أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
استشهاد فتاة فلسطينية برصاص إسرائيلي في شمال الخليل المخادمة يقود قمة مباريات الدوري العراقي أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو رون آراد يثير تفاعلا .. من هو؟ الملك يودع أمير الكويت بعد اختتام زيارة دولة استمرت يومين للأردن الملك يأمر بإجراء الانتخابات لمجلس النواب قرار "الأطباء" بمنع المزاولة لغير الأردنيين هل يسهم بخفض البطالة؟ المانيا تعلن استئناف التعاون قريبا مع الأونروا الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي بحجة الأعياد اليهودية ثاني أيام عيد الفصح اليهودي .. 234 مستوطنا ومتطرفا اقتحموا الأقصى انتشال 51 جثمانا جديدا من المقبرة الجماعية بمجمع ناصر الطبي ضبط عشريني قتل شقيقه بالبقعة "رياضة الأردنية" تناقش المستجدات العلمية في الرياضة الصحية والتنافسية في مؤتمر البحر الميت الدولي بموسمه الثالث الأردن .. ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية 4.4 % هبوط مفاجئ لمخزونات النفط الخام الأميركية الحكومة: تأخر تجهيز وثائق عطاءات مشاريع ذكية مرورية إقرار القانون المعدل لضمان حق الحصول على المعلومات لعام 2024 رؤساء مجالس المحافظات بالأردن - أسماء وتحديث الحكومة تشتري أجهزة حماية لـ60 مؤسسة حكومية جامايكا تعترف بدولة فلسطين جملة من التحديات تقف امام تقدم سير العمل في قطاع الاقتصاد الاخضر
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام بين يدي " جلالة الملك " مع بالغ...

بين يدي " جلالة الملك " مع بالغ الإحترام

15-09-2018 06:44 PM

بقلم : شحاده أبو بقر -
بسم الله الرحمن الرحيم , وبعد ,

أعلن جلالة الملك أنه سيتوجه إلى الولايات المتحدة لحضور إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ولقاء رؤساء دول ومسؤولين كبار على هامش تلك الإجتماعات , والتي تنعقد في ظل ظروف دولية وأقليمية وحتى أردنية بالغة الدقة والخطورة والتعقيد .

وكمواطن يزعم الإطلالة والحرص على مصالح البلاد والعباد , أرى أن إجتماعات الجمعية العامة تلك , تمثل فرصة تاريخية لعرض رؤية الأردنيين بقوة وصراحة أمام هذا المنتدى العالمي عالي المستوى وصاحب سلطة الرأي والقرار معا .
فلقد كان الأردن ومنذ نشأته وما زال وسيبقى, دولة سلام ووسطية وإعتدال في الشرق الأوسط كله , وتحمل وفقا لهذا النهج وهذه الإستراتيجية السلمية , ألقسط الأكبر من تبعات ومخرجات الصراعات والحروب التي شهدتها المنطقة , ومنذ سبعين عاما وحتى اليوم , وهو اليوم أكبر دول العالم إستضافة للأجئين والمهجرين والنازحين والفارين بأرواحهم وأعراضهم من جحيم حروب لاترحم .

إن السلام الذي يؤمن به الأردنيون وعملوا ويعملون جاهدين من أجله سواء على صعيد قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي أو سواه , وفي أي مكان على هذا الكوكب , هو السلام الذي يصفي نفوس الشعوب من كل إحساس بالظلم والقهر, ويزيل وإلى الأبد من نفوسها أية مشاعر للإنتقام من الخصوم سالبي حقوقها المشروعة .

إن السلام الحقيقي العادل وبرضى وقبول أطراف النزاع جميعها , هو السلام الذي يزيل أية عوائق لإقامة تعاون إيجابي بين المتخاصمين ولمصلحة الطرفين معا , بمعنى أن يحل الوئام بديلا للخصام , والتعاون والتلاقي بديلا للصدام والتنافر, والحب والمودة والإحترام المتبادل , بديلا للحقد والكراهية التي تنتج عنفا أكثر, ومزيدا من العداء في نفوس الأجيال جيلا إثر جيل , أما سلام القوة المفروض بالقوة , فلا ينطوي على قيمة سلام حقيقية أبدا , وإنما هو بيئة خصبة لتأجيج الصراع بدلا من إطفائه ! .

يبارك الشعب الأردني ويؤيد وبكل قوة , أية مبادرات إيجابية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقا لهذا الفهم المعمق , وبما ينهي وإلى الأبد أية مبررات لإدامة الصراع ,عندما يجري تنفيذه من قبل الطرفين المتخاصمين ,لا من قبل طرف واحد وبالقوة , دون أدنى إعتبار لرأي الطرف الآخر ! .

ويرى الأردنيون أن سلاما يتجاهل وبالكلية حقوق الطرف الآخر التاريخية , لا يمكن له أن يصمد طويلا , لا بل فهو يعمق الشروخ بدلا من رتقها ,ويكرس المزيد من الكراهية والأحقاد جراء الشعور العارم بالظلم وضياع الحقوق , وفي ذلك المزيد من العنف والمعاناة ولطرفي المعادلة وللمنطقة كلها , وهنا تصبح الصفقة لصالح طرف واحد ,وعلى حساب مصالح الطرف الآخر , الأمر الذي ينفي عنها صفة صفقة عادلة وتاريخية .

لقد وقع الأردن إتفاق سلام مع دولة إسرائيل عام 1994 , وهو سلام إلتزم الأردن بجميع بنوده إلتزاما كاملا , وشرع مواطنون إسرائيليون بزيارة الأردن بقصد السياحة والتجارة وغيرها , وبادلهم كثير من الأردنيين الزيارات للغايات ذاتها , وإستبشرنا جميعا بعلاقات طيبة تبادلنا فيها السفراء , والبحث الجاد في مشروعات مشتركة , إلا أن بعض الممارسات الشاذة من جانب الطرف الآخر وعلى أرضنا الأردنية , أوجدت حالة من الضجر والشك في هذا السلام بين أوساط شعبنا .

وبرغم ذلك واصلت دولتنا إلتزامها القانوني والأدبي بإتفاقية السلام ,وإنتظرنا طويلا بأمل أن يأخذ السلام على الصعيد الفلسطيني الإسرائيلي مداه الذي نريد ونتمنى , وفقا لإتفاق أوسلو , ولمصلحة الطرفين ومصلحة السلام في المنطقة كلها , إلا أن ما حدث حتى الآن , هو العكس تماما , وباتت السلطة الفلسطينية في رام الله لا تملك من أمرها شيئا , برغم توقها وعملها الدؤوب لتنفيذ بنود إتفاق أوسلو تباعا , وهو ما لم يحدث , بل حدث نقيضه مزيدا من الإستيطان في الأرض المحتلة , ومزيدا من التهجير وتضييق سبل العيش , وتجاهلا للإتفاق المذكور .

لقد إستبشرنا خيرا بالإعلان عن صفقة قرن لحل تاريخي للقضية الفلسطينية , وكنا نأمل أن يكون ذلك وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة , ومبادرة السلام العربية التي أقرها القادة العرب في قمة بيروت , وهي مبادرة تعهد العرب فيها بسلام حقيقي جاد وشامل مع إسرائيل , بما في ذلك تطبيع العلاقات وتبادل السفراء والتعاون الإيجابي ولمصلحة الجميع , مقابل إنسحابها من الأرض الفلسطينية التي إحتلتها عام 1967 , والتي يدعوها قرار مجلس الأمن الدولي في حينه إلى الإنسحاب منها , لتقوم عليها دولة فلسطينية , عاصمتها القدس الشرقية , والتي أحتلت في تلك الحرب , إلا أن إسرائيل لم تستجب ولم تلتفت لتلك المبادرة التي تنهي وإلى الأبد كل مبررات الصراع , وتؤسس لسلام عربي إسرائيلي جاد وشامل ولمصلحة إسرائيل ومنطقتنا , لا بل ولمصلحة العالم كله .

إن الأردن جار فلسطين وإسرائيل معا , والذي يشكل اللاجئون نسبة لا يستهان بها من سكانه , والمرتبط بمعاهدة سلام مع إسرائيل , يتساءل شعبه اليوم , هل ضم القدس كلها, وإطفاء قضية اللاجئين وحقوقهم المشروعة ,وقطع المساعدات عن الوكالة الدولية لإغاثتهم , والمضي قدما في بناء المزيد من المستوطنات على أرضهم المحتلة وغير ذلك من إجراءات , هل يمكن أن يساعد ذلك في تحقيق سلام حقيقي ينهي مبررات وأسباب الصراع والعنف والصدام , أم هو تصفية كاملة للقضية الفلسطينية , وبما يؤجج الصراع والصدام والكراهية , والحقد الناجم عن الإحساس غير المسبوق بشدة الظلم والقهر وهضم الحقوق كلها ودفعة واحدة ! .

الولايات المتحدة دولة عظمى يقع على عاتقها كما هي روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا , وسائر الدول الأوروبية شرقا وغربا وجميع محبي السلام الحقيقي والعادل على هذا الكوكب , العمل على تحقيق العدل الذي يحفظ حقوق الشعوب ويصون كرامتها وحقها في حياة حرة طيبة لا ظلم فيها , ومن هنا , فنحن في الأردن الذي يعاني جراء ذنوب غيره لا ذنوبه هو , والذي يعاني اليوم معضلة إقتصادية طاحنة جراء تلك الذنوب , يأمل من تلك الدول جميعا وبقوة , ودرءا للظلم وتجنبا للحروب الطاحنة في بلادنا العربية وما ستفرز من كوارث وطوفان هجرات لن ينجو من معاناة إستقبالها أحد , أن تتحد مواقفهم وجهودهم المخلصة , لتحقيق سلام عربي إسرائيلي عادل يعيد الحقوق إلى أهلها في فلسطين وسورية ولبنان , ويحقق سلاما في اليمن بإنهاء التمرد على الشرعية وفق لقرار مجلس الأمن الدولي ذي الصلة , ويعين العراق على تحقيق الأمن والإستقرار في كل ربوعه , ويحقق سلاما يحفظ وحدة سورية ويكفل الحرية والكرامة لشعبها المكلوم , ويطالب سائر الغرباء بالخروج من مناطق النزاع في عالمنا العربي , ويؤكد على تضامننا جميعا في محاربة الإرهاب سواء أكان إرهاب جماعات وحركات أو إرهاب دول .

وإذا ما تحقق ذلك عبر حوار هادف بنيات مخلصة لا تشويه فيها للأديان والأعراق , فإنه كفيل ولمصلحة شعوب الأرض كافة , ببلوغ سلام عالمي مؤسسي قوي دائم تتحقق معه كرامة الإنسان وحقه في حياة حرة كريمة أنى كان زمانه ومكانه على هذا الكوكب , عندما توجه مقدرات الشعوب وخيرات العالم إلى خدمة الإنسان والإنسانية , لا إلى شقائه ومعاناته جراء الظلم والفقر والمرض والجوع والجهل والقهر والمطامع والمطامح غير المشروعة .

ونختم بآية كريمة من القرآن الكريم موجهة للبشرية كافة يقول فيها الحق سبحانه " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى لتعارفوا , إن أكرمكم عند الله أتقاكم " صدق الله العظيم . ومؤكد أن تقوى الله ومخافة سخطه سبحانه , ترفض الظلم والعدوان والقهر وهضم حق الآخر , وتدعو إلى الحق والأمن والتعاون بين بني البشر والسلام في سائر حياتهم , فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . والله من وراء القصد .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع