أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
سيارة تتعرض للاحتراق بالكامل على طريق البحر الميت وفاة فتى إثر سقوطه بمسبح في إربد وزير الخارجية الإسرائيلي لـ أردوغان : ( عار عليك ) الكونغرس يصوت اليوم على مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل مصدر مقرب من "حماس" ينفي تعرض الحركة لضغوط لمغادرة الدوحة تفاصيل جدال الضباط والرجل اليهودي .. لماذا اعتذرت شرطة لندن؟ دائرة الأراضي: توقف استقبال طلبات البيع يدويا في عمان من صباح الأحد الشرطة الألمانية تعتدي على متظاهرين لوقف الحرب على غزة - فيديو زخات أمطار محدودة متوقعة في بعض مناطق الأردن الاعلام الحكومي: الاحتلال يتعمد تأزيم الواقع الإنساني بغزة. خيارات وسلوك إسرائيل بملف أسراها .. محللون يتحدثون دورة عن علوم الفضاء في اليرموك لقاء حواري في الأعيان يُناقش تحديث المنظومة الأكاديمية للعلوم الاجتماعية خليفات: ميناء العقبة يعمل بكامل طاقته أردوغان يستقبل هنية في إسطنبول نيوزويك: بعد 6 أشهر حماس تسيطر على الوضع بغزة طبيب أردني يغامر بحياته لإصلاح جهاز طبي في غزة .. وهذه ما قام به 'شباب حي الطفايلة' خلال 48 ساعة فقط ! هذا ما قدمته دبي للمسافرين خلال الظروف الجوية عباس: سنراجع علاقاتنا مع واشنطن (الأنونيموس) يخترقون قواعد لجيش الاحتلال
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام أمٌّ أُردنية .. و أَبٌ زائِر

أمٌّ أُردنية .. و أَبٌ زائِر

08-10-2018 07:43 PM

أمٌّ أُردنية ... و أَبٌ زائِر

بقلم : فاطمة الظاهر

دول عديدة تسمح للأم المتزوجة من أجنبي بمنح جنسيتها للزوج والأبناء و دول اخرى تمنع ذلك ، فيحرمون بذلك من حقوقهم في المواطنة ، ومنها الأردن حيث يترتب على ذلك من وجود حالات طلاق للعديد من الأردنيات المتزوجات من عرب مما يتسبب بمشاكل متعلقة بالحضانة والنفقة وغيرها..اختلاف الجنسية بين الزوجين قد يعتبر عائقا امام استمرار العلاقة الزوجية انتهاءً بالطلاق.
الحياة تتطور شيئا فشيئا ونحن امام مشكلة اجتماعية سببها سياسي على الاغلب ونحن ما زلنا نراوح مكاننا حول قضية حق إعطاء الزوجة جنسيتها لزوجها واولادها، معاناة مأساوية تعيشها الكثير من الاردنيات اللواتي شاءت الاقدار لهن الزواج من مواطنين عرب ، او من حملة الوثائق العاملين في الخارج ، لا يعرف تفاصيلها الا من يعيش احداثها ، عائلات كثيرة ما زالت تنزف جراحها جراء التشتت التي تعيشه،، الأب في بلد وزوجته الاردنية واولادهم في بلد اخرى يواجهون صعوبات لا يمكن ان يصفها الا من داس فوق اشواكها .
من حق المرأة ان تختار شريك حياتها مهما كانت جنسيته ومن حق الاردنية ان تتزوج من تريد ، كما هو تماما من حق الاردني ان يتزوج ممن يريد،، صعوبات كثيرة توضع امام المرأة الاردنية عندما تقدم طلب اقامة او تأشيرة دخول لزوجها العربي الاردن ليزور عائلته في الاردن، ومن حق هذا الزوج العربي الذي يعيش في بلد أخرى لـتأمين لقمة عيش زوجته واولاده ان يأتي بلد زوجته الاردنية وابنائه وقت ما يشاء فهو أصبح مواطنا في هذا البلد كغيره من الأردنيين دون اشتراط تأشيرة دخول ..ومن حقه ان يحصل على تسهيلات تساعده ان يعيش بسهولة مع زوجته واولاده دون التضييق على حياته تماما كالتسهيلات المقدمة للأجنبية المتزوجة من أردني.. وان كانت مسألة الجنسية مستحيلة للزوج الاجنبي لكن وجود بعض التسهيلات تمكنه من عيش حياة كريمة في الاردن التي أختار شريكة حياته منها كالعمل والغاء شرط تأشيرة الدخول و رخصة القيادة والحصول على الاقامة هذه ابسط الحقوق ...
المسألة انسانية في المقام الأول قبل أن تكون سياسية واقتصادية ،،عائلات كثيرة يواجهون عوائق قانونية تدفع الكثيرين منهم إلى هامش المجتمع الأردني جراء التعقيدات امام الزوج العربي المتزوج من أردنية،،وان كان هذا الزوج لا يعتبر مواطنا في نظر الدولة ،إلا أننا نأمل أن ننظر لها من منظور انساني،، فبسبب القيود القانونية بالأردن أمام هؤلاء أصبحت قدرتهم على كسب الدخل محدودة جدا بل وبعض العائلات المتضررة تكاد ان تكون مُعدمة..
الأردنية التي تعطي بلدها كل ما يُطلب منها تقديمه وتستثمر فيه، وتعمل فيه، تلتزم بقوانينه، تدفع كل مايترتب عليها فيه تفعل كل شيء مثل أي مواطن آخر تماما مثل أي رجل ،، من حقها أن تحصل على أبسط حقوقها فيه تعيش مع زوجها واولادها حياة طبيعية بكرامة دون خوف وقلق على مستقبلهم وان حققت بطاقة أبناء الاردنيات بعض التسهيلات للأبناء الا ان هذا غير كاف لعيش حياة كريمة فالزوج يأتي ضيفا عند اولاده عليه المغادرة حين تنتهي مدة الدخول المقررة له ويعود لزيارة عائلته بعد اذن دخول من وزارة الداخلية والمخابرات هذا غير التعقيدات التي يواجهونها اثناء ذلك .. الا يجب أن نراعي الانسانية أمام هذا الحال ؟!! وان كان من المستحيل ضمان تمتع الأم الأردنية المتزوجة بغير أردني بحقهـا في منح جنسيتها لأطفالها أسوة بالرجل الاردني الذي يعطي جنسيته لزوجته بدون تمييز،، الا ان من الانسانية تقديم تسهيلات للزوج العربي ليعيش مع عائلته في الاردن بأمان واستقرار دون تشتت ..فهناك دول كثيرة ومنها عربية تتيح المساواة للنساء والرجال في نقل الجنسية إلى الأبناء عندما يكون الأب أجنبيا، يُسمح للنساء بحصول أبنائهن على الجنسية فقط إذا كانوا قد وُلدوا داخل أراضي هذه الدولة..
عواقب مأساوية خلفها حرمان أبناء وبنات النساء الأردنيات المتزوجات من غير الاردنيين من الحق في المواطنة على قدم المساواة بالغير ومعاناتهن هنّ وأسرهنّ هي اشد المعاناة كون هذه المرأة لا تتمتع بحقها الانساني في المواطنة مع زوجها واولادها والذي يعتبر اساس التمتع بكافة الحقوق السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية والحق في العمل كلها هي حقوق ضرورية لعيش حياة كريمة آمنة ومستقرة في أي بلد كان ..الحرمان من ابسط الحقوق خَلّف لدى هذه الشريحة عدم الانتماء، الشعور بالغربة، عدم الاستقرار، الشعور بالدونية، الشعور بالرفض من المجتمع، والشعور بالحرمان والخوف والقلق على مستقبل الابناء ..
نحن لانقول ان على الدولة ان تعطي الجنسية لهذا الزوج العربي او اولاده الا اننا نأمل أن تراعي الانسانية في هذا الجانب كحصول الزوج والأبناء تسهيلات الحياة اليومية مثل إذن الإقامة ، إذن العمل ، إذن دخول البلاد دون اشتراط التأشيرة ، رخصة القيادة وغيرها من الامور البسيطة التي تؤمن للمرأة الأردنية حياة كريمة مع زوجها واولادها دون تشتت وضياع ..
هذا هو حال الأمهات الأردنيات معاناة دائمة وجولات مستمرة على أبواب الدوائر الحكومية لاستخراج اذونات اقامة للأبناء وتأشيرات دخول لأزواجهن وموافقات أمنية تأخذ وقتا طويلا ومعاملات صعبة،، هذا هو حال الأم الواقفة تنتظر على أبواب الدوائر الحكومية تدعو الله الصبر ترفع أمرها لله وتحتسبه حين ترى الظلم والتمييز الواقع عليها مقارنة بغيرها من النساء المتزوجات من اردنيين ،، تزداد مخاوف هؤلاء الأمهات يوما بعد يوم كلما كبر أولادهن حين تشتد حاجتهم إلى تسهيلات لهم ولوالدهم العربي لإكمال حياتهم بشكل طبيعي.. آلاف من الأردنيات المنكوبات بحياتهن جراء قوانين تصادر حقوقهن وتصعب عليهن العيش مع أزواجهن في الاردن ..






تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع