أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
114 دعوى سُجلت لدى وحدة سلطة الأجور في وزارة العمل في الربع الأول من 2024 أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي البيت الأبيض : نريد إجابات من إسرائيل بشأن المقابر الجماعية في غزة تطبيق نظام إدارة الطاقة في قطاع المياه 350 مستوطنا اقتحموا الأقصى خلال الساعة الأولى من بدء الاقتحامات نصراوين: حلّ مجلس النواب قد يكون منتصف تموز المقبل استشهاد الصحفي محمد بسام الجمل بغارة شرق رفح مستوطنون يؤدون صلوات تلمودية بباحات الأقصى 8 شهداء بينهم طفلان بغارت الاحتلال على رفح المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية الأردن .. إحباط تهريب 700 ألف كبسولة مكملات غذائية مخزنة بظروف سيئة بلاها فراخ .. حملة لمقاطعة الدواجن بمصر مدعوون للتعيين في وزارة الصحة (أسماء) اليرموك تحدد موعد انتخابات اتحاد الطلبة طائرة إثيوبية تحمل شعار (تل أبيب) تهبط في مطار بيروت استقرار أسعار الذهب محلياً إصابتان إثر مشاجرة عنيفة بصويلح إدارة السير: تعطل مركبات بسبب ارتفاع الحرارة طبيب أردني: السجائر الإلكترونية تستهدف فئات عمرية صغيرة الأردن يسير 115 شاحنة مساعدات غذائية جديدة لغزة
البندقية العفرا

البندقية العفرا

24-09-2019 02:48 AM

بقلم : الإعلامي عيسى محارب العجارمة

الزمان : عام 2001م

المكان : جزيرة أوكوسي في تيمور الشرقية

المناسبة : إستعادة البندقية ( العفرا )

كان ذاك الحدث المرتبط بواقعة قيام العقيد الركن ياسين صالح العدوان " أبو رعد " قائد كتيبة حفظ السلام الدولية 4 jorbat في ذلك الوقت ، بإستعادة بندقية م16 تعود لكتيبة حفظ السلام 3 فقدت في أرض المهمة نتيجة إهمال ليس هذا مكان ذكره .

وكانت موجودة لقرابة فترة طويلة في الجانب الآخر من الحدود قبل وصولنا لأرض المهمة ، وصدرت الأوامر وبامر مباشر من عطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن محمد يوسف الملكاوي باستعادتها مهما كلف الأمر .

وكانت الايام تمضي سريعاً ، والعقيد العدوان لا يملك ترف الإنتظار لأننا الكتيبة الأخيرة هناك ، فأخذ الأمر على محمل الجد والاجتهاد وكان يتوجه بنفسه إلى الحدود مرات ومرات في بيئة خطرة ، ويستقصي عن ضياع البندقية لدى القبائل والعصابات المحلية هناك .

إلى أن أستطاع أن يقابل وبكل شجاعة وروح تعرضيه قائد الكتيبة الإندونيسية الذي يمسك الأرض على الجهة المقابلة وبعد مفاوضات شاقة وإجتماعات تنسيقية دورية متعددة معه ، عاد عصر أحد الأيام إلى مقر قيادة الكتيبة في إقليم ( أوكوسي ) على شاطئ المحيط الهادي وهو يحمل البندقية العفرا .

كنا نجلس مع رفاق السلاح بإستراحة ما بعد صلاة العصر ، على الشاطئ ذو الرمال الذهبية تحت أشجار جوز الهند في جلسة يومية لمدة ستة أشهر ، نسهب فيها بالحديث عن الوطن والأهل والغربة ، ليبدد ذاك الروتين اليومي الممل رغم روعة المكان الساحر مشهد نزول الجنرال العدوان من سيارته اللاندكروز وهو يلوح لنا على باب مقر قيادة الكتيبة بالبندقية المستعادة ، ورغم تعب المشوار الطويل برحلة عودته من الحدود الدولية مع الجانب الإندونيسي بمسافة تقدر ما بين الطفيلة وعمان تقريباً .

هرعنا جميعاً نحن ضباط وضباط صف وأفراد الكتيبة إلى ذاك القائد البطل ، بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وقمنا بتقبيل البندقية الطاهرة ، ونزل الأخوة الضباط من ناديهم واستراحتهم وشارك الجميع بإستقبال قائدنا البطل الذي إستعاد بندقيتنا التي تمثل شرفنا العسكري رغم أن ضياعها كان من مسؤولية أفراد الكتيبة التي سبقتنا .

بدوره أصدر قائد الكتيبة أمره بإحياء ليلة سمر تحت أشجار جوز الهند على شاطئ المحيط ، وتفنن قائد فصيلة الإتصالات وأفراده بإعداد حفل خاص إحتفاءا بهذه المناسبة السعيدة .

وتفنن قائد فصيلة الإتصالات وأفراده بإعداد مسرح الحفل من حيث الإضاءة ونظام الصوت حيث السماعات والميكروفونات ، ووضعنا الكراسي لإستقبال الضيوف الذين وجهت لهم الدعوات على عجل وهم قادة السرايا في الميدان ومعهم أعداد كبيرة من الضباط والجنود ، إضافة إلى قيادة القوة الدولية والكتيبة الأسترالية والشرطة الدولية ، وتم إعداد السماط (مائدة الطعام بالفصحى) الذي كان عبارة عن المناسف بالديك الرومي السمين والكاشو وكأننا بحفل عرس بدوي جميل في أرض الوطن .

كانت القصائد تتوالى بالفصحى واللون البدوي حيث ألقى الملازم أول الدكتور جهاد العجارمه قصيدة جميلة ، وقام قائد الفريق الطبي الدكتور بسام أبو حماد بالعزف على الجيثار ، والقيت أنا قصيدة بعنوان : البندقية العفرا ، وبعد التشاور مع المدعي العام النقيب القاضي العسكري مأمون المعايطة ، وركن القوى البشرية المقدم الركن دفاع جوي محمد العبادي ، وعدد من الأفراد والضباط لتكون مفاجأة كبيرة كهدية لعطوفة قائد الكتيبة البطل الذي سطر أروع ضروب البطولة والتضحية وهو يغامر بالذهاب منفرداً لقلب الأدغال الإندونيسية عدة مرات ، بما عرف عنه من روح تعرضية وشجاعة وأقدام فاق الوصف ، اثبته في هذه الواقعة ، التي نال على إثرها كتب الشكر والثناء من عطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة الباشا محمد يوسف الملكاوي ومديرية العمليات الحربية في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية الجيش العربي ، وتم النشر عن الموضوع في حينه بمجلة الأقصى العسكرية المتخصصة التي تصدرها شهرياً مديرية التوجيه المعنوي .

كان الحفل وليلة السمر قد بلغت ذروتها بالدحية والسامر البدوي ، حتى أن قادة القوة الدوليين الأجانب نزلوا للمشاركة ، وتعدى الأمر ذلك بعد أن شاركت بعض الضابطات الحسناوات بالسامر ، وبلغت المعنويات أوجها وعطوفة أبو رعد يعلم الأجانب تلك الرقصة البدوية الفلكلورية البديعة ليتمايلوا ويتمايلن جنباً إلى جنب مع شباب الكتيبة .

وكانت تلك لمسة إنسانية جميلة جدا عنا كعرب ومسلمين ، بنظر أولئك الرهط من القادة الدوليين ، إذ لم تمر فترة شهرين على الحادث الإرهابي المعروف بأحداث أيلول والذي تم فيه تدمير برجي التجارة العالمية في نيويورك ، وأستطاع من خلالها الجنرال العدوان مد جسور الثقة والتعاون معهم وبما يعكس الصورة الحقيقية عن العروبة والإسلام وينفي تهمة لصق الإرهاب بالإسلام .

نعم قمت بالامساك بناصية الميكرفون حينما قدمني عريف الحفل قائد المعسكر الرائد مروان الكاتب ، وقمت حينها بإلقاء القصيدة ، والتي كان من ابياتها على ما أذكر :

حي من خلف المحيط قد سكنا ، ودعني أقبل البندقية العفرا بيد إبن عدوان البطلا .

حيث قام قائد الكتيبة وصافحني مقبلا ، وطلب من مأمور قطعة السلاح إحضار البندقية العفرا فوراً ، وقمت بتقبيلها وأداء التحية العسكرية لها ، حيث قاطعني الحضور بعاصفة من التصفيق الحاد ، ونزلت الدموع على وجنات معظم مرتبات الكتيبة الحاضرون ضباط وضباط صف وأفراد .

وللحديث بقية .....





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع