في خضم ما يعيشه العالم وما نعيشه معه من صراعات وازمات اقتصادية وظروف معيشية صعبة وفي ظل ما يتخذ من إجراءات حكومية لا تروق للغالبية العظمى من الأردنيين وإن كان هدفها إنقاذ الأوضاع المتهالكة للموازنات والخروج من عنق الزجاجة وهذا المخاض الذي يؤلمنا جميعا والذي فتح الأبواب على مصراعيها لكل من تسول نفسه أن ينتقد معارضا أو يهاجم بقسوة أو يحلل على طريقته ويبث قناعاته خاصة وأن وسائل التواصل الإجتماعي لم تبق سترا مغطا ، حيث نجد كثيرا من أصوات النشاز التي تعلو وإن غلفت غالبا بطابع النكتة أو المزج الإجتماعي نجدها تنتقد بشكل لا ينبع من حب لهذا الوطن هلى ما يبدو ولا خوفا عليه بل ربما من منطلق يختلف تماما كما نلمس ونحس حيث بث مشاعر اللآثقة والتشكيك بمصداقية كل شي على مستوى القرار أو ما يطرح من خطط واستراتيجيات في محاولة لإيجاد حلول مناسبة ، فتجدهم يسترسلون في تشكيكهم المقصود في كل ما هو شعور إيجابي نحو تراب نعشقه جميعا بحيث يجاهرون بضرورة الهجرة وترك هذا الوطن طلبا لعيش كريم خارج حدود الوطن وتحليلات تجرح كل صادق وأمين من حيث تصوير الوضع القائم وكأنه جهنم المشتعلة والتي تأكل كل أخضر ويابس دون رحمة أو شفقة .
نحن لسنا ضد أي انتقاد بناء أو معارضة شريفة تنبثق من رحم الوطن ومن وجع المعاناة الصادقة، لكننا ضد هؤلاء الذين يصطادون في مياه عكرة بخيث لم ولن يكن همهم مصلحة الوطن بقدر ما هو هدمه ونزع كل مشاعر الإنتماء البريئة لدى ناسه ليحققوا كل ما يصبون إليه من تفتيت وخراب ، لكننا نعول على وعي أبناءنا المنتمين في أن يفرقوا بين ما هو غث وما هو سمين وأن يكونوا دارنا في خندق الوطن لنعبر به نحو شاطيء آمن بإذن الله خروجا من هذه الأوضاع ، ونسأل الله أن يحمي هذه الأرض واهلها الآمنين من كل براثن ألأعداء ومؤامراتهم وخططهم الموبوئة .