زاد الاردن الاخباري -
كتب - الدكتور احمد الوكيل - رغم إصرار جماعة الإخوان المسلمين في الأردن على النأي بنفسها عن إضراب المعلمين يوم الخميس على الدوار الرابع في عمان، الا ان السيناريو والإخراج الرديء يطبع العمل الهليودي الرديء بطابع الجماعة الإسلامية البراغماتيه الأشد عطشا للكرسي ما استطاعت لذاك الأمر سبيلاً.
تداول نشطاء الإنترنت خبرا مقتضب مفاده أن أرصدة الجماعة الراديكالية تبلغ في البنوك المحلية ملايين كثيرة من الدنانير مجمدة، ولو أرادت الإسهام في حل مشاكل الناس والمعلمين لافرجت عن جزء منها لتحريك السوق.
ولا يمكن التصور بحال من الأحوال، أن الجماعة التي تغلغلت في المشهد السياسي لنقابة المعلمين، منذ تأسيسها قبل عشرة سنوات وأكثر، لم تكن لها اليد الطولى في قرار الإضراب وتوقيته ومكانه، فالاصرار على الدوار الرابع له ارتباط رمزي بساحة رابعة العدوية بمصر، وحادث فض الاعتصام بالقوة هناك، يخلق نمطا شبيه ومطلوب إسقاطه بالقوة أن تطلب الأمر على الحالة الأمنية بالأردن.
فالجماعة راهنت على وقوع إصابات بين المحتجين، نتيجة إطلاق قوات الأمن للغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين السلميين حسبما يصوروا أنفسهم للرأي العام المحلي والخارجي، ولكن دعوة مساعد نقيب المعلمين لاستمرار الاعتصام يوم الأحد يثبت أن الجماعة تريد أن تصل بالبلاد لحافة الهاوية.
منذ قرار إحالة احد كبار المسؤولين العسكريين على التقاعد، وما تلاه من أحداث العنف في الرمثا والتي تكللت بالإفراج عن المعتقلين لدى محكمة أمن الدولة، فقد سال لعاب الجماعة مجددا للتأثير في المشهد السياسي الداخلي بالأردن، وكان الإضراب اليوم هو الفرصة المناسبة للقول للسفارة الأمريكية وغيرها من المتابعين للوضع الداخلي في البلد، أن الإخوان المسلمين موجودين بالساحة بقوة وجاهزين لسرقة الثورات العربية أينما حلوا وارتحلوا.
يبدو أن مطبخ القرار قد اشتم رائحة التحرك الإخواني مبكراً، فسارع لترتيب العلاقات الثنائية مع قطر، ليكتفي الأخطبوط الإخواني بالعصيان المدني للمعلمين، ليلوي الذراع القطرية قبل منحها قبلة الحياة لحكومة الرابع على أقل التعابير حدة.
كان لقاء الملك مع السياسي المحنك دولة عبدالرؤوف الروابدة في بيته بنفس الوقت الذي تتسارع فيه الأحداث على الرابع يعطي مؤشرا قوياً على قرب رحيل فريق التازيم في الحكومة وخصوصا الثنائي المحافظ حماد والمعشر ولربما شهدت الأيام القليلة المقبلة تعديلا وزاريا يتضمن عودة الدكتور رائد العدوان لوزارة الداخلية.
في حل شبه توافقي بين الدوله وحركة الإخوان الراعي شبه الرسمي لإضراب المعلمين، والتي نجحت في إيصال رسالة قوية للخارج بأنه جاهز لاستلام دفة الحكم في البلاد العربية ما استطاعت لذاك الأمر سبيلاً، وأنها أقوى البدائل على الساحة السياسية في أي بلد تغضب عليها واشنطن، فهل نجحت عمان الرسمية بتفويت تلك الفرصة عليهم، وهذا هو الأصح فقديما قال البدوي من سلم بيومه سلم بسنته.