خاص - عيسى محارب العجارمه - يأتي افتتاح دورة كلية الأركان بعامها الستون من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، تتويجاً لستة حقب من العطاء الموصول، ليس لقادة وضباط جيشنا الأردني العظيم وحسب وإنما لكثير من القادة العسكريين في الدول العربية الشقيقة والصديقة.
كثير منا يغرق في زحمة الخبر اليومي عبر وسائل الإعلام المختلفة محلياً وعربيا ودولياً، ويتناسى أن الإعلام هو في أغلبه لا يقدم إلا مزيد من الفوضى الخلاقة للعرب والمسلمين اجمعين.
جاء افتتاح الدورة الجديدة ليثبت أن الدول العربية لا زالت متماسكة عسكرياً على الأقل، فالدورة تضم ضباطا من كل دول مجلس التعاون الخليجي ولبنان والعراق والسلطة الفلسطينية والجزائر والمغرب والسودان ومصر والباكستان، وبعض الدول الصديقة.
تحدث راعي الحفل العميد الركن محمد بني ياسين رئيس هيئة العمليات والتدريب مندوبا عن رئيس هيئة الأركان المشتركة، أمام الإعداد الغفيرة من المشاركين الأردنيين والعرب ناقلا لهم معايدة عطوفته بعيد الأضحى المبارك، وعن مدى أهمية العلم العسكري الحديث حسب أحدث النظريات والخطط العسكرية في العالم والتي يقدمها هذا المعهد العسكري الرفيع لضابط الركن.
تتوج مسيرة الدورة بما يسمى لعبة الحرب، بعدما يكون الضابط قد أنهى عاماً كاملاً مشاركا تاماً ومتفاعلا مع هيئة التوجيه ومعلمي الكلية باجتيازه لكافة المناهج الدراسية الاكاديمية العسكرية والحربية والاستراتيجية ليصل للاختبار النهائي بهذة اللعبة بمحاكاة لاشكال ميادين التدريب والطاولة الرملية.
ليتخرج بعد ذلك وهو قادر على أشغال الوظائف القيادية من مستوى قائد كتيبة فأعلى وادارة وظائف هيئات الركن بالوحدات والتشكيلات المقاتلة، فيحصل على درجة البكالوريوس بالعلم العسكري من الجناح العسكري بجامعة مؤتة.
يجب أن يفهم كل مواطن أردني وعربي أصول لعبة الحرب المعقدة في هذة المنطقة من العالم، كما يفهمها كل منتسب لدورة القيادة والأركان 60 المشتركة 24 التي افتتحت اليوم، وان الجيوش العربية متعاونة وموحدة رغم الضجيج الإعلامي المفرط للقوة ضد اي محاولة وحدوية وان كانت في حدها الأدنى من خلال التنسيق الأكاديمي العسكري انها لعبة الحرب والتي هي جزء من لعبة الأمم.