أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
نصراوين: حلّ مجلس النواب قد يكون منتصف تموز المقبل استشهاد الصحفي محمد بسام الجمل بغارة شرق رفح مستوطنون يؤدون صلوات تلمودية بباحات الأقصى 8 شهداء بينهم طفلان بغارت الاحتلال على رفح المومني: الأحزاب أصبح لها دور واضح في الحياة السياسية الأردنية الأردن .. إحباط تهريب 700 ألف كبسولة مكملات غذائية مخزنة بظروف سيئة بلاها فراخ .. حملة لمقاطعة الدواجن بمصر مدعوون للتعيين في وزارة الصحة (أسماء) اليرموك تحدد موعد انتخابات اتحاد الطلبة طائرة إثيوبية تحمل شعار (تل أبيب) تهبط في مطار بيروت استقرار أسعار الذهب محلياً إصابتان إثر مشاجرة عنيفة بصويلح إدارة السير: تعطل مركبات بسبب ارتفاع الحرارة طبيب أردني: السجائر الإلكترونية تستهدف فئات عمرية صغيرة الأردن يسير 115 شاحنة مساعدات غذائية جديدة لغزة أمن الدولة تُمهل متهمين 10 أيام لتسليم أنفسهم الخميس .. الأجواء الحارّة تصل ذروتها مع تزايد نسب الغبار أبو زيد: المقاومة أسقطت نظرية ساعة الصفر 49 % نسبة الخدمات الحكومية المرقمنة مصر: أي خرق إسرائيلي لمعاهدة السلام سيتم الرد عليه بشكل حاسم
الصفحة الرئيسية ملفات ساخنة العجارمة: الانحراف بالسلطة التشريعية

العجارمة: الانحراف بالسلطة التشريعية

العجارمة: الانحراف بالسلطة التشريعية

30-08-2019 01:03 AM

زاد الاردن الاخباري -

كتب رئيس ديوان التشريع والرأي السابق الدكتور نوفان العجارمة عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي:

الانحراف بالسلطة التشريعية....

تحت هذا العنوان كتب مقالا قبل اكثر من ( ٨ ) سنوات عندما عدل مجلس النواب في حينه قانوني التقاعد المدني و جوازات السفر وتم وضع نصوص خاصة تفصيلة تخدم السادة أعضاء مجلس النواب دون سواهم ..

وبمناسبة النقاش المحتدم حاليا بشأن نفس الفكرة حول تعديل قانون الضمان الاجتماعي من قبل السادة مجلس النواب ووضع نص خاص بالنسبة لاعضاء مجلس الأمة بشأن اشتراكهم بتأمينات الضمان الاجتماعي ( العجز و الشيخوخه ) ، فما زال المقال يحتفظ بقيمته ، لذلك أعيد نشره من باب تأصيل الفكرة و المحافظة على العرف التشريعي و كذلك تعميم الفائدة .

لذلك استوقفتني الممارسة الأخيرة لمجلس النواب، فيما يتعلق بقانون الضمان الاجتماعي ، و الذي اظهر المجلس بكل جلاء سعيه الحثيث إلى تحقيق بعض المكاسب المادية لأعضائه من خلال تمرير هذا القانون .

وموقف مجلس النواب يفتح الباب على مصراعيه للحديث عن مدى دستورية هذا القانون ، في حال تم إقراره ، فتضارب المصالح واضح في هذا الأمر، و مجلس النواب لم يراع مبدأ الحياد الوظيفي التشريعي، في تعاطيه مع هذا القانون ، الأمر الذي يجعل النصوص الواردة في هذا القانون و المتعلقة بمجلس النواب لا تتفق و أحكام الدستور، لان مجلس النواب الكريم- مع الاحترام- انحرف بسلطته التشريعية لتحقيق منافع خاصة، ولا يجوز للمشرع ان يشرع لنفسه و للأسباب التالية:

1. التشريع الذي يسن عن طريق البرلمان يتعين أن يستهدف المصلحة العامة، فإذا تغيا التشريع غير هذه المصلحة لكي يحقق مصلحة فردية أو مصلحة حزب من الأحزاب أو مجموعة من الأشخاص أو كان يستهدف الإضرار بفرد أو مجموعة أفراد بذواتهم أو فئة من الناس على غير ما تقتضيه المصلحة العامة، فإن التشريع في كل هذه الصور والحالات ينطوي على انحراف بالسلطة التشريعية ، ولا يخفى على احد بان التعديلات التي ادخلها مجلس النواب على قانون الضمان الاجتماعي تهدف إلى تحقيق مكاسب شخصية للسادة النواب، وهذا يخرج التشريع عن إطار المصلحة العامة الجامعة .

2. عيب الانحراف بالسلطة التشريعية يتحقق عندما يتمتع المشرع بالسلطة التقديرية، فامتلاك السلطة التقديرية هو الذي يضع أمام المشرع العديد من البدائل والوسائل والخيارات والمشرع في استعماله لسلطته التقديرية في اختيار وترجيح أي من هذه الوسائل والبدائل والخيارات يتعين عليه أن يتغيا المصلحة العامة دون سواها، فإن هو انحراف عنها وتغيا غيرها، لحقه عيب الانحراف في استعمال السلطة التشريعية، وسلطة المشرع (مجلس النواب) في تنظيم موضوع الاشتراك بالضمان الاجتماعي هي سلطة تقديرية وليست مقيدة، الأمر الذي يجعل هذا العيب (عيب الانحراف بالسلطة التشريعية) متحققا في هذه الحالة.

3. إذا كان عيب الانحراف في استعمال السلطة التشريعية متعلقا بالغاية من التشريع، فماذا كانت تستهدف تحقيق المصلحة العامة أم لا، فإن هذا العيب لا صلة له بالبواعث التي تدفع المشرع إلى سن تشريع معين في وقت معين أو عدم سنه، فتلك من الملاءمات المتروكة للمشرع والتي لا تخضع ولا يمكن أن تخضع للرقابة القضائية (دستورية أو غير دستورية) ، فهذا يتعلق بالجانب السياسي في الحكم وبأهداف الأحزاب أو التنظيمات السياسية وفلسفتها واتجاهاتها فقد يكون هذا الحزب في الحكم اليوم وله فلسفة معينه تدعوه إلى اتجاه تشريعي معين، مثل ذلك يدخل في باب المواءمات والملائمات التي لا تخضع لرقابة القضاء الدستوري.

4. من المبادئ الدستورية المسلمة، إنه إذا خول الدستور المشرع العادي سلطة تقديرية لتنظيم مسالة ما (حقا كانت أم واجبا) فيجب إلا ينحرف المشرع عن الغرض الذي قصد إليه الدستور وهو كفالة ممارسة هذه الأمور في حدودها الموضوعية، من ثم، إذا أصدر تشريعا يتعارض مع هذه المبادئ كان هذا التشريع باطلاً لما ينطوي عليه من انحراف في استعمال السلطة التشريعية، أن الهدف من قانون الضمان الاجتماعي هو توفير تامين للطبقة العاملة حتى يجد العامل او الموظف ما يكفيه عند تقاعده في سن متاخرة من العمر فلا يجوز ان تأخذ الدولة خير العامل في مقتبل العمر وتتركه نهبا للظروف في نهاية عمره لا يجد ما يسد رمقه او يكفيه على تدبر شؤون حياته ،فالنائب يمثل الأمة في الأعراف الدستورية العالمية وما ينبغي ان يكون موظفا او عاملا ( ليس لديه رب عمل ).. او يعامل على أساس ذلك .. في الضمان الاجتماعي او غيره ..!!

إن غاية التشريع تخضع لرقابة القضاء الدستوري( المحكمة الدستورية) فإذا انحرف المشرع عن هذه الغاية ( المصلحة الوطنية الجامعة ) إلى غايات أخرى بجانب هذه المصلحة(وهي المصلحة الخاصة للسادة النواب) فإن تصرفه ذلك يسمه بمسيم الانحراف بسلطة التشريع لغير ما وضعت له، ويجعل هذا القانون غير دستوري .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع