زاد الاردن الاخباري -
خاص - لارا أحمد - يمرّ المشهد السياسي الفلسطيني بحالة من التوتر الشديد، ترقباً لما ستسفر عنه التطورات المرتقبة سواء على الساحة المحلية أو الدولية، ففي حين تسعى بعض القيادات الإقليمية إلى بلورة صيغة توافقية لحل النزاع بين إسرائيل و فلسطين، تتحرك بعض القوى السياسية في الداخل الفلسطيني لتحقيق توازنات سياسية جديدة من شأنها أن تقوي الصف الداخلي الممزق.
نسلط الضوء في مقال اليوم على الصراع الخفي الذي يدور بالمطبخ السياسي الفلسطيني وأبرز محركيه.
دحلان طوق النجاة الأخير لحماس
بعد إثنى عشر عاماً تقريباً من ممارسة الحكم، تجد حركة حماس نفسها اليوم في أزمة خانقة، فالعزلة السياسية التي فُرضت عليها بعد انقضاضها على السلطة في غزة صيف العام 2007 أجبرتها على أن تولّي وجهها صوب حلفائها الإقليميين، ما جعل العديد من الأصوات تتعالى مشككة في مشروع الحركة الوطني وقدرتها على تطبيقه على أرض الواقع في ظل حالة الانقسام الشديد الذي يعيشها المشهد السياسي الفلسطيني.
قيادات حماس والتي تبحث منذ مدة عن العصفور النادر القادر على مساعدتها على تجاوز عزلتها السياسية المحلية، عثرت على ما يبدو على مرادها في شخص القيادي السابق في فتح السيد محمد دحلان المدعوم داخلياً وخارجياً من قوى دولية مختلفة.
مرحلة ما بعد عباس تشغل دحلان
لا يخفى على أحد أن تدهور حالة محمود عباس الصحية بين الفينة و الأخرى نظراً لتقدمه في السن و عجزه عن لمّ الشّمل لتحقيق توافق من شأنه تحسين الأوضاع على الأراضي الفلسطينية جعلت مطامع خلافته تسيطر على قيادات كثيرة داخل حركة فتح التي لم تعد قواعدها تساند أبو مازن كذي قبل خاصة بعد قراره الأخير بإنهاء خدمة جميع مستشاريه بغض النظر عن مسمياتهم ودرجاتهم، وإيقاف حقوقهم وامتيازاتهم.
حماس لم تبدي أي اهتمام بهذا المنصب رغم أن المادة 37 من القانون الأساسي الفلسطيني تنص أنه بحال شغور منصب رئاسة السلطة، بالاستقالة أو الوفاة، يتولى رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني هذا المنصب، و كما هو معلوم، فإن القيادي في حركة حماس عزيز الدويك هو الرئيس الحالي للمجلس التشريعي الفلسطيني، ما يفسر سر التقرب المفاجئ بين محمد دحلان والذراع اليمنى لإسماعيل هنية داخل حركة حماس محمد نصر الله، إذ أشارت تقارير عديدة أن لقاءً سرياً جمع كل من دحلان ومحمد نصر الله موفى شهر يوليو في إحدى الدول العربية تدارسا فيه سبل التعاون والتنسيق بين الشق الدحلاني وحركة حماس، فالرجل على ما يبدو مستعد لتمويل الحركة مقابل مساندته و دعمه لخلافة عباس.
علاقة "حماس" مع تيار دحلان هي في نهاية الأمر علاقة مصلحية نفعية، فلا يوجد أي نقاط اشتراك تذكر بينهما لا على المستوى الفكري ولا على المستوى السياسي، فكما يقال عدو عدوي صديقي.