كروز دخان اوقع البلد في فخ ؛ ومنذ ما يقارب العام والدولة الاردنية تباطح دخان السجائر ، والشعب الذي لا غنى له عن السيجارة " بفش غله " بالسيجارة .
كثيرة هي حكايات الدولة هذه الايام ، وهي حكايات تشابه الى حد كبير حكايات شهرازاد في الف ليلة وليلة ، ومنها ان الدولة اكتشفت ان ليل عمان ليس للشعب ؛ لأن الشعب يكفيه نهار الوطن يطارد فيه وراء رغيف الخبز كي ينهي يومه بنفس سيجارة او نفس ارجيلة ويخلد الى النوم مقهورا محسور.
ويبدو ان الصالونات السياسية الوطنية اخذت عطلة هذه الايام ، لانهم غادروا الوطن في رحلة صيف ، وعند عودتهم يفتحون ابواب صالوناتهم من جديد ، والدولة تبحث عن الذي اوقعها في الفج ؛ هل هو بحث الشعب عن لحظة مزاج ليلية ام رغيف خبز نهاري؟.
والمضحك هنا ان كتاب سياسي اردني مخضرم يفتتح بحضور كراسي الوطن جميعها كي يباع بسعر كروز دخان نخب اول او نصف سعر سيجارهم الفاخر ، ولأجل ذلك لا يعترضون عليه .
ايام زمان عندما كان الوطن دون كراسي ، وارضه مفروشة بالبسط والركوات المصنوعة من صوف الغنم ، ورجاله ونساءه يدخنون مما تزرع ايديهم من الدخان ، لم يكن للوطن كراسي بحاجة الى طبريزات " سكملات" كي توضع عليها فناجين القهوة واكواب العصير الطبيعي ، وكلما ضاقت قدم احدهم دفع بالطربيزة عن طريق ما يعيق راحة قدمه ، واذا كان الوطن كله كراسي فمن هم طربيزاته ؟.
حكاياتنا الاردنية غريبة ؛ كراسي وطن وكروز دخان وسيجار فاخر وكتاب ثمنه يعادل ثمن رطل لحم خروف بلدي مربى على كياس البلاستيك ، وبئر مخروم كلما وضعت به ماء سال الماء من أسفله ، وكراسي وطن عجز امهر النجارين عن اصلاح ما فعل بها دود الارض .
والى ان نتفق نحن والدولة على تحديد أهمية كروز الدخان لها او للشعب ، ومن هم طربيزان الوطن سنبقى نخض الماء لعل وعسى ان يأتي ساحر كي يستخرج منه الزبدة .