فاطمة الظاهر - أثارت إحدى حلقات محطة تلفزيونية ، استياء المدربين في التنمية البشرية وأصحاب مؤسسات الموارد البشرية والمختصين بهذا العلم حيث حملت تلك الحلقة عنوان "التنمية البشرية" بشكل ساخر، انتقد فيها مقدّم البرنامج مصطلح "التنمية البشرية"، والكثير من التصرفات التي يقوم بها من يعمل في "التنمية البشرية"، ويقارن بينها وبين العاملين في "الموارد البشرية" بشَكل أثارَ كل من يعمل في هذا المجال .
حيث انتقد المختصون بهذا المجال الكلمات والمصطلحات التي استخدمها مقدم البرنامج بشكل مبتذل ، جميعهم انتقدوا الأسلوب الساخر في التعبير عن رأيه الخاص لكرهه فئة مدربي الموارد والتنمية البشرية مما أثار غضبهم الشديد ، وأشاروا إلى أن هناك مواضيع أخرى في المجتمع تستحق السخرية غير هذا الموضوع الذي يخص طبقة متعلمة من فئات المجتمع ولها هدف سامٍ في تأدية رسالتها . وشددوا جميعا على أهمية أن يقوم مقدم البرامج الحقيقي بإتباع أسلوب هادف ونقي بالانتقاد قائم على مبدأ الاحترام في التعبير..
إن الإعلام الهادف يحرص دائما أثناء قيامه بعمله على صيانة أعراف المجتمع وثقافته ويحرص على تقديم مواده بأسلوب مهني حيادي، بعيداً عن الانحياز، ولكن للأسف في الوقت الحالي صارت الحرية التي تستند إليها بعض المؤسسات الإعلامية يُساء فهمها، ويتم استغلالها لجذب المشاهدين وزيادة عدد المتابعين، ضاربين بحدود المجتمع وقيمه عرض الحائط، بل وصلت إلى درجة انه حتى الخبر أو الحلقة المراد نشرها صارت تُصبغ بصبغات سخيفة وأحيانا لا أخلاقية جميعها أساليب غير مهنية لا شيء منها يهدف إلى توعية المجتمع بقدر كسب انتباهه لا أكثر.
فبعضهم لا يتبع أساليب النقد الصحيح والبناء الذي يُقوِّم من أداء المؤسسة المؤسف في الأمر والحقيقة المرة هي إن هذه الجهات الإعلامية تلقى تشجيعاً من الأطراف المستفيدة في حال نقد فئة معينة أو عدم احترامها.
يبقى الإعلام الهادف هو ما تنشده المجتمعات المتطلعة نحو الاستقرار والتطور، لكن للأسف بعض البرامج لها مردود سيء مشوِّه لصورة الإعلام الحقيقي الذي نتطلع إليه في أسلوب النقد والتعبير الذي يظن البعض أنه كوميدي ومضحك .
أساليب عرض هذه البرامج بطريقة الاستهزاء لا يغير من الواقع شيئا فمزج السخرية بالأمور الجادة لا يعتبر عرضا إعلاميا حقيقيا ، ليتحول العمل الإعلامي للتهريج..
لا بد من مراجعة بسيطة لسياسة تلك البرامج وجعلها حيادية في الطرح والآراء ليجعلنا نخرج بنتائج إيجابية لمستقبل جيل يتقبل الرأي الآخر دون المساس بجوهره وتشويه سمعته، وكل ذلك يقع على عاتق الإعلاميين المتصدرين للبرامج المعروضة في وسائل الإعلام ..