أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحالات الدستورية لمجلس النواب الحالي في ظل صدور الارادة الملكية بتحديد موعد الانتخابات النيابية الهيئة المستقلة للانتخاب: الأحزاب ستنضج أكثر حزب إرادة يثبت قوته في الإدارة المحلية بحصده 9 محافظات القناة الـ13 الإسرائيلية: سكرتير نتنياهو وزع وثيقة سرية لفرض حكومة عسكرية بغزة الاحتلال يقتحم مدينة يطا جنوبي الخليل. بن غفير يواجه هتافات استهجان من عائلات الأسرى بالقدس وفيات واصابات بحادث تدهور في وادي موسى العاصمة عمان .. (34) درجة الحرارة نهار الخميس لونين: كرة يامال لم تدخل المرمى مجلس حرب الاحتلال يناقش غدا أفكارا جديدة بشأن صفقة التبادل اميركا : لم نمنح الضوء الأخضر لعملية عسكرية برفح نهاية قاسية لأردني تعرف على فتاة عبر إنستغرام قانون التنمية الاجتماعية يدخل حيز التنفيذ. الجهاد الاسلامي : رفح لن تختلف عن خان يونس مسؤولون إسرائيليون: حملة تجفيف تمويل الأونروا فشلت الملك ينبه من خطورة التصعيد في المنطقة صحيفة : الأمم المتحدة رفضت التنسيق مع إسرائيل حول رفح التربية: العملية التعليمية تشهد تطورا بجميع المسارات إسرائيل تؤكد أنها قضت على نصف قادة حزب الله هجوم إسرائيلي على عالم مصري مشهور

قصة أنثى

29-01-2011 01:17 AM

زاد الاردن الاخباري -

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

إلى اسرة زاد الأردن، إلى الاصدقاء والصديقات الأعزاء، تحية طيبة وبعد ....
 

سبق وأن سردت قصتي في هذه الزاوية من هذا الموقع الجميل، وكنتم مشكورين جزيل الشكر قد عرضتم علي الكثير من الحلول والمؤازرة وبعضا من التعاطف والحنان، وبعضا من الانتقادات الحادة الممزوجة بالنصيحة الاخوية، وقد راى البعض منكم اني ابالغ في ردود افعالي ومشاعري التائهة الحزينة، وذلك بسبب مرور وقت طويل ربما على نهاية قصتي، او ربما لأسباب لا أجهلها البتة، ولكنها لا تتناسب مع مشاعري المتناثرة التي احاول جمعها وحصادها طوال سنين مضت، بحثت عن قصتي في الزاوية بعد غياب طويل عن تصفح هذا الموقع فلم اجدها، لا أستطيع سردها ثانية او في الحقيقة ليس هذا ما اصبو اليه، كانت بعنوان ((ماذا افعل كي اتخلص من كوابيسي)) على ما اذكر، لكنني سأذكر باختصار مشكلتي في تلك القصة التي لم تنتهي بعد.


 
مشكلتي هي ....

 
ذات يوم، لم ولن انساه ابدا، كنت كالزهرة المتفتحة في الربيع، استنشق جمال الكون وعطر الهواء، اكبر واكبر في الحقل بين المئات بل الالاف من الأزهار الاخرى، صلبة اشواكي، ندية ورقيقة اوراقي، جميل هو نسيم عطري المنتشر انذاك في المكان، كانت فراشات الحقل الجميلة ترقص على انغام طنين الصمت المصاحب لهبة ريح الصبح، تستهوي الوقوف لأخذ قسط من الراحة على أزهار الحقل، ولكني ابيت الا ان اقفل اوراقي في وجه الفراشات الجميلة، إلى ان جاء اليوم الذي لم اقوى فيه على إقفالها في وجه فراشة هي الاجمل بين الفراشات، اقتربت مني فذابت كل اشواكي وتبخرت، ومال غصني القوي فاعوج وتساقطت اوراقي، فأميرة الفراشات اختارتني لأكون عشيقها الأبدي، خليلها الوفي، مأواها الواقي من حر الصيف وبرد الشتاء، البئر الذي تشرب منه اذا عطشت، الفراش الذي تنام فيه اذا تعبت، البيت الذي تحلم في رؤية شرنقاتها تكبر فيه، الهدف الذي تسعى الى تحقيقه.

 
أصدقائي .... لن أطيل عليكم، او انني ساحاول ذلك.

 
تفاصيل كثيرة مرت لن اتطرق لها، ولكني سأتطرق الى نهايتها مع سرد مشكلتي القديمة الحديثة.

 
طارت فراشتي بلا عودة، وذلك منذ زمن بعيد، ففي عام 2002 انتهت قصتي الجميلة بطريقة لم أكن اتمناها، فقد حطت فراشتي بطريقة ما على زهرة غيري، ذابت احلامي كأشواكي وتبخرت، انطفأ النور فلم اعد ارى او اسمع شيئا، حتى طنين الصمت صار موحشا مؤلما، مشكلتي التي كنت قد ذكرتها هنا في ما مضى هي انني الى ذلك الوقت وانا احلم بتلك الفراشة بشكل يومي، الى ان اصبح ذلك الحلم كالكابوس يطاردني اينما ذهبت، فأصبحت اخاف من النوم ولا اطيقه، تغيرت ملامحي وتأثر شكلي من السهر والتعب وقلة النوم والتفكير والاستيقاظ بما لا اطيق من الرؤى، أحاول جاهدا لملمة مشاعري المتناثرة بلا جدوى، أقفلت على قلبي فلم يعد ينبض بالحب، اشعر بالكراهية تجاه نفسي، وذلك بسبب اني ولله الحمد ناجح في حياتي العلمية والعملية، ولكنني لم استطع الى الان التخلص من هذه المشكلة، لم اعد صغيرا كما مضى، قطار الحياة يمضي بي قدما الى الامام ولا ازال اجلس في المقعد الاخير، نصحني بعض القراء على ممارسة الرياضة ففعلت، على الكتابة فأبدعت، على تعلم الموسيقى فاشتهرت بين اصدقائي بسنباطي زماني في العزف على الة العود، على الصلاة قبل النوم والدعاء فزيادة أديت، على عدم التفكير بتلك الفراشة التي انا بالفعل لم اعد افكر بها ولم اكن عند سرد قصتي، والبعض تجاهلني وتجاهل مشاعري وألمي ففي اقسى العبارات نعتني، فلم يزدني مشكورا الا اصرارا على حل مشكلتي، وبعضهم بجانب نصائح مثل السفر وتغيير الجو وتعاطي حبوب المنوم والفيتامينات التي قد تعاطيتها بالفعل; نصحني بزيارة طبيب نفسي، وكان ذلك مؤلم جدا بالنسبة الي، لأنني كما ذكرت ولله الحمد ناجح جدا في حياتي، ورغم ذلك فقد فغلت!!

 
منطوي على نفسي لا أزال، أخاف النوم وأصحو مثل طفل يستنجد من هول ما راى، مع ان الاحلام لو ذكرت تفاصيلها لقلتم لي بأنها جميله، لكن احلاها علقم بالنسبة الي، وحش يستنزفني كل يوم، يهددني بالانقراض، انا بالفعل حزين جدا، وأكثر ما يحزنني هو والدتي التي تود ان تراني عريسا سعيدا وفيا والدا رب اسرة كباقي الامهات لأولادها، ولكنني خائف تائه حيران، لأنني اراه من الظلم الشديد ان افعل ذلك مع فراشة أخرى، ولا تزال الفراشة الاولى تأبى الا ان تمزقني وتكسر اضلعي، اصحو كل يوم كأنني لا ازال اعيش في عام 2002، الى ان افيق من هول ما رأيت لأستكمل يومي، واعيد و اكرر بأنني بالفعل لا افكر بها اطلاقا ولا تأتي الى مخيلتي اثناء ممارسة حياتي اليومية، والمشكلة انني منذ سرد قصتي هنا وأنا اعيش لوحدي في غربتي في احدى الدول المجاورة، وها انا ذا لا ازال اعاني وكأنني اكتب القصة للمرة الاولى.

 
أصدقائي .... ماذا أفعل؟ لقد قمت بفعل كل ما طلبتم مني فعله، اخذت كل نصائحكم على محمل الجد ففعلتها وأديتها على اتم وافضل وجه، انقلب السحر على الساحر اصدقائي، فأنا الذي يلجؤ اليه معظم الأصدقاء لكي يشكون الي مصائبهم ومشاكلهم لأنهم يرون بأنني على قدر من الاحترام والبلاغة والتفكير والنجاح فيلجؤون الي، أحيانا اود لو اقول لهم لا تعودوا ثانية فأنا اتفه مما تظنون بي، فأنا لا انكر ابدا بأن مشكلتي هذه قد أضعفت من عزيمتي وثقتي بنفسي، مدير في عملي; طالب للعون في مضجعي، ساهر لا أنام والناس نيام، مشتاق لأخذ قسط من الراحة في النوم دون كوابيس تجعلني استصرخ وا اسفاه على ايام مضت، وا اسفاه على عمر يفنى وشباب ينقضي بالهم والغم.

 
أصدقائي .... أرجوكم .... ماذا افعل؟ هل ثمة فئة منكم تشعر بما اشعر به؟ هل هناك من يسمع اهاتي؟ فأنا اصرخ الان بالفعل! أنا ضعيف جدا الان فاعذروني، لقد قاربت الساعة على الثالثة صباحا وليس بالأمر الجديد علي، لا أنام اكثر من ثلاث الى اربع ساعات في اليوم، واذا عطفت علي فراشتي فسأصل الى خمس ساعات من النوم الى ان تزورني لا مرحبا بها، اعيش حياتين الان، ففي التهار اعيش في نفس الزمان والمكان الذين اكون فيهما، وفي الليل ومع طلوع الشمس اعود للحياة والعيش في عام 2002 مجددا.

 
أصدقائي .... أتوسل اليكم .... انا تائه بما تحمله العبارة من اسى، ساعدوني ارجوكم، من منكم لم يعشق من قبل؟ أكلنا سواء؟ من منكم لم تخنه الحياة وتصفعه فاذا به كطائر مقصوص الجناحين تلاحقه مخالب قطة!! هل أنا فريد من نوعي؟ اشك في ذلك، فأنا اسمع عن قصص شبيهة لقصتي مع جهلي بما يأتي انفا للأشخاص المنكوبين، هل أبالغ في مشاعري وعواطفي؟ اشك في ذلك ايضا فحياتي العملية تملي علي بعض القسوة كي انجح فيها وأنا ناجح بالفعل، اذا ما هي مشكلتي؟ بالله عليكم ان تجيبوني فقد يئست من حياة لا راحة فيها، من منكم لا يحب ان ينام في الظهيرة اذا اتيحت له الفرصة؟ كل الفرص متاحة لي لفعل ذلك ولكني لا استطيع، فلولا ان الليل يجب ان ننام فيه من أجل اتمام اعمالنا الصباحية لما فعلت.

 
أصدقائي .... اعتذر منكم فأنا الان على موعد مع فراشتي فيجب علي الانصراف، الموعد الذي اتمنى ان يكون مثل الكثير من المواعيد التي يعتذر احد الطرفين عن حضورها، الموعد الذي ارقني منذ زمن بعيد، موعد لا اهلا ولا سهلا به، فاعذروني مع يقيني بأنكم لن تنسوني من نصائحكم واقتراحاتكم الجميلة، القاسية منها والحنونة، كل اقتراحاتكم مرحب بها فهي ونيسي في غربتي، وصديقي في ضيقي، ونوري في ظلمتي، فشكرا كل الشكر لكم.


 
والسلام

 





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع