لقد فوجئنا كما فوجيء كل من شاهد فيديو تسلق شجرة الميلاد في ليلة رأس السنة بما نشرتموه من حجم فرح غير منظم وبطريقة عرجاء غير مسبوقة كما كان قصدكم البريء!!!
كان مشهدا مخزيا يندى له الجبين ، وإن كان قصدكم هو إشاعة الفرح في قلوب صبية مراهقين من أبناء وطننا البسطاء إلا أن بوصلتكم أخطأت جدا في وجهتها ، فجاءت الصورة مؤذية مشوهة جعلت كل من رآها يستاء جدا لأنه ما عبر سوى عن غوغائية شعب لم يضبط انفعالاته وانساق بتهور وراء إيحاءات وإشارة مقصودة أو غير مقصودة من إدارة لمول يحمل اسما عريقا ويحافظ على مسموعاته ومصداقيته ، لكننا كمن يضحك على ذاته اجبرنا ادمغتنا رغما عنها على تقبلها لنجد عذرا ولو أنه جاء واهيا وركيكا لما حدث ونقول للعالم لا تظلموا أبناءنا وصبيتنا فنحن أبناء نشامى لم نعتد الأذية ولا التخريب لأي ممتلك أو مظهر حضاري في وطننا ونرفض بقوة كل من يحاول ذلك ، وأن ما حدث هو دخيل على مجتمعاتنا وثقافتنا وموروثنا الذي به نعتز ونفتخر ونشمخ ، لكنكم أجدتم تشويه كل ذلك بقراركم المزعوم أو الفعلي لا نعلم وهنا لا أوحه اتهامات بقدر ما أعتب على مسؤولين في مدينة أردنية عتيدة لم تعودنا على مدى تاريخها العريق إلا بتخريج القيادات والأدمغة والعقول الراقية الذين سطروا على صفحة الوطن اجمل وأنبل صور المواطنة الصالحة المنتمية والرافضة لكل محاولات الإنتقاص من هيبته وعزته والإساءة له على مرأى من العالم الذي لن يفهم ما حصل أنه عمل بريء وعادي بقدر ما هو ترسيخ لصورة لم تلق ابدا ببوابة الوطن ومعبر الرجال وثاني مدن البلاد في أهميتها وتفردها ،
كان أولى بكم أن تجردوا الشجرة بطريقة حضارية وراقية وتقوموا بتوزيعها على الأطفال تلك الهدايا الثمينة التي وضعتموها كما أعلنتم على الشجرة لتفرحوا بها من هم بحاجة حقيقية لها إن كان ذلك هو قصدكم ، صدقوني لم يغضب أحدا من المسيحيين لأن ما عبث به هو مظهرا يخصهم ويخص مناسباتهم فهم لا يلتفتون لمثل هذه الأحداث الصبيانية العفوية بل ما آذاهم هو إساءة المشهد الذي رآه العالم والذي لن يعزز سوى الصورة المشوهة لصورة الأردن وفي توقيت لم نكن بحاجة لمثل ذلك أن يحدث ، فالوطن محاصر بأجندة تأتي من صميمه ومن محيطه لكنه صامد وسيقوى على كل ذلك برفض المخلصين من أبناءه الذين لن يسمحوا بتمريرها وستصطدم دوما تلك المهاترات بصلابة إرادتهم وسيسلم الوطن ،
حمى الله الاردن وإربد وعمان والكرك وكل مدنه وبواديه وأريافه من عبث العابثين وأبقى لنا عزة نفوسنا ورقي منبتنا الأصيل .