باحثون عن الزواج يشترطون بزوجة المستقبل "موظفة قطاع عام مصنفة" وفتيات يسعين لوظيفة حكومية يسرع زواجهنّ

زاد الاردن الاخباري -

 فتحت هند- المعلمة في مدرسة حكومية -عينيها على اتساعهما ولم تعلق بشيء,فقد الجمت الدهشة لسانها بعد أن همست في أذنها زميلتها ,تعرض عليها الزواج من شاب موظف، ولكنه يشترط ان «تكون مصنفة وليست على النظام الإضافي».

 هالها أن يصبح شرط الشباب في الزواج من فتاة ان تكون موظفة مصنفة، وتعمل في القطاع العام، وان كثيرا من العاملات في القطاع الخاص لسن مفضلات للزواج، ولذلك فان عملهن لم يعد ترفاً وإنما حاجة ملحة في ظل الوضع الاقتصادي الذي يعاني من المجتمع.

 الشباب يحرصون ان تكون زوجة المستقبل عاملة، بوظيفة دائمة كي لا تفقد هذه الوظيفة لأي اعتبار كان، ولذلك فان الفتاة التي تعمل في وزارة أو مؤسسة حكومية، أفضل من غيرها، لأنها تضمن ان لا تفقدها سواء لاعتبارات إعادة الهيكلة أو للإفلاس أو لأي سبب غير عادي.

 العامل الاقتصادي يلعب دورا كبيرا في إحجام الشباب الذين ليس لديهم القدرة المادية عن الزواج نظرا لتكاليفه العالية» وفق أستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية الدكتور سري ناصر. الذي حذر من ان ذلك قد يؤدي الى «كبت عاطفي ربما يؤدي الى الجنوح وممارسات غير شرعية أو شاذة وظهور أمراض واختلالات في بنية المجتمع».

 ويعزف الشباب عن الزواج لاعتبارات اقتصادية بحتة، في ظل ارتفاع معدلات البطالة التي بلغت وفقاً للأرقام الرسمية14,3%، بينما تقدرها مصادر أخرى بأعلى من ذلك.
 ويعتقد الشباب بان غلاء المهور( تكاليف الزواج) والبطالة، وتدني الرواتب، يدفهعم الى العزوف عن الزواج، فيما يذهب البعض للبحث عن فتاة موظفة، كي تعينه على نفقات المعيشة.

 ويرى احمد حسين 33 عاماً، عازب، انه يبحث عن زوجة موظفة، على ان يكون دخلها الشهري لا يقل عن 250 ديناراً، ولا يشترط ان تكون في القطاع العام او الخاص، لكنه يفضل الوظيفة الدائمة.

 أما سلطان عبد الرحمن، موظف في احد البنوك، يسعى للزواج من فتاة مقتدرة مادياً، سواء كانت موظفة أم غير ذلك، وقد استعان بشقيقته ان تبحث له عن فتاة موظفة وبراتب جيد.

 ويقدر متوسط الدخل الشهري للفرد 200 ديناراً شهريا، في حين ان مستوى خط الفقر المدقع حسب تقديرات غير رسمية يصل الى (500) دينار.
 وتقول حنان إسماعيل، سكرتيرة وراتبها لا يتجاوز 150 دينارا، انها راغبة في الزواج، غير ان ثمة عزوف من الشباب لأنهم يفضلون المدرسة، او التي تعمل في الحكومة ، لان راتبها مضمون، حسب تعبيرها.

 ويرى الباحث في جمعية العفاف مفيد سرحان ان هناك نحو 96 ألف فتاة في الاردن تجاوزن سن 30 عاما ولم يسبق لهن الزواج واصفا هذا الوضع بانه «ظاهرة مقلقة».

 وبحسب دراسة أجرتها الجمعية شملت من تجاوز سن 15 عاما كان هناك اكثر من 1,5 مليون شخص غير متزوج في المملكة حتى نهاية عام 2007 بينهم نحو 800 ألف من الذكور وقرابة 740 ألفا من الإناث.

 وينص قانون الأحوال الشخصية الأردني على ان سن الزواج هو 18 عاما مع إعطاء القاضي الحق في تزويج من أتمت 15 عاما من عمرها إذا رأى ان في زواجها مصلحة لها وكذلك الحال بالنسبة للزوج.

 ويعلق احد الآباء الذي يسعى لوظيفة حكومية لابنته، بان عملها يساعد في تسريع زواجها، كما يكون حماية لها ان فاتها قطار الزواج، مؤيداً عمل المراة لمساعدة الزوج على أعباء الحياة، نظراً للظروف الاقتصادية.