شغفي بتربية الحيوانات الاليفة ساقني للتوجه لاحدى المتاجر لالقي نظرة عليهم، واذ يميل قلبي لطائر الكناري الذي جذبتني نحوه براءته وصوته العذب ولونه الأصفر كشعاع الشمس النقية وبالفعل عزمت على شرائه وتسالت لمى سُمّي بالكناري اجابني البائع كناية الى جزر الكناري.
ومن المحتم فان الطائر سيعيش معي داخل المنزل وليس في جزيرته وموطنه الاصلي فجلبت له القفص والطعام ووضعت له الماء كي يعيش.
ولم يدر لي ان هذا الطائر بحاجة الى رفيق فكنت استعين احيانا بتسجيلات لاصوات العصافير كي لايشعر بانه فقد اجمل مالديه "صوته" وكان ينتفخ فرحا ويلتفت يمينا وشمالا لمعرفة اصول الصوت لكنه مالبث ان ينتهي التسجيل يعود على متكأه ساكتا حزيناً.
وحضر بذهني ماذا لو اطلقت له العنان واخرجته من قفصه؟
الا انني شعرت بخوفه من الطيران و فقد ابسط حقوقه المسلوبة في عيش كريم لكائن وجد ليطير في فضاء حر.
ودار في ذهني حينها هل سينجو من قسوة البرد والظلام ان تركته حرا طليقا؟ ام انني ارحمه بذلك القفص الصغير؟.
وبعد ايام ادركت اني ضيقت عليه الخناق كثيرا فعملت على إسدال الستار والابواب داخل المنزل وتركت له الباب مشرعا مفتوحا فطار قليلا وعاد ليقف على اعلى قفصه ولم يحرك ساكنا واتنظر وكانه يقول لي ارجعيني اليه فهو مكاني الآمن !.
ادركت حينها بانه لم يذق طعم الحرية لانه لم يعش بسجية الطبيعة فكان طائر لايجيد الطيران ولا التغريد.
فأيقنت تماما بان الحرية هي التي تمنحه جماله الطبيعي ليغرد باجمل الالحان ويوازن الكون بوجوده.
فالكائنات جميعاً وجدت لتوازن الطبيعة وان صغيرها له قيمة الكبير، الا اننا نعيش انسانيتنا ونشبع رغباتنا ونطمس بها هوية وتميز الاخرين، دون قياس الأثر الذي يرمه به هذا الجموح والرغبة بالعيش بحرية في نفوسهم تلك الكائنات الجميلة.