرائيلي المسروق وانه احد طرق مواجهة الاستعمار والتطبيع مع العدو الصهيوني، لماذا لم ننظر له كبداية للاعتماد على الذات واستثمار لثرواتنا الطبيعية ولمصادر الطاقة البديلة التي اكرمنا بها الله في بلدنا، وانه خطوة في طريق استقلالنا بمجال الطاقة وان لا نكون تبعاً لاحد، فبدلاً لان نكون معه وان نبحث كيفية استثماره بالشكل الامثل بتنا ندافع عنه من الاتهامات والاشاعات التي تلقى عليه جزافاً لأسباب اما شخصية مبنية على المغالطات، او مدروسة مبنية على سياسات واجندات تسعى لبقاء هذا البلد مرهوناً للبنك الدولي واملاءاته.

رسالتنا لكل من يشكك بهذا المشروع سواء لمصلحة شخصية، او اخذه وسيلة للمعارضة واستخدامه بصورة استعراضية، نقول لهم "اذا لم تكن مع الوطن ومصالحه فلا تكن ضده" وتذكر قوله تعالى" ما يلفظ من قولٍ الا لديه رقيبٌ عتيد" . واننا في مشروع العطارات على استعدا تام لاستقبال جميع الصحفيين والاعلاميين كما كنا دائماً، واطلاعهم على كافة تفاصيل المشروع واعطاؤهم الفرصة بالسؤال عن كل ما يجول بخاطرهم من تساؤلات، وحتى اي شخص يبحث عن الحقيقة لوجود هذا المشروع والسماح لنفسه باخذ المعلومة الصحيحة من مصدرها الحقيقي فأهلاً وسهلاً في اي وقت.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع