زاد الاردن الاخباري -
كتب - الدكتور أحمد الوكيل - برزت أصوات الحكمة مجددا في المشرق العربي الجديد، من خلال المكالمة الهاتفية التي جرت أمس، بين الأردن وقطر وعلى ارفع مستوى بين قادة القطرين الشقيقين.
فقطار الأحداث المتسارعة يجر العرب والمنطقة للمجهول، والدول العظمى تتحاور مع ايران وتركيا وإسرائيل، وتتناسى الكيان القومي العربي بالمطلق، ومن هنا تبرز أهمية كبيرة لمكالمة الأمس بين الملك عبدالله الثاني بن الحسين وشقيقه سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، أبرز حكماء المشرق العربي الجديد.
فالزعيمان الكبيران وبحكم ظروف سياسية ضاغطة على عنق الرحم، لأمة ارتضت الخنوع الانثوي للمشاريع الصهيونية التوسعية، سواء بفلسطين المحتلة أو الدفع بفزاعة الوطن البديل، وتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن، فبرز صوت فحول زعماء الأمة العربية ممثلاً بهاذين القائدين الهمامين، للتلويح بأوراق الضغط الكبيرة التي تمتلكها الأمة أن وجدت القادة المخلصين.
ما كان الأردن في يوم من الايام الا لأمته، ولم تستهويه سياسة الاستقطاب السياسي، والمحاور الضيقة الأفق السياسي، ودفع الكثير من استقراره التقليدي اقتصادياً واجتماعيا، خلال السنوات الأخيرة، لعدم رضوخه وتبعيته لسياسات ثبت فشلها قوميا وقطريا سواء بحروب اليمن وسوريا وليبيا والعراق، أو صفقة القرن والتبعية العمياء للمشروع الصهيوني.
أن الاستدارة الأردنية الهاشمية صوب الدوحة، هي حق للشعب الأردني للخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الطاحنة التي تحاك ببعض دول الخليج العربي ضد الأردن.
وما الحرب غير المعلنة على الاردن منذ عدة سنوات، الا نتاج الظن بأن إرادة الشعب الأردني تحكمها سياسة العصا والجزرة والرضوخ لمطالب الامريكان والصهاينة وازلامهم في المنطقة.
الأردن وقطر على طريق الحق العربي، وهما فرسا الرهان على تجديد خريطة الطريق للمصالح القومية العربية العليا، اما الرهان على تثوير الأوضاع في الاردن تمهيدا لقيام حرب أهلية وفوضى غير خلاقة بساحات عمان فهو رهان خاسر لأن اردن الحشد والرباط وقيادته الملهمة الحكيمة أكبر من كل المؤمرات اللئيمة والمغامرات السياسية الفاشلة، فالاردن لا تخيفه سياسة المنشار وسيقطع كل يد تحمله.