أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
يديعوت : ضباط كبار بالجيش يعتزمون الاستقالة الاحتلال يطلق قنابل دخانية على بيت لاهيا لازاريني: منع مفوض الأونروا من دخول قطاع غزة أمر غير مسبوق الاتحاد الأوروبي يحض المانحين على تمويل أونروا بعد إجراء مراجعة سرايا القدس تعلن استهداف مقر لقوات الاحتلال أنس العوضات يجري جراحة ناجحة "العالم الأكثر خطورة" .. سوناك: المملكة المتحدة تعتزم زيادة إنفاقها العسكري الملك يمنح أمير الكويت أرفع وسام مدني بالأردن "هزيلا وشاحبا" .. هكذا بدا عمر عساف بعد6 أشهر في سجون الاحتلال صاحب نظرية "المسخرة": نريدها حربا دينية ضد العرب والمسلمين نيوورك تايمز: "إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها من الحرب على غزة" الملك وأمير الكويت يترأسان جلسة مباحثات رسمية في قصر بسمان الأردن الـ 99 عالميا على مؤشر الرفاهية العالمي وزيرة النقل: نطمح في تنفيذ مشاريع لتعزيز مفهوم النقل الأخضر في الموانئ والمطارات لبنان: شهيدتان و4 جرحى بغارة إسرائيلية بالصور .. حادث سير على مدخل نفق خلدا أبو عبيدة: العدو عالق في رمال غزة ولن يحصد إلا الخزي والهزيمة سيناتور اميركي: طفح الكيل أونروا: أكثر من مليون شخص فقدوا منازلهم بغزة وزيرة التنمية تشارك في اجتماع حول السياسة الوطنية لرعاية الطفل
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة صدى باهت لمجد غابر

صدى باهت لمجد غابر

24-01-2010 03:32 PM

لم يكن هناك إثارة في الاستماع الى شريط جديد لأسامة بن لادن، ولا اي ظلّ للمجد في تبني عملية فاشلة لا تحظى بأي شعبية ونقصد قيام الشاب النيجيري بمحاولة إشعال فتيل خلطة متفجرة على متن طائرة مدنية.

حتّى الربط بالشأن الفلسطيني بدا متهالكا بلا عنفوان ولا مصداقية، وأين منه ذاك القسم المجلجل "قسما بمن رفع السماء بغير عمد" في الشريط التلفزيوني الشهير عقب أحداث 11 ايلول "أن الأميركان لن يعرفوا طعم الأمن والاستقرار حتّى يعيشه اهلنا واقعا في فلسطين".

كان قسم بن لادن ذاك يتكئ على عملية لا سابق ولا لاحق بها تحاكي الأساطير، فأين منها الاتكاء الآن على تلك العملية البائسة. ولا ندري لماذا لم يعد بن لادن يظهر في أشرطة فيديو! قد تكون صعوبات لوجستية، والحال ان الشريط الصوتي اقلّ تأثير من الشريط التلفزيوني ولم يعد بالسبق كبير الأهمية لـ"الجزيرة".

جرت كثير من المياه منذ 11 ايلول وصورة بن لادن الآسرة التي تطاول صورة الانبياء والمختارين. أعاد بن لادن التذكير بمجد تلك الهجمة الغابر، التي استهدفت مثل عمليات كثيرة لاحقة المدنيين الآمنين من كل لون وجنس وعمر وعمل، ولا تختلف في الجوهر عن كل العمليات المنبوذة، التي استهدفت المدنيين في اندونيسيا وإسبانيا، وفي عمان، فقد تجاهل صف واسع من الرأي العام العربي والاسلامي ذلك أمام الابهار اللامحدود في تقنيتها وحجمها وربطها السياسي بتحدّي أميركا الظالمة الداعمة للعدو المحتلّ في فلسطين، وهو الربط الذي راهن عليه بن لادن، والآن يعيد الرهان عليه، لكن الزمن والاحداث استهلكته.

فحتّى لو كان حافز العنف الإرهابي هو حقا قضية فلسطين، وهو لم ينشأ كذلك، فقد ظهر ان هذا النمط من العمل لا يغيّر موازين القوى ولا يحقق إنجازا، والقاعدة الآن هي فلول مطاردة في كلّ مكان من دون اي أمل بالنصر سوى النجاح من حين لآخر بعملية تقتل بضعة مدنيين في اي مكان ومن اي جنسية.

في النبرة والكلمات لم يكن بن لادن يهدد بجدّ بقدر ما كان محاججا بما يفترض انه الحق والمنطق "فلم يجب أن ينعم الأميركان بأرغد عيش ويبتلي أهل غزّة بأنكد عيش؟!" هذه محاججة إقناعية موجهة للرأي العام، الذي بات بعيداعن القاعدة، لكن حتّى من يتعاطف مع القاعدة بصورة أو اخرى فهو لم يعد يعتقد انها قوّة قادرة على فعل شيء لفلسطين، وهذا بافتراض ان عمل شيء من اجل تحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال هو حقا في اجندتها.

منذ نكبتها الكبرى والقضية الفلسطينية تمدّ بالسلالم كل اجندة طموحة للحلول محلّ السلطة القائمة، وثبت كل مرّة أن الخلل في ميزان القوى اعظم وأكثر تجذرا من مجرد رغبة أو ارادة في التصدي للعدو، وقد حصد عبدالناصر هزيمة أشدّ إذلالا من النكبة، ولعل نفسية الأمّة لم تبرأ من تشوهاتها حتّى الآن.

والتطرف الديني والإرهاب الذي ولد من بيئة الهزائم والنكسات والخذلان يعاود الشيء نفسه الآن، لكنها ظاهرة لا أمل لها لا باستلام حكم ولا بتحرير بلاد. انها بطبيعتها كما تجسدها عملياتها نشاط تدميري يائس استبدل الإنسانية بالتوحش والحياة بالموت والأمل باليأس.

jamil.nimri@alghad.jo

جميل النمري





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع